محمود فوزى السيد29 ديسمبر 2013 10:47 م
فى مطلع الحديث عن إلهام شاهين وجدناها امرأة تعيش بشخصيتين .. إحداهما فنانة؛ والأخرى صاحبة موقف.. أما الفنانة فليست هدفًا لنا فى تلك المساحة فلها ما لها وعليها ما عليها والحكم فيها للنقاد؛ وأما السيدة صاحبة الموقف فهو ما يشغلنا الآن.. قبل التعجل فى إصدار أحكام اسأل نفسك.. أين عبدالله بدر الآن ؟ الإجابة دون عناء : فى السجن .. ارجع واسأل من جديد لماذا تم حبسه ؟ .. فى قضية سب وقذف إلهام شاهين.. سؤال أخير.. متى تم ذلك ؟ الإجابة : فى عز زمن الإخوان وتيار الإسلام السياسى .
إذن تلك السيدة وقفت خصمًا لرجل حسب نفسه على السلفية والتدين والدعوة إلى الله ؛ فى وقت كانت فيه الكلمة العليا فى مقاليد الحكم فى مصر للإخوان المسلمين وأتباعهم من بقية التيارات التى حسبت نفسها على الإسلام السياسى .. تعرضت للسب والقذف من عبدالله بدر فى أحد برامجه على قناة « الحافظ الدينية»؛ أهانها بأبشع الألفاظ واتهمها بممارسة «الفجور» فى أفلامها؛ عرض لها صورًا من مشاهد فى أفلامها قال أنها حقيقية وسأل كم شخص « قبلوها واعتلوها باسم الفن»... ورغم سطوة تيار الإسلام السياسى وقتها - إبريل ومايو 2013 - قررت خوض حربها دون التراجع لحظة؛ ذهبت إلى المحكمة وقامت برفع دعوى سب وقذف وتشهير فى حقه؛ كان وقتها يخرج هو على الفضائيات مؤكدًا أن الأمر لا يهمه وأن مثلها - على حد تعبيره - لا يمكن أن تفوز عليه فى معركة بين فنانة وداعية سلفى شهير.. لكنها ظلت على موقفها تدافع عنه دون النظر إلى أن الرجل ينتمى لفئة تعتقد أنها ملكت زمام الأمور.. وقفت فى المحكمة لعدة جلسات تطالب بحقها من الرجل الذى سبها أمام الملايين؛ فخرج الحكم فى النهاية بحبسه لمدة عام وتغريمه 20 ألف جنيه؛ هرب الرجل كالعادة واختبأ فى مكان بعيد عن أعين رجال الأمن - شقة فى العاشر من رمضان - إلى أن ألقت الشرطة القبض عليه وتم إيداعه فى السجن لتنفيذ العقوبة بعد رفض المحكمة لاستئنافه على الحكم .
يومها وقفت إلهام شاهين مهللة فى كل وسائل الإعلام: كنت متأكدة أن القضاء المصرى هيجيب لى حقى من هذا المدعى .
انتصرت إلهام شاهين على شيخ سلفى لأنها تأكدت أنها على حق وقررت خوض معركتها حتى لو كانت مع أحد أتباع النظام المسيطر على الأمور.. بعدها مباشرة خرجت إلهام شاهين فى تظاهرات 30 يونيو لتعلن موقفها صراحة من حكم تيار الإسلام السياسى والإخوان المسلمين؛ تصدرت مسيرات الفنانيين ويملؤها الزهو بانتصار حققته على الشيخ السلفى بسلاح القضاء .
الواقعة التى سردنا تفاصيلها عن الفنانة والشيخ السلفى لم تشتمل على آراء شخصية حاولنا تفاديها فى كل السطور السابقة؛ فلسنا بصدد تحليل مواقفها السياسية، وأنها كانت من بين الرافضين والرافضات لثورة 25 يناير؛ ولا أنها كانت من مؤيدى 30 يونيو؛ فإنتماءاتها السياسية وآراؤها هى وحدها من تحاسب عليها، وليس لنا حق التدخل فيها ؛ وإنما قصصنا حكاية امرأة حاربت للحصول على حقها، ولم تخش فى الحق سطوة ونفوذ خصمها فى قضية شغلت الرأى العام فى 2013 كانت لابد أن تكون وسط أهم القضايا التى نناقشها فى وداع عام تخلصنا فيه من نظام أعتقد أنه الأقوى سقط فى منتصف نفس العام .