محمود فوزى السيد29 ديسمبر 2013 09:16 م
حياة هادئة .. برنامج يصنف على رأس قائمة برامج النايت توك شو .. انفرادات إعلامية تحققت مع فريق عمل ظل لسنوات مطمعًا للعديد من المنافسين.. تلك هى ببساطة شكل الحياة الإعلامية لمنى الشاذلى قبل 2013 أثناء تقديمها لبرنامج « العاشرة مساءً » على شاشة قناة « دريم » التى لم يبخل المسئولون عنها بتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية للبرنامج الأهم على شاشتها والإعلامية الكبيرة التى قضت سنوات طويلة فى القناة.. لكن فجأة تغيرت منى الشاذلى وشعرت أنها فوق الجميع فى القناة حتى فريق العمل الذى يعود له فى الفضل فى تحقيق انفرادات برنامجها؛ أصبح التعالى سمة التعامل بينها وبين فريق عمل برنامجها لدرجة صراخها فى وجه العاملين معها والإطاحة بعدد كبير من العاملين فى البرنامج؛ وفجأة من جديد قررت أن تطرح نفسها للاحتراف على طريقة لاعبى كرة القدم، ووافقت على عرض من قناة mbc مصر والتى كانت تحت التأسيس وقتها؛ رحلت عن البرنامج الذى وضعها على رأس نجمات برامج التوك شو إلى قناة خليجية عرضت عليها مقابلًا ماديًا أعلى بنفس طريقة الاحتراف فى عالم كرة القدم.. ظلت لأكثر من ثلاثة أشهر بعيدة عن الأضواء والأحداث السياسية والشاشة، وانطلقت أخيرًا ببرنامج حمل اسم «جملة مفيدة»، وماهى إلا أشهر قليلة وبدأ المسئولون فى القناة فى الشكوى من عدم قدرتها على جذب المعلنين للبرنامج رغم ضخامة إنتاجه، وهو ما يسبب خسائر للقناة التى حاولت على الفور تخطى الأزمة بطرح برامج إخبارية يومية من أجل تغطية القصور الإعلانى فى «جملة مفيدة».. وعلى طريقة « تسيير المركب « ظلت تطل الشاذلى لعدة أشهر على الشاشة بعدما فقدت الكثير من بريقها الإعلامى بسبب ضعف نسبة المشاهدة لبرنامجها؛ كل ذلك ولم تحاول التمرد والخروج من الإطار لتعيد نفسها لسابق مجدها فى «العاشرة مساءً»؛ إلى أن قررت إدارة القناة التعاقد مع الإعلامى محمد عبد المتعال ليشغل منصب رئيس القناة أو مديرها التنفيذى؛ المهم أن عبد المتعال كرجل إعلام لديه أدوات خاصة يتعامل بها كانت سببًا فى نجاحه من قبل فى إطلاق قناة «الحياة»، والذى تسبب فى استعانة mbc مصر به؛ بدأ عبد المتعال خطة التطوير، ويبدو أن على رأسها وقف التخلص من برنامج «جملة مفيدة » لوقف النزيف المادى هدفًا حتميًا؛ فكان قراره بالاستعانة بشريف عامر مقدم « الحياة اليوم » ليقدم برنامج توك شو رئيسيًا على القناة أول حجر فى نعش منى الشاذلى فى القناة، ويبدو أنه أراد التدخل لوقف انهيار البرنامج ففوجئ بشرطها فى التعاقد بينها وبين القناة بأن الإدارة لا يحق لها التدخل فى السياسة التحريرية للبرنامج؛ وبعد الكثير من الجذب والشد تمت الإطاحة بها من القناة حتى لو خرج الاثنان بتصريحات من نوعية « بدون خلافات » و « علاقة الود والإحترام المتبادلة »، وما إلى ذلك من تصريحات لا يقصد بها إلا حفظ ماء الوجه.. لتودع منى الشاذلى عام 2013، وقد منيت بخسارة كبيرة ربما لن تستطيع تعويضها خلال الفترة الحالية حتى لو انتشرت أخبار عن عروض كثيرة تتلقاها من عدد كبير من القنوات الفضائية؛ لكن شاشة كل تلك الفضائيات ممتلئة بالفعل بنجوم حققوا لها ومعها النجاح .
خرجت منى الشاذلى من mbc مصر مع نهاية عام 2013 بوداع حزين؛ سواء بمؤامرة كما يدعى البعض أو بإرادتها كما تؤكد هى؛ لكنها وبنفس منطق الاحتراف فى عالم كرة القدم الذى اتبعته من قبل عند الرحيل عن «العاشرة مساءً»؛ فقد خرجت لاعبًا متجاوز السن قليل اللياقة البدنية، وتخلت عنه صفته الأهم «الهداف» فما شكل العروض التى يتلقاها مثل هذا اللاعب ؟ .. يبقى هذا هو السؤال الأهم الآن فى حياة الإعلامية الكبيرة التى ظلت لسنوات طويلة متربعة على عرش نجمات برامج التوك شو بجهد لم تبخل به؛ وبثقافة لم تفتقر إليها يومًا.