وصلت الأزمة بين شيكابالا ونادى الزمالك إلى طريق مسدود واقترب الطلاق بينهما بعد أن أرسل اللاعب إخطارًا رسميًّا إلى اتحاد الكرة المصرى وإلى الفيفا يطالب فيه بفسخ تعاقده مع النادى لعدم حصوله على مستحقاته المالية المتأخرة البالغ قدرها أربعة ملايين ونصف مليون جنيه، نال منها 380 ألفًا فقط! قواعد الفيفا واضحة وصارمة فى هذا الشأن، وتأخذ دائمًا صف اللاعب وتنتصر لرغبته، والأمثلة كثيرة، منها على الصعيد المحلى: عصام الحضرى وعبد الله سيسيه وأيضا أجوجو الذى لم يكتفِ بالهرب من الزمالك لكن كمان عاوز يخرب بيته بعد أن حصل على حكم ضده بتعويض مادى ضخم!
مجلس إدارة الزمالك الحالى ليس مسؤولًا عن تفاقم المشكلة مع اللاعب.. المسؤول هو المجلس السابق وتحديدًا رئيسه ممدوح عباس اللى عمل البحر طحينة لشيكابالا ووعده بمرتب سنوى يصل إلى 8 ملايين جنيه (أكتر من مرتب رئيس الجمهورية وكل الوزراء معًا)، وتخيل الجميع أن هذ المبلغ السنوى الضخم سيدفعه عباس من جيبه (حبًّا فى النادى واللاعب)، أو على الأقل سيساهم فى جزء منه، ولكن الرئيس «خلع» ولبّس اللاعب مع الزمالك فى الحيط!
يحاول المحترم د.كمال درويش ومعه ولاد الحلال من محبى نادى الزمالك (المفلس حاليًّا) حل هذه المشكلة، تارة بمزيد من الوعود (التى لا تنفَّذ) بدفع المبلغ بالتقسيط (المملّ)، وتارة بالضغط عليه عاطفيا باسم جماهير القلعة البيضاء التى تعشقه وماتقدرش تعيش من غيره، وتارة أخرى بتهديده بفتح ملف المليون يورو التى دفعها الزمالك عام 2007 لنادى باوك تعويضًا عن فسخ عقد اللاعب معه، بالإضافة إلى مبلغ مليون و800 ألف جنيه قيمة غرامات وقّعها عليه النادى سابقًا مع وقف التنفيذ.. وبذلك يكون هو المَدِين للنادى لا العكس!
أعتقد أن هذه الوسائل جميعا لن تجدى مع ابن أسوان اللى خلاص ركب دماغه بحكم طبيعته النوبيه وأيضا بسبب تحريض مدير أعماله سمير عبد التواب اللى هياكل الشهد من عمولة صفقة شيكابالا القادمة!
الزمالك لا يستطيع حاليًّا دفع المبلغ بشكل يُرضِى اللاعب الذى حدث شرخ كبير فى علاقته بجماهير النادى التى باتت تتهمه بعدم الولاء، فردّ هو «حطوا نفسكم مكانى»! أما قصة الخصومات والتعويضات فسيبحثها الاتحاد الدولى على مهله، وحلّنى على ما يصدر قرار قد يكون فى صالح الزمالك.. نعم.. ولكنه لن يزيد على مبلغ الغرامات فقط، أما المليون يورو فماحدّش ضرب الزمالك على إيده علشان يدفعه!
السؤال هو: هل شيكابالا ظالم أم مظلوم؟ رأيى الشخصى أن العقد شريعة المتعاقدين وأن اللاعب من حقه أن يبحث لنفسه عن فريق آخَر يستطيع أن يؤمن معه مستقبله، خصوصا أن عمره قارب على 28 عاما ونظريًّا لم يبقَ أمامه كثير فى الملاعب.. نادى الزمالك معذور ومظلوم أيضا، لأن الظروف حكمت (واللى مامعهوش مايلزموش)، أما جمهور الزمالك المظلوم الأكبر فله الله! عزاؤه أن ناديه العريق الذى أفرز شيكابالا قادر على إفراز عشرة زيه وأحسن منه كمان!
محمود عبد الرازق شيكابالا مولود فى إحدى قرى أسوان النوبية عام 86، لعب فى صفوف ناشئى الزمالك وكان يعيش داخل جدران النادى فى حجرة تحت المدرجات. انضمّ إلى الفريق الأول قبل أن يكمل عامه السادس عشر وأظهر مستوى رائعًا مما رشحه للاحتراف بنادى باوك اليونانى حيث تألق بشدة، إلا أنه لم يستطع التأقلم الكامل مع حياة الاحتراف والاغتراب فعاد إلى مصر بحجة تأدية الخدمة العسكرية وانضمّ مجددًا إلى الفريق الأبيض حيث واصل تألقه الفردى، إلا أنه لم يحقق فى هذه الفترة سوى بطولتين لكأس مصر عام 2008 و2013، أما على مستوى التمثيل الدولى فلم يقدِّم نفس المردود المنتظر ولم يكُن لاعبًا أساسيًّا. بعد مشكلته الشهيرة مع حسن شحاتة فى أثناء مباراة الزمالك والمغرب الفاسى تمت إعارته لنادى الوصل الإماراتى فى تجربة لم يُكتَب لها النجاح، فعاد من جديد إلى بيته اللى مالوش غيره: الزمالك المصرى!
قد يرحل شيكابالا.. ولكنه… حتمًا سيعود.