متى تتم إقالة علِى عبد الرحمن محافظ الجيزة الفاشل، ومتى تتم محاسبته على إهماله ورعونته وسكوته على الفساد المستشرى فى معظم الأحياء والمدن.
إلى متى السكوت عليه والفساد فى المحافظة قد أزكم الأنوف، فساد غير مشهود وفاسدون من طراز جديد.
فقد تحوّلت المحافظة فى عهده إلى مرتع للمحسوبين وخراب الذمم، وصارت قرى بأكملها وكرًا للإرهاب..
وكرداسة وأوسيم والوراق والمنيب مثال صارخ وشاهد على ذلك.
فتلك القرى تحوّلت إلى قنابل انفجرت فى وجه الجميع وكانت الداعم الأساسى للإرهاب، كيف كان المحافظ من تلك القرى وماذا فعل وأين مسؤوليته وماذا فعلت إداراته المنتشرة فى المحافظة؟ ولماذا ترك الأمور تستفحل إلى هذه الدرجة، معتمدًا على الأمن لحل مشكلاته مكتفيًا بظهوره الإعلامى على الفضائيات وحواراته وتصريحاته اليومية دون وجود جدوى ملحّة فى ذلك؟
محافظ الجيزة كان متفرجًا مشاهدًا فى أثناء قيام قوات الأمن باقتحام تلك البؤر الإرهابية من مكتبه الخاص الذى كرّس كل دقيقة من أجله، ولا أدرى كيف سمحت الدولة للسيد المحافظ أن يمارس عملًا آخر خاصًّا به، فهو يملك مكتب استشارات هندسية فى الجيزة، أكرر فى الجيزة.. ويا بخت من له مشروع تجارى يشرف عليه مكتب المحافظ.. وسوف نتكلم بالتفصيل عن ذلك فى ما بعد.
أعود وأقول ماذا فعل علِى عبد الرحمن قبل تدخّل الأمن وبعد الاقتحام وأين خطته فى النهوض بتلك القرى؟ لا شىء سوى المشاهدة.. آخر تلك الجرائم التى حصلت فى عهده هى كارثة انهيار عمارة فيصل.
تلك الكارثة التى كانت دليلًا دامغًا على خراب الذمم، فالعقار انهار بسبب أعمال حفر بجواره استمرت أشهر عديدة على مرأى ومسمع من الحى وبلاغات عديدة وصلت إلى الدكتور علِى الرحمن، ورغم ذلك لم يتحرّك أحد حتى وقعت الكارثة وتصدّع أكثر من 4 عمارات أخرى، تم إخلاء السكان منها، وصاروا فى الشارع تحت رحمة موجة البرد القارس التى لا تُحتمل.
فأكثر من 25 أسرة وجدت نفسها فى الشارع بلا مأوى، هؤلاء تخيّلوا أو هكذا كانت أحلامهم تداعبهم أن السيد المحافظ سيقف بجوارهم ويدعمهم ويرعاهم ويحتضنهم ويضرب على يد الفاسدين والظالمين.. ولكن أحلامهم تبخّرت فى الهواء، ولم يسأل عنهم واكتفى بزيارتهم مرة واحدة مختفيًا مهرولًا عائدًا إلى منزله مختبئًا مشعلًا آلة التدفئة التى تقيه من برودة الجو، تاركًا هؤلاء مهمشين مشردين بلا سكن وبلا مأوى تتهاطل عليهم الأمطار بأجساد عارية وأمعاء خاوية.
والغريب أن المحافظ رفض أن يعطى هؤلاء شققًا بديلة، وأكد للزميل جابر القرموطى فى برنامجه المميز «مانشيت»، أن المحافظة ليست عندها عمارات خالية فى الجيزة، فى حين أن وزير الإسكان قال إن هناك عمارة خالية فى أكتوبر ملك وزارة الإسكان، وإذا كان يعرف ولم يساعدهم فتلك مصيبة، وإذا كان لا يعرف عن وجود عمارات خالية على أرض المحافظة التى من المفروض أن يعرف كل شبر فيها، فتلك مصيبة كبرى وخيبة بالويبة.
خلاصة القول إن علِى عبد الرحمن ليس مؤهلًا لإدارة محافظة مثل الجيزة تتمتع بتنوع كبير فى مصادر التنمية من سياحة وأرض خصبة وأكثرها ثراءً، تجعلها من طليعة المحافظات، محافظ الجيزة لا يملك فن الإدارة من علم وسياسة وكياسة وكاريزما مقاومات بعيدة كل البعد عنه.. فمتى تتم إقالته ومحاسبته؟