ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

ماذا حدث بعد ليلة اقتحام «عاصمة جهنم»؟

-  
نشر: 30/12/2013 1:53 ص – تحديث 30/12/2013 1:53 ص

ماذا حدث فى جهاز أمن الدولة بعد ليلة اقتُحم فيها المبنى المهيب فى مدينة نصر.. مقر جهاز أمن الدولة الذى كان يطلق عليه شعبيا: «عاصمة جهنم»؟

السؤال مهم الآن ونحن نرى ونسمع ونتابع علامات ظهور للجهاز أو استحضار روحه. ليس فقط فى تنشيط العناصر الأمنية التى كانت تعمل فى مستويات مختلفة تحت إمرة الجهاز الملعون، ولا فى شحن هذه العناصر أو دفعها لتتصدر شاشات وتملأ الفراغ الناتج عن الخوف والذعر من الإخوان بروايات مستوحاة من نفايات الجهاز وإبداعات ضباطه الذين لم نعرف مصيرهم، ولم نسمع عن تحقيقات أجريت معهم لأنهم أفسسدوا وروعوا شعبًا كاملا، أو أنهم أيضا ربوا فى أحضانهم وحش التطرف والإرهاب ليأكلنا حين يغضبون علينا أو حين نثور عليهم.

لم نسمع ولم يهتم أحد بمتابعة مصير الجهاز الذى كان لا بد من استشعار خطورته، ليس فقط على الديمقراطية والحياة الإنسانية فى أى بلد، ولكن على الأمن كحق وممارسة طبيعية، وعلى جهاز الأمن كمؤسسة مهمتها حماية الأفراد لا ترويعهم بالتعذيب والقتل وقهرهم بالجبروت الطاغى وابتزازهم بالتسجيلات.

هل لم يشعر أحد بالخوف على تكوين عصابات من ضباط سابقين فى الجهاز، كما تكرر ذلك فى كل الدول الاستبدادية التى سقطت أجهزة تشبه «أمن الدولة»؟

ألم يقرأ أحد من المسؤولين عن المؤسسة أو عن تأسيس «نظام جديد» عن قصص «المافيا» التى كونها ضباط سابقين فى تلك الأجهزة المتوحشة، وتاريخ الانتقال من التصرف كـ«عصابة رسمية فى السلطة» إلى «عصابة سرية خارجها» معروف ومتكرر فى دول مثل ألمانيا الشرقية ورومانيا وأوكرانيا وروسيا، وغيرها من بلاد توحشت فيها الأجهزة الأمنية إلى درجة ابتلاع الدولة كلها، ولم يعد هناك قدرة على ترويض الوحش فخرج من قلاعه فى السلطة ليمارس الإجرام فى كل مكان.

ألم توقف الأجهزة الأمنية حكايات اختراق الجماعات الإرهابية للأمن؟ ألم تتابع تلك الأجهزة المذيع المقرب منها وهو ينشر على الهواء تسجيلات من تليفونات نشطاء سياسيين.. وأن هذه التسجيلات تمت بعد ١١ فبراير بقليل.. أى فى الأيام التى استمر فيها الجهاز يعمل فى السر؟ ألم يخطر على بال أحد أن هذه التسجيلات كنز ثمين تبيعه شبكات من الضباط السابقين فى الجهاز لمن يشترى؟ هل اهتم أحد بالمافيا التى تتمدد فى الكواليس لتتحكم من خلف الكواليس بالدولة، وذلك عبر إدارتها كل شىء: السياسة والاقتصاد والإرهاب أيضا؟

نريد أن نعرف مصير الجرائم التى ارتكبت فى عصر مبارك من التنصت على المعارضين إلى التعذيب وحتى تكوين عصابات من البلطجة، نريد أن نعرف أولا لكى لا تتكرر تلك الجرائم.. والأهم الآن لنعرف حجم دورها أو تأثيرها فى الأحداث الحالية.

ماذا حدث بعد تلك الليلة التى كتبت عنها وقتها؟:

«وسط الدخان الأسود ورقة محروقة، تمتد إليها أصابع مشتاقة إلى التقاط الأسرار، ماذا كان يحدث خلف أسوار«عاصمة جهنم»، جمهور الثورة يقتحمون المبنى المهيب فى مدينة نصر، عاصمة فعلًا لجهنم متخيَّلة، فى تصميم على شكل هرم مقلوب، لا يمكن اكتشاف رأسه إلا بالدخول فى متاهته، متهما أو ثائرا، المتهم سيختفى، والثائر يمسك ببقايا الورقة المحترقة ليكشف جانبا من دولة الرعب.

الثورة تتحرك بتلقائيتها ما زالت إلى أماكن الخطر، إلى مصائد الحرية، ومنصات إطلاق القهر فى «الجو العام»، هنا مركز إدارة الحياة فى مصر، عين كبيرة، إذن ضخمة، عداد الأنفاس، مرصد المشاعر، ومنظار يخترق الجسم ليصل إلى ما فى العقول والقلوب.

بدون شروح كبيرة سيعرف من يعيش فى مصر ماذا يعنى عندما تشير فى حوار عابر إلى: «الجهاز»، أنه اختصار مثير فى اسم رسمى: جهاز مباحث أمن الدولة، اختصار يعبر عن تضخم فى الدور والمكانة وحجم السيطرة، إلى درجة امتصت كل التفاصيل، والهوامش، والمعانى الأخرى، ليصبح هو «الجهاز» الذى يمنح المعنى للكلمة، ولكيان تضخم ومعه أصبح «أمن الدولة» أكبر من الدولة نفسها.

الأمن أصبح الدولة، و«الجهاز» يعمل بانفصال شبه كامل عن دوره وحجمه، إلى درجة غاب عنها الدور فسقطت الدولة التى يحميها. اكتشف «الشعب» هشاشة «الجهاز»، وأن صانع الرعب ليس قويا ليحمى نظامه إلا بتفاهات من عصور بدائية تكسر الروح بإهانة الذكورة عند رجال يجبرهم الضابط على ارتداء فساتين الرقص الشرقى، والدوران فى ما يشبه حفلات رقص، يردد فيها المعتقل: أنا مَرَة. لم يفهم الشاب؟ لماذا عُثر فى مكتب الضابط على بدلة الرقص؟ خياله ذهب بعيدا متصورا أنها أدوات حفلات متعة تشحن الوحوش من أجل حفلات التعذيب.

لم يفهم أنها أدوات إذلال، بالضبط مثل تصوير اللقاءات الجنسية وتسجيل مكالمات غرامية، هى أدوات حولت المخابرات فى عهد عبد الناصر إلى ما يسميه السياسى المخضرم «كباريه سياسى» يقوده عقل مهووس بالألعاب الجنسية والمخابرات كانت «جهاز» عبد الناصر كما أن «أمن الدولة».. «جهاز» مبارك، وعلى اختلاف الزعيم عن الموظف، مع تضخم الاحتياج إلى الأمن بدون سياسة، انتهى كل جهاز إلى نفس المصير: السقوط المهين.

التعليقات