تبرير الإرهاب وخلق أعذار له لا يقلّ إجرامًا عن الإرهاب نفسه.
هذه نقطة مهمة تستدعى حقيقة أهم، أنه لا يوجد نظام سياسى فى العالم (انتبه، أقول فى العالم) أسقطته عمليات إرهابية، لم ينجح الإرهاب إطلاقًا فى تغيير أى نظام حكم، بل العكس، فإن الإرهاب يقوِّى أى نظام حكم بمنحه حق إطلاق يده فى كل شىء بمبرِّر وهدف واضح هو محاربة الإرهاب. نظام مبارك لم يسقط بعشرات العمليات الإرهابية المجرمة التى ارتكبها قتلة ومجرمون بعضهم الآن تحت كنف رعاة الإرهاب فى حكومتَى قطر وتركيا.. إذن ليس خطر الإرهاب فى إسقاط نظام، فهو لم ولن ينجح أبدًا فى ذلك.
هنا يبدو الإرهاب فى مصر هذه الأيام إخوانيًّا تمامًا، أولًا لأنه غبى، والإخوان لا يفعلون شيئًا إلا كان غبيًّا! ثم لا تنسَ أن محمد الظواهرى اعترف بحصوله على خمسة عشر مليون جنيه من خيرت الشاطر دعمًا للجماعات الإرهابية، لا إرهاب من دون تمويل. الإرهابيون لا يجمعون تبرعات من بعضهم، بل يتلقون تمويلا من جهات أو دول، وهى هنا فى غاية الوضوح الفاجر، فضلًا عن دعمهم بالمعلومات والبيانات والمراقبات التى تقوم بها أجهزة مخابراتية تابعة للجهات أو الدول المموِّلة. المشهد هو نفسه الذى عشناه عشرات المرات على مدى عشرات السنين منذ خرج مؤسس الإرهاب الأول حسن البنا. شفنا هذا فى أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان ومن قبل فى الشيشان، وفى مصر قطعًا.. عمالة لأنظمة وأجهزة، وتجنيد لعقول فارغة جاهلة، واختراق لمجتمعات وهيئات، وتنفيذ من عناصر مجرمة باسم الدين.
الرعاية والدعاية والدعم والغطاء والتبرير والتنفيذ كلها عمل إخوانى محض، فلا تنسَ أن محمد مرسى المعزول المتهَم بالخيانة والتجسُّس على بلاده هو الذى أصدر عفوًا عن القتلة والإرهابيين وأن جماعته الخائنة هى التى اقتحمت السجون فى 28 يناير وأطلقت سراح الإرهابيين، ولا تنسَ أن محمد مرسى المتهم بالخيانة هو الذى أصدر عفوًا عن تجار ومهربى الأسلحة، ولا تنسَ أن هذا الفسل وجماعته هم رعاة جماعات الإرهاب بالصوت والصورة وعلى الهواء يوم إعلان الخيانة فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة.
هؤلاء هم الإرهابيون، حتى لو استخدموا أو استغلوا أذرُعَ جهلة آخرين للمهمة.
هؤلاء الذين لا يتورعون عن ذبح سائق تاكسى فى المنصورة لأنه رفع صورة السيسى.. لا يتورعون عن تفجير مبنى مديرية الأمن فى المنصورة.. لأنها ترفع عَلَم مصر!