لا أعرف لماذا تذكرت الدكتور البرادعى عندما استيقظت مع مصر كلها على الفاجعة المصرية فى المنصورة بالانفجار الكبير الذى أسقط عشرات الضحايا من المصريين بين الموتى والجرحى. تذكرته وهو الآن يجلس فى فيلته الفاخرة بفيينا ومع عمله الخاص ومحاضراته عن الأمن الوطنى، تذكرته لأن أحباءه ودراويشه على شبكات التواصل الاجتماعى بدؤوا فى حديثهم الممل الذى يقول «شوفوا إزاى اللى بيحصل البرادعى قال الكلام ده حيحصل»، كأننا لو سمعنا كلام البرادعى ونصائح البرادعى كنا الآن فى أسعد حال، ولا تعرضنا للذى نتعرض له اليوم من إرهاب أسود فى أهم بقاع مصر وهى سيناء، وكنا تم إنقاذنا من الانفجارات التى تهز بلدنا فى القاهرة، التى وصلت أيضًا إلى الدلتا لتحصد عشرات الشهداء ومئات المصابين. واستغربت كثيرًا لمثل هذه الأقوال التى تؤكد أن الرجل كان يحمل الحل السحرى لمشاكلنا مع الإخوان مع أننى أعلم جيدًا ويعلم معى شعب مصر كله أن السيد الدكتور البرادعى اعترض على طريقة فض اعتصام رابعة فقط، هذا كل ما فعله، وعندما طالبوه أن يقول لنا اقتراحًا آخر لحل معضلة الاعتصام، الذى دام أكثر من 40 يومًا، وكان به الآلاف من البشر.. طالبوه بتقديم الحل، لكن كعادته دائمًا لم يقل شيئا، كل الذى قاله الفض بالقوة لا.. طيب إيه العمل؟.. لم يرد ولن يرد... هكذا علمنا السيد الدكتور الكلام المعسول البعيد عن الواقع واهتمامه الكبير والمبالغ فيه بالخارج وآراء المجموعة الأوروبية والأمريكان، ولذلك تأكد للكثيرين أن الرجل بعيد كل البعد عن مصر ومشاكلها. البرادعى يريد أن يحل مشاكلها على الطريقة الأوروبية وساعة الجد التى كان كل المصريين يتجمعون ويتعاهدون على مواصلة الجهاد ضد الإرهاب هرب البرادعى كعادته فى المواجهات. هرب إلى الخارج وترك حزبه الذى أنشأه بعد الثورة فريسة للخلافات والانقسامات، وأصبح حزبًا منكسرًا بعد أن كان هو الأمل الأول فى الحياة الحزبية الجديدة بعد ثورة 25 يناير... البرادعى خسر كل شىء بهروبه إلى الخارج وتركه وطنه فى وقت احتياج ومع ذلك ما زال دراويشه على صفحات التواصل الاجتماعى يقولون لنا «شوفتوا هو قال إن كل الكلام حيحصل».. يريدون لنا أن نستجيب للإخوان المسلمين ونجلس محمد مرسى الخائن على كرسى الرئاسة. يريدون منا أن نخرج كوادر الإخوان أمثال الشاطر والكتاتنى والعريان والبلتاجى من السجون لينشروا الإرهاب فى كل مكان، ويذهبوا بمصر إلى مصاف الدول المتخلفة. يريدون لنا أن نتفاوض مع التنظيم العالمى للإخوان لكى نرسم خريطة المستقبل لبلدنا. يريدون أن نرمى الوطنية من النافذة، ونبحث عن الخلافة الإسلامية الوهم الكبير الذى يبحث عنه الإخوان طوال تاريخهم.. يريدون أن يجرونا إلى التخلف السياسى والاقتصادى.. وهكذا يريدون وهكذا يسوق البرادعى وأعوانه للإخوان المسلمين تحت مظلة أمريكا!
كل ذلك ذكرنى بواقعة لى فى قريتنا عندما كنت منبهرًا بالبرادعى ومتوهمًا أنه رجل المستقبل، وكان يجلس معى أهلى من العائلة، وتم طرح اسم البرادعى، ووجدت جوًا عامًا ضده بصورة لافته للنظر، ودافعت عنه كثيرًا، ولم أجد استجابة من الجالسين، مع أنهم كانوا لا يملكون خبرة كبيرة، لكن مصريين فلاحين يمتلك من الخبرة الكثير ولم يقتنع بدفاعى الجميع، وأعلن أحدهم أننا لا يمكن أن نفهم هذا الرجل وصدقت مقولة محمود ابن خالى، وظهر البرادعى فى النهاية الهارب من بلده، والباحث عن هدوء شخصى والتارك حزبه حتى تم انهياره.