القيادات الإيرانية أكدت دعمها إرادة المصريين منذ 25 يناير وما بعدها
منذ أكثر من شهرين.. تقرر فى مجلس أمناء التجمع العربى لدعم خيار المقاومة، ضرورة استمرار الحوار مع إيران فى جولة جديدة للدبلوماسية الشعبية، وذلك بتشكيل وفد جديد بإرادة مصرية خالصة يقوم بزيارة طهران والتقاء المسؤولين. وبصفته الأمين العام للتجمع د.يحيى غدار، قام ببذل الجهد للترتيب لهذه الزيارة، بينما توليت بصفتى المنسق العامّ للتجمع فى القاهرة إعداد قائمة الأعضاء بالتشارك مع د.صلاح الدسوقى الأمين العام المساعد للتجمع، وقد كان التخطيط أن يكون العدد 40-50 رمزًا من رموز المجتمع المصرى، على أن يتم تقسيمهم إلى عدة مجموعات تنطلق فى أكثر من اتجاه بحيث يتم الاستفادة القصوى من كل الأعضاء فى هذه الزيارة فى كل المجالات وفقا لاهتماماتهم. إلا أن العدد استقر عند 46 شخصية، ونتيجة تأجيل الميعاد أكثر من مرة، ولظروف شخصية مفاجئة، انخفض العدد إلى 35 شخصية فقط. وقد ضمّ الوفد الشعبى عددًا من الشخصيات السياسية وصل إلى 16، بالإضافة إلى رموز إعلامية بلغ عددهم 10 وأغلبهم سياسيون أيضًا، بالإضافة إلى 9 من رموز شباب الثورة مختلف الاتجاهات، كما ضمّ الوفد ضمن هذه الفئات الثلاث ثلاث شخصيات برلمانية سابقة، و8 سيدات، وشخصيتين مصريتين مسيحييتين، ليشكل الوفد نسيج المجتمع المصرى الحقيقى.
وللتاريخ فإننى أسجل أسماء أعضاء الوفد الشعبى الذى انطلق فى زيارته لطهران فى الفترة من الثلاثاء 10ديسمبر إلى الأحد 15 ديسمبر 2013، خمسة أيام، فى ما يأتى:
د.صلاح الدين الدسوقى رئىس الوفد - د.جمال زهران المنسق العام ونائب رئيس الوفد - أ.أحمد النقر المتحدث الرسمى بمشاركة أ.خليل رشاد - د.محمد إدريس - د.إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير المصرى - د.أحمد دراج - أ.على عبد الحميد - أ.نور الهدى زكى - أ.جمال أسعد - أ.فاروق العشرى - أ.على أبو زيد - أ.أحمد النجار - أ.محمد مختار - أ.محسن حسين - أ.بديع هادى - أ.ثناء شفيق دميان - أ.حسن على - حسام فودة - طارق الخولى - هيثم عبد النبى - محمود الشربينى - عمرو عز - أحمد عياد - محمد جمال - عمرو على - ولاء إمام - لبنى عبد المنعم - أ.شيرين ربيع - أ.زينب عبد الرزاق - أ.محمد أبو زيد - أ.وليد عرفات - أ.دينا فاروق - أ.أميرة سعيد - أ.محمد الشافعى.
وكثير من هؤلاء أعضاء فى التجمع العربى المنظم لهذا الوفد وترتيبات الزيارة واللقاءات فى طهران بالتنسيق مع المركز الرئيسى للتجمع فى بيروت.
وقد بدأت الرحلة من مطار القاهرة على الخطوط الجوية الإماراتية فى تمام الساعة 12:15 ظهرًا لتصل إلى دبى بعد ثلاث ساعات ثم انتظار ترانزيت 7 ساعات ثم الانطلاق إلى طهران فى الواحدة صباحًا بتوقيت الإمارات لتصل إلى طهران فى الثالثة من صباح اليوم التالى الأربعاء 1112. وقد استغرقت الرحلة نحو 15ساعة متضمنة فارق التوقيت ساعتان، بينما لو كان هناك خط طيران مباشر بين القاهرة وطهران، لما تجاوزت الرحلة 3-4 ساعات فقط! وتلك هى المأساة المستمرة منذ عام 1979 حتى الآن، 34 عامًا، بلا مبرر سوى تعذيب الشعبين المصرى والإيرانى ووضع العقبات أمام تواصلهما واتصالاتهما التى تتم عبر وسطاء! تلك هى مقدمة ضرورية لتعريف الرأى العام بما أحاط بالوفد وتكوينه منذ البداية، ويمكن استعراض الزيارة وتحليلها السياسى حاضرًا ومستقبلًا فى النقاط الآتية:
أولًا: الأهداف المبتغاة من الزيارة:
يتساءل كثيرون عن أهداف هذه الزيارات الشعبية ومدى تأثيرها فى تغيير الاتجاهات أو على الأقل شرح الأمور التى تبدو غامضة لدى الطرف المستهدَف بالزيارة. فقد شاركت على المستوى الشخصى فى أول زيارة لوفد شعبى إلى طهران فى يونيو 2011م وكنا آملين فى ظل الزخم الشعبى للثورة، أن تعود العلاقات المصرية الإيرانية على مستوى السفراء مقدمة لتنشيط العلاقات فى كل المجالات. ثم شاركت فى وفد شعبى آخر إلى موسكو فى الفترة 24-26 أكتوبر 2013 لشرح ما حدث فى 30 يونيو وثورة الشعب ضد جماعة الإخوان الإرهابية وقد أتت بنتائج إيجابية ملموسة يشعر بها الجميع وعاد الدفء إلى العلاقات المصرية الروسية ذات العمق التاريخى والدلالات السياسية الحاضرة، وتداعياتها مستقبلا على إعادة تشكيل لإقليم فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.
ثم كانت هذه الزيارة الثالثة إلى طهران مرة أخرى فى الفترة 10-15 ديسمبر بعد أن جرى ما جرى من أحداث داخل مصر أدت بالشعب المصرى إلى أن يقوم بثورة أخرى لاستكمال ثورة 25 يناير 2011 وتحريرها من خاطفيها جماعة الإخوان وأنصارها من المتأسلمين الجدد.
وعلى خلفية أنه لم تحدث تطورات إيجابية ملموسة من الزيارة الأولى للوفد الشعبى فى يونيو 2011م، رغم اعتلاء مرسى وجماعته سدة الحكم والسلطة، ثم التفكير والإعداد لهذه الزيارة الثانية لوفد شعبى بإرادة مصرية خالصة.
والسبب الرئيسى لعدم إحراز مثل هذا التقدم الملموس هو ذلك التشابك المصرى الأمريكى حتى 30 يونيو، الأمر الذى كان له تأثير على القرار السياسى للدولة المصرية والحيلولة دون توافر مبادرات مصرية فى هذا الشأن. وباستثناء الزيارة التى قام بها الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد للقاهرة، على هامش أحد المؤتمرات الدولية التى عُقدت فى فندق داخل منطقة مطار القاهرة تلافيًا وتحاشيًا لتطورات أو انتكاسات يصعب السيطرة عليها!
واستهدف الوفد الشعبى شرح التطورات الحادثة فى مصر ابتداءً من 30 يونيو وما بعدها مرورًا بخارطة المستقبل والتفويض الشعبى للجيش فى مواجهة الإرهاب مواجهة شاملة للقضاء عليه نهائىا. كما استهدف الوفد إقناع الطرف الإيرانى بتجاوز التعاطف مع جماعة الإخوان باعتبارها جماعة إرهابية لا تستحق ذلك.
وبالتالى استهدف الوفد ثالثًا الحصول على تأييد واسع من إيران الدولة والشعب لثورة 30 يونيو واحترام إرادة الشعب المصرى كخطوة أولى نحو بناء الثقة فى ما بين الدولتين والشعبين، لأنه من المتعذر حاضرًا ومستقبلًا أن تتعاطف الدولة الإيرانية مع جماعة إرهابية تمثل أقلية بالمقارنة بالأغلبية الساحقة للشعب المصرى التى فجرت ثورة 30 يونيو وأسقطت هذه الجماعة وأخرجتها من السلطة، وتتنكر إيران الدولة والشعب لثورة الشعب المصرى، وهو من الأمور غير العقلانية فى السياسة الخارجية للدولة.
ولا شك أن الهدف المحورى للزيارة هو مخاطبة الدولة الإيرانية الرسمية والشعبية بضرورة تقديم خطوات نحو إعادة الثقة فى العلاقات بين الدولتين وشرح ما يحدث حاضرًا ومستقبَلًا فى مصر لما له من تداعيات كبرى على المنطقة ومن منطلق الحرص على العلاقات وثيقة الصلة بين البلدين المحورين فى المنطقة.
فى ذات الوقت فإن الوفد الشعبى المصرى لن ينسى أن يقدم تهانيه للشعب الإيرانى، باختيار قيادته الجديدة المتمثلة فى الرئيس حسين روحانى، والبرلمانى الجديد والقيادات الداعمة للرئيس الجديد.
ثانيًا: مضمون اللقاءات الخمسة الرئيسية للوفد:
التقى الوفد الشعبى المصرى خمس شخصيات سياسية كبرى فى إيران، كان فى مقدمتهم:
- د.على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإسلامى (البرلمان).
- د.على أكبر ولاياتى المستشار السياسى للعلاقات الدولية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
- د.هادى سليمان بور مساعد وزير الخارجية لشؤون البحوث والدراسات ورئيس معهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية.
- د.حسين أمير عبد اللاهيان نائب أول وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية.
- سماحة الشيخ آية الله محسن الإراكى الأمين العام للمجمع العالمى للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وقد دار حوار مكثف من جانب الوفد المصرى استغرق فى المتوسط نحو 10 ساعات مع هذه القيادات السياسية الكبرى على مدار ثلاثة أيام عمل مكثفة وسط ازدحام مرورى خانق خلال التحرك من مكان إلى آخر.
وقد ركز الوفد المصرى على النقاط الآتية:
1- عمق العلاقات المصرية الإيرانية الضاربة فى جذور التاريخ.
2- ضرورة الإسراع فى اتخاذ خطوات عاجلة ومبادرات كبيرة فى الطريق نحو إعادة العلاقات بين الدولتين.
3- أن الدور المصرى أصبح ضروريا بجوار الدور الإيرانى المؤثر فى قيادة الإقليم.
4- أنه لا يمكن السكوت الشعبى عن استمرار حالة القطيعة بين الشعبين وتحملهما عذاب التواصل بسبب إصرار المسؤولين فى البلدين على ذلك.
5- أن إيران مطالبة بتقديم كل أوجه الدعم السياسى والاقتصادى وغيرهما للثورة المصرية وللشعب المصرى، وإعلان احترام إرادته فى الاختيار.
6- عدم انحياز إيران الدولة لأى فصيل سياسى على خلفية الإعلان أنها ذات توجه إسلامى، بينما الحقيقة أنها بلا عقيدة أو هوية إسلامية، وذلك عن مجرد دعاءات ومتاجرة بالدين لتحقيق مصالح سياسية.
7- شرح حقيقة جماعة الإخوان، باعتبارها جماعة إرهابية، إذ توجه أعضاؤها لاستخدام العنف ضد الشعب والجيش والشرطة فى آن واحد حتى أصبحت فى مواجهة مع الجميع الأمر الذى قاد الشعب إلى المبادرة بإسقاط حكم هذه الجماعة ورئيسها غير الشرعى، وصدرت بشأنها أحكام قضائية تقضى ببطلان وخطر نشاطات الجماعة باعتبارها جماعة غير شرعية منذ عام 1954 حتى الآن، ومصادرة جميع أموالها والخظر عليها، فضلا عن أنه فى الطريق قرار سياسى أو حكم قضائى يقضى باعتبار أن هذه الجماعة هى جماعة إرهابية، ولا يجوز بأى حال التعاطف مع هذه الجماعة، وإلا فهو تعاطف مع إرهاب عانت فيه إيران وغيرها فى المنطقة وفى العالم.
8- طالب أعضاء الوفد القيادات الإيرانية بضرورة إعلان مساندتها وتأييدها لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، وتقديم كل أوجه الدعم لمؤازرة الثورة فى هذه الفترة الحساسة حتى تحقق أهدافها ونجاحاتها، وذلك على خلفية أن نجاح الثورة بالدعم الإيرانى يختلف إذا كان العكس إذ تنجح الثورة بغير الدعم الإيرانى، الأمر الذى قد يؤدى إلى تراجع فى رصيد العلاقات بين الدولتين وإعاقة تطورها حاضرًا ومستقبلًا وإهدار فرص إعادة تشكيل المنطقة العربية والإسلامية والشرق الأوسط كله، على أساس وجود قطبين يدعم كلاهما الآخر، مصر-إيران.
9- أوضح الأعضاء أن ثورتى 25 يناير، 30 يونيو ليست موجهة ضد الصحوة الإسلامية، بل تسعى كلتاهما إلى التحرر والاستقلال الوطنى وكسر التبعية للهيمنة الأمريكية وتحرير القرار السياسى المصرى، وهو ما يستدعى دعم إيران له.
وعلى الجانب الآخر ماذا قالت القيادة الإيرانية فى مقابل حديث الوفد المصرى؟
ويمكن بلورة النقاط الرئيسية لما قالوه فى ما يأتى:
1- أن الشعب الإيرانى والدولة بكل أجهزتها يحترمون إرادة الشعب المصرى فى الاختيار، وأن الثورة المدعومة من جانبهم هى ثورة 25 يناير وكل مراحلها حتى الآن، وأنهم واثقون أن الشعب المصرى وقيادته الحكيمة فى هذه الفترة سيجتازون هذه المرحلة بنجاح إن شاء الله، وأننا داعمون لهذا الاتجاه.
2- أن التحرك فى خارطة المستقبل المعلن عنها هو تقدم إلى الأمام نحو خلق مصر الديموقراطية التى نريدها نموذجا إيجابيا فى ذلك.
3- أنهم يتطلعون إلى عودة مصر لممارسة دورها القيادى فى المنطقة العربية والإسلامية، لأنه من غير المقبول أو المعقول أن يخبو الدور المصرى عن قيادة المنطقة العربية التى تفتقر القائد حاليا.
4- أنهم ضد الإرهاب وقد عانوا منه من كل جانب على حدودهم، وهم مستهدفون قبل الآخر، ولذلك فهم لا يمكن لهم أبدا أن يساندوا إرهابا أيًّا كانت صفته أو اسمه، وأنهم فى سوريا يساندون الدولة والنظام ضد الإرهاب والتدخل الخارجى، وفى مصر يرفضون الإرهاب واستخدام العنف ضد الشعب أو الجيش أو الشرطة، وعلى المستخدمين له تحمل كل المسؤوليات المترتبة على ذلك.
5- أنهم يدعمون المقاومة الفلسطينية ومنها «حماس»، باعتبارها مقاومة ضد إسرائيل لتحرير كامل التراب الفلسطينى، ويرفضون استخدام الدعم الإيرانى لها وتوظيفهم له فى التدخل فى مصر وفى داخل أى دولة لأنه ابتعاد عن الهدف وأنهم لن يسمحوا بذلك.
6- أنهم سيظلون داعمون للقضية الفلسطينية منذ بداية الثورة الإيرانية عام 1979 وحتى الآن، وأنهم أغلقوا السفارة الصهيونيو فى طهران وسلموها لياسر عرفات القائد والزعيم الفلسطينى لإقامة السفارة الفلسطينية فى طهران، على خلفية إما فلسطين أو إسرائيل، واختاروا فلسطين.
7- أنهم ضد التدخل الأجنبى فى الشؤون الداخلية لأى دولة عربية وإسلامية ولذلك يرفضون التدخل الأمريكى والأوروبى فى الشأن المصرى، كما سبق أن رفضوه فى ليبيا ورفضوه فى سوريا وكذلك فى البحرين.
8- أن مصر سبَّاقة فى التقريب بين المذاهب الإسلامية، وللأزهر دور قيادى فى ذلك منذ ستين عامًا، وأن إيران لا تدخل فى شأن أحد، ولا تتبنى سياسة نشر «التشيع»، وأقسموا بأغلظ الإيمان بأن هذا ليس له وجود فى سياساتهم بل هو أكذوبة كبرى، وأشاروا إلى وجود السنة داخل إيران، والأولى إذا كان التشيع سياسة، أن يتم تشييع السنة الإيرانيين، فضلًا عن وجود الملحدين على الأرض الإيرانية، ولم يفعلوا معهم شيئًا، وأن ما يقال فى هذا الصدد مزايدات رخيصة، وفتن سياسية مقصود بها تفتيت الأمة واستبعاد التقارب الحقيقى بين أقدم شعبين لهما حضارات عظيمة «مصر وإيران»، وعودة العلاقات بينهما.
9- أن الإرهاب السائد حاليًّا فى المنطقة وفى العالم كان ولا يزال من صنيعة المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية، وعلينا جميعًا التعاون للتخلص منه وإرساء العلاقات الوطيدة.
10- الإسراع بترسيخ الاتجاه الديموقراطى وإيجاد المؤسسات الديموقراطية فى مصر، مع الاحتفاظ بدور الجيش المصرى الوطنى ودعم قدراته لدعم الدور القيادى فى مصر والذى يعول الإيرانيون على حتمية عودته.
11- أن إيران لديها كامل الاستعداد للإسهام فى تحسين الظروف الاقتصادية وتقديم جميع الخبرات فى جميع المجالات حتى الطاقة النووية، فى خدمة الشعب المصرى، وأن مصر مطالبة بتقديم مبادرات فى هذا الطريق لسرعة عودة العلاقات بين البلدين لصالح الشعبين، وأن كل ما حدث فى 30 يونيو هو استكمال للثورة الأولى فى 25 يناير يستوجب دعمه.
وفى هذا السياق لا يمكن أن ننسى تقدير كل القيادات الخمس التى التقاها بها الوفد المصرى لمصر عبد الناصر، ومن أهم الأقوال للدكتور على أكبر ولاياتى، وهو المستشار السياسى للقائد الأعلى للثورة الإسلامية السيد على خامئنى، ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للقائد الأعلى ووزير الخارجية الأسبق عن الزعيم جمال عبد الناصر: «لا يمكن أن ننسى أن الزعيم جمال عبد الناصر عندما كان يتحدث كان الجميع يستمعون له ويتأثرون به من المحيط الأطلسى إلى المحيط الهندى»، ويقصد إيران أيضًا التى كانت خاضعة للشاة قبل الثورة فى 1979م»، وأردف بالقول «هذه مكانة مصر الحضارية والزعامية والسياسية».
بالإضافة إلى أن كل لقاء مع قيادة إيرانية، كان بصحبته عدد كبير من القيادات السياسية «سفراء وخبراء حاليون وسابقون» يحبون مصر وحريصون عليها ودعمها، ولا أنسى السيد السفير فردوس بور، مدير إدارة العلاقات العربية والمسؤول عن الملف المصرى الذى أدار لقاء نائب وزير الخارجية الإيرانى د.عبد اللاهيان، بكفاءة واقتدار ويتحدث اللغة العربية بطلاقة شديدة إلى حد فهم اللغة العامية.
ولا يمكن أن ننسى ما قيل لنا فى وزارة الخارجية المصرية قبل السفر بيوم واحد «الإثنين 2013/12/10» من أن حجم العلاقات التجارية بين مصر وإيران يبلغ 115 مليون دولار سنويًّا، بينما حجم العلاقات التجارية بين إيران والإمارات يبلغ هذا العام 20 مليار دولار كما ورد على لسان النائب الأول لوزير الخارجية الإماراتى، وبينهما رحلات طيران تبلغ 32 رحلة أسبوعيًّا! فهل هذا معقول أيها السادة أصحاب القرار والسلطة فى مصر؟!
- إن السعى الحثيث لعودة العلاقات المصرية الإيرانية على جميع المستويات، هو أحد تحديات الثورة المصرية فى 15 يناير، 30 يونيو، وقد شاركنا السفير المصرى المتميز والنشيط د.خالد عمارة فى أغلب لقاءاتنا وكان فخورًا بوعى الوفد ووطنيته وحرصه على مكاشفة الإيرانيين بكل شىء، وكان فخورًا بشباب الثورة، كما كنا فخورين به ممثلًا للدولة المصرية، ونأمل أن تعود العلاقات بين الدولتين إلى حجمها الحقيقى لنرى شعلة النشاط لفريق سفارتنا فى طهران إن شاء الله، وسيتحقق ذلك بإذن الله.