طبيعى أن يزداد الشعور باليأس يومًا بعد يوم عند «إخوان الإرهاب» وأنصارهم. مظاهرات «طلوع الروح» التى تحاول ترويع الناس وتعطيل المسار الديمقراطى وإظهار عدم الاستقرار كأنه المصير المحتوم بعد سقوطهم الذليل، كل ذلك لم يحمل إلا عنوانًا واحدًا أنهم سائرون إلى النهاية التى يستحقونها، بعد أن كشفوا الوجه القبيح لتنظيم إرهابى خائن منذ نشأته وحتى نهايته الذليلة.
مظاهرات «طلوع الروح» ستستمر، وجماعات الإرهاب بقيادة الإخوان ستواصل جرائمها كلما اقتربت نهايتها. تحاول الإخوان استجداء الدم لكنها ستفشل بعد أن عرف الشعب كله حقيقتها كأصل للإرهاب وعصابة للقتلة. ما يهمنا هنا أن لا نترك المعركة محصورة فى شقها الأمنى، وأن لا نترك المسؤولية فقط على الجيش والشرطة. وفى نفس الوقت أن لا نترك الجماهير الغاضبة تأخذ ثأرها بيدها من هؤلاء القتلة الخائنين للوطن المتاجرين بالدين.
كيف نفعل ذلك ونحن فى ظرف دقيق قبل أيام من استفتاء حاسم يريدون تعطيله بأى طريقة؟
لا بد أن تتحرك الدولة بكل أجهزتها، نحن فى حالة حرب كما قلنا منذ سرقت هذه العصابات ثورة يناير وأرادت أن تحكمنا بالإرهاب وأن تقودنا إلى التخلف.
أنقذنا الدولة واستعدنا الثورة فى 30 يونيو، لكن الحرب لم تنته، وعلينا أن ندرك أنها ليست حربًا سهلة، لكن النصر فيها حتمى لمصر وشعبها وجيشها على كل هذه العصابات، وعلى من يدعمونها ويراهنون عليها من الخارج.
إذا لم تكن الحكومة قادرة على أن تتحول بصورة كاملة إلى «حكومة حرب» فعلى مجلس الأمن القومى أن يتولى المهمة وأن يتولى التخطيط الشامل للمعركة والإشراف على تنفيذ ما يتقرر إلى أن يفتح الله علينا بحكومة تستطيع القيام بالمهمة!!
بعد أن وافقت الحكومة على تطبيق القانون (!!) والتعامل مع الإخوان كجماعة إرهابية، أصبحت المهمة الأولى فى مواجهة الإخوان وحلفائهم هى تجفيف منابع الإرهاب. ما فعله حتى الآن وزير الأوقاف فى إنهاء سيطرة التطرف على المساجد أمر هام. الأزهر الشريف الذى قاوم بضراوة محاولة هيمنة الإخوان وحلفائهم عليه لا بد أن يجد كل العون ليخوض المعركة ضد «الخوارج» بكامل قوته، خصوصا أن جزءًا هامًّا مما يسمونه «الإسلام السياسـى» يقف معه فى خندق واحد الآن، ويواجه نفس الحملة الإرهابية من الخوارج التى تصل لوصف أنصار «حزب النور» بالكفر لأنهم أدركوا خديعة «الإخوان» مبكرًا، ولأنهم اختاروا الانحياز لمصر، بينما اختار «الإخوان» الركوع لأمريكا والتحالف مع «القاعدة» والتآمر على وطن كفروا به منذ أطلقوا دعوتهم المشؤومة!!
المهام كثيرة والغياب فادح فى حكومة لا تتصرف على أنها «حكومة حرب» ولم تستعد ذلك. حين تعود وزارة الثقافة والإعلام الرسمى «رد الله غربتهما» لأداء مهامهما سيختلف الوضع. وحين يكون أداء وزارات الخدمات مثل أداء الإسكان والتعليم سيختلف الوضع. وحين تدرك الحكومة أن الوقوف عند محطة «تسيير الأعمال» سيحولها لحكومة «تعطيل الأعمال» سيختلف الأمر.
فقط.. المطلوب الآن أن نتصرف على أننا فى «حالة حرب» ضد إرهاب لا حل له إلا الاستئصال، ومع جماعات تاجرت بالدين فى غياب الدولة ومع حصار الأزهر، ومع تآمر دولى وإقليمى كان يرى فى «الإخوان» حليفًا استراتيجيًّا يمكن أن يبيع كل شىء، وأن يتحول إلى حذاء فى قدم أمريكا إذا ضمنت له حكم مصر!!
فى الحرب ضد الإرهاب لا بد من قرارات احترازية مثل تلك التى صدرت بحق بعض الجمعيات الأهلية التابعة للإخوان.. قد تحدث أخطاء ولا بد من تصحيحها كما حدث مع «بنك الطعام».. لكن الأهم أن لا يتضرر محتاج من هذه الحرب، وأن تكون الإجراءات التى تتخذ لمحاصرة الإرهاب وسيلة للحفاظ على أن تصل المستحقات إلى المحتاجين، لا أن تكون دعمًا للإرهاب.
أعرف أنه لن تكون هناك مشكلة مع المدارس التى ستخضع لإشراف الدولة، ولا للمساجد التى سينتهى اغتصاب منابرها من جانب الإخوان وحلفائهم فى الإرهاب.
المهم الآن أن تحشد الدولة جهودها للحفاظ على الجانب الخيرى فى هذه الجمعيات، بل ولدعمه وتنشيطه. المساعدات التى كانت تصرف لشراء الأصوات الانتخابية ينبغى أن تصرف بلا هدف إلا وجه الله ومصلحة الوطن. المستشفيات التى كانت تتخذ من علاج بعض الفقراء وسيلة لتجنيدهم، ينبغى أن تزيد خدماتها، خصوصا أنها كانت تستغل أيضًا مساعدات الدولة لخدمة الجماعات الإرهابية!!
أقترح أن توكل لنقابة الأطباء التى تم تحريرها أخيرًا من سطوة إرهاب الإخوان، مهمة الإشراف على هذه المشروعات الطبية وتطويرها. الذين حرروا النقابة يمكن أن يقدموا لنا تجربة جديدة فى أن يكون العمل الأهلى فى خدمة الوطن وعمل الخير، بعد أن كان فى خدمة «الجهاد» من أجل أن تصبح مصر قاعدة للإرهاب والتخلف.
معركتنا الآن بين قلة ضئيلة تمارس الإرهاب وهى تمر بمرحلة «طلوع الروح» وشعب بأكمله ينتظر «طلوع الفجر» ومعه الحرية والكرامة ولقمة العيش الكريمة.. الفجر قادم، ووداعًا لخفافيش الظلام!!