.. هل اكتفت الحكومة بإعلانها الإخوان جماعة إرهابية، أم بدأت فى اتخاذ قرارات؟!
.. وهل تخلّصت الحكومة بإعلانها «الجماعة الإرهابية» من الإخوان.. وبدأت تنظر إلى حاجات الشعب ومستقبل البلاد؟!
.. ولعل الحكومة تعلم أن الشعب كان قد اتخذ قراره بأن الجماعة إرهابية وتصدّى لها منذ زمن وكانت وقتها الجماعة فى السلطة.. واستمر فى محاربتها حتى أسقط الجماعة.. وأجبر القوى الأخرى على الانضمام إليه بما فى ذلك الجيش والشرطة.
.. لكن الشعب يحتاج الآن إلى نقلة نوعية من الذين يديرون شؤون البلاد.
يريد الاطمئنان إلى مستقبل هذا البلد.
.. يريد استعادة الأمن.
.. واستعادة الأمن هنا ليست فى إرهاب الإخوان الذى يتم التحجج به -فالشعب قادر على التصدى لهم- وإنما أمان الشارع.. وسيطرة البلطجة.. ومنهم مَن يدّعى أو يعمل لصالح جهات أمنية، مستغلين حالة الانفلات الأمنى التى ما زالت مستمرة والفوضى المستمرة أيضًا.
.. واستعادة السياحة.. ولن يتم ذلك إلا بالأمن والشعور بالأمان.
فللأسف الشديد لا ترى أيًّا من المسؤولين الحكوميين ينظرون إلى المستقبل.. ويعملون من أجله!!
يكتفون فقط بأنهم يسيّرون الأعمال.. انتظارًا لمن يأتى.. فالعمل لديهم بالقطعة، ويومًا بيوم.. وليس من أجل البناء والمستقبل.
.. فهناك الكثير من المستثمرين الذين يريدون العمل فى مصر من جديد.
.. وهناك دول جمّدت أعمالها خلال السنوات الماضية.. وتريد العودة.
.. وهناك دعم عربى لا نظير له فى تلك المرحلة.
.. لكن رد فعل ورؤية الذين يديرون البلاد غائبة عن ذلك.
.. فليست هناك رؤية.. ماذا بعد وقف الدعم العربى -الذى لن يستمر إلى الأبد- وما بدائله؟!
أى نعم، جماعة الإخوان تعمل على تعطيل أى تقدم.
.. وتعمل على وقف الانتقال الديمقراطى.
.. وتسعى لأن تُظهر الذين يديرون شؤون البلاد حاليًّا بالفشلة على غرار ما كانوا فاشلين فى توليهم السلطة.
.. كل ذلك معروف للقاصى قبل الدانى.. ولكن يبدو أن الذين يديرون شؤون البلاد لا يعون ذلك ولا يفكّرون بطريقة يمكن بها عبور ذلك التعطيل الذى تسعى له تلك الجماعة.
.. فها هم الإخوان.. أصبحوا جماعة إرهابية.
.. وقد انتهى أى دور لها.. بفعل غباء قياداتها الذين قضوا على جماعتهم وأفرادهم بعد أن تخيّلوا أن السلطة أصبحت فى أيديهم أبدًا.. ولم يتعلّموا مما جرى مع مبارك.. وأنهم لم يدركوا أنه قد حدث تغيير فى الشعب الذى لن يترك أبدًا الاستبداد يتحكّم فيه مرة أخرى.. حتى ولو حاولوا المتاجرة بالدين.
.. وما يحدث من الجماعة من مظاهرات هنا أو هناك ورعاية عمليات إرهابية هو أمر طبيعى، لمن يعتبر أن السلطة «التى ذاقوها» قد أخذت منهم.. فأصابهم ذلك بالجنون.. ولكن سينتهى فى النهاية هذا الجنون.
.. وها هو الدستور الجديد الذى يجرى الحشد له بهمة ويمكن به الانتقال إلى مرحلة جديدة.. فهل فكّر أحد من الذين يديرون البلاد عن رؤى لمرحلة ما بعد الدستور، خصوصًا أن مواد الحريات تمنع كثيرًا من تصرفات وزارة الداخلية فى الانتهاكات التى تمارس فى حق البعض.
فلم نرَ حتى الآن رؤية لمستقبل التعليم على سبيل المثال.. والحكومة منشغلة فقط بما يحدث من مناوشات طلاب الإخوان داخل الجامعات.
.. ولم نرَ حتى رؤية للمستقبل السياسى.. فالجدل ما زال مستمرًا حوى النظام الانتخابى.. ولم يُحسم بعد، رغم أنه لم يعد سوى أشهر قليلة على الانتخابات سواء الرئاسية أو البرلمانية.
.. فللأسف هناك غياب شبه كامل للكفاءة.. وإن وجدت فإنها مهملة.
.. وحدّث ولا حرج عن الفشل فى تقديم رؤية خاصة وخالصة عن الموقف الجارى لحكومات العالم.. فى ظل القصور العام لدى الشخصيات المؤثرة الآن على الساحة.. والمكتفية فقط بالاستعانة بإعلام عالى الصوت للداخل.. وعدم الاستعانة بكفاءات لديها مصداقية تستطيع أن تنقل للعالم الوضع فى البلاد بشكل واضح ومقنع، وتأكيد أن ما فعلته وتفعله جماعة الإخوان هو من قبيل الإرهاب.
.. لكن ماذا تقول عن القصور فى الرؤية وغياب الكفاءة!!
.. يا أيها الذين تديرون شؤون البلاد نظرة إلى مستقبل الوطن.