عاد ممدوح عباس مجددًا إلى دائرة الأحداث بعد تصريحاته النارية ضد وزير الرياضة واتحاد الكرة فضلا عن عباراتهخ «الحراقة» التى حاول فيها الإعراب عن حبه لشيكابالا فقال:«ده عامل زى بالوتيلى والاثنان مجانين» وهو يقصد طبعًا جنون الموهبة والعبقرية.
بدأت القصة بعد تولى أبو زيد وزارة الرياضة ومحاولته إظهار «العين الحمرا» للجميع، فاستغل ثورة جمهور الزمالك عقب واقعة مصرع المرحوم عمرو حسين أمام بوابة النادى، فأصدر قرارًا بالإطاحة بمجلس إدارة عباس وتنصيب مجلس جديد بقيادة د. كمال درويش.
رفع عباس شكوى إلى «الفيفا» يتظلم فيها من القرار ويطالب بإعادته لمنصبه، مستندًا إلى لوائح الفيفا التى تمنع التدخل الحكومى فى شؤون الأندية فأرسل الاتحاد الدولى خطابًا إلى الاتحاد المصرى يطلب فيه توضيحًا لما حدث، وهل يعد تدخلا حكوميًّا أم لا؟ وإعطى مهلة للرد تنتهى فى 16 ديسمبر، ولكن كعادة اتحاد «الجبلاية» الضعيف لم يرد حتى الآن انتظارًا لما ستقرره له وزارة الرياضة، وتقول له يرد يقول إيه!
لم يسكت عباس وأرسل خطابًا شديد اللهجة إلى الفيفا متهمًّا الاتحاد المصرى بالتواطؤ مع وزارة الرياضة وبأنه أساسًا تابع لها وليس مستقلا كما تقضى النُظم واللوائح الدولية، وطلب التدخل الفورى لإيقاف ما أسماه بـ«المهزلة».
إذا استعرضنا الموضوع من الناحية القانونية سنجد أن ممدوح عباس فعلا صاحب حق، وغالبًا فإن «الفيفا» سيعيده معززًا مكرمًا إلى رئاسة النادى.. أما إذا نظرنا إليه من الناحية الفنية والجماهيرية سنجد أن ممدوح عباس ليس له أى حق فى العودة بعد أن انهار النادى على يديه فى النواحى الرياضية والأخلاقية وكل حاجة!
لا يمكن إنكار عشقه للنادى ولا تضحياته ودعمه المادى، ولكن لا يمكن أيضًا تجاهل ديكتاتوريته فى اتخاذ القرارات منفردًا، ولا دلعه للنجوم وإفسادهم بالمال حتى أصبحوا يدينون له بالولاء أكثر من النادى!
لا يمكن تناسى أن الزمالك فى عهده تحوَّل إلى شلل وأحزاب أشهرها «حزب اللى بيحب عباس» وحزب «اللى بيحب الزمالك»!
أتساءل بوضوح: أين وعوده الانتخابية بالإنشاءات والتوسعات الجديدة التى ستجعل النادى جنة لأعضائه؟ أين صفقاته العالمية الجامدة التى ستدعم فريق الكرة وتجعله ينافس برشلونة وريال مدريد؟ لم نر سوى أجوجو اللى كان جاى يتفسح ويسهر فى مصر وبعدين يهرب وكمان ياخد تعويض!
لم تنجح محاولات التلميع الإعلامى المدفوعة الثمن، ولم يفلح «المعلوم» -الذى كان يصرف لبعض الهتيفة فى المدرجات وداخل النادي- فى أن يعمى عيون أعضاء ومحبى الزمالك المخلصين عن رؤية ما يعانيه ناديهم من تراجع على جميع الأصعدة فى أثناء ولاية عباس فبصموا بالعشرة على قرار إقالته هو ومجلسه «رغم عدم قانونية هذا القرار» ولم نر مظاهرات ولا اعتصامات جماهيرية تطالب بعودته!
المسؤولية الأخلاقية تحتم على الأستاذ ممدوح عباس الانسحاب بهدوء فى هذه المرحلة «حتى لو له حق» وعدم إثارة البلبلة على الصعيدين المحلى والدولى «بجد البلد مش ناقصة»، وبالتاكيد فإن هذا الموقف سيتذكره له أعضاء النادى إذا ما قرر الدخول فى انتخابات مقبلة.. أما الآن فعليه الاهتمام بصحته وأعماله فى الداخل والخارج وبلاش سياسة «فيها لا أخفيها!».
ممدوح عباس رجل أعمال تَخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. بدأ بالعمل موظفًا فى شركة «النصر للاستيراد والتصدير» ثم اتجه للعمل الخاص حتى اتسعت أعماله فى الداخل والخارج لتشمل نشاطات عديدة أهمها تكنولوجيا المعلومات والبترول.
شغل منصب أمين الصندوق فى الاتحاد المصرى، ثم فى الزمالك الذى تولى رئاسته بالتعيين عام 2006 بعدها نجح فى انتخابات 2008، إلا أن دعوى مرتضى منصور بحدوث أخطاء وتلاعب فى الانتخابات أطاحت به وتم تعيين مجلس مؤقت حتى تنازل مرتضى عن القضية، فعاد عباس إلى منصبه عام 2009، واستمر حتى إقالته عام 2013.