كتبتُ طوال الأسبوع الماضى عن حالة فريق الأهلى الراهنة، وعن حظوظه فى بطولة العالم للأندية، كما ألمحت إلى مستقبله بعبارة: (الأهلى فريق كبير فى المقام، لكنه أيضًا كبير فى السن).. وقد اتفق معى فى ما قلت عديد من المحللين وخبراء اللعبة، أما المشجع الأهلاوى المتعصب فاتهمنى بأننى راجل مفترى، وتحدانى بأن الأهلى سيجعلنى (أحط لسانى جوه بقى)، وأنا أراه بياخد فريق بايرن ميونخ ورا مصنع الكراسى!
كنت سأكون سعيدًا لو تحقق هذا الحلم ولكن... كان صرحًا من خيال فهوى!
بغض النظر عن الشامتين وعواجيز الفرح الذين فرحوا فى هزيمة بطل مصر، وأطلقوا عليه عديدًا من التعليقات اللاذعة من عينة: (الأهلى راح المغرب ورجع قبل العشا)، فإن مردود الفريق الأحمر فى هذه البطولة كان الأسوأ بين كل مشاركاته الخمس.. فقد تلقت شباكه سبعة أهداف فى مباراتين (منها 4 فى شوط واحد لأول مرة منذ سنين طويلة)، ولم يسجل سوى هدف يتيم (مشكوك فى صحته) وخرج صفر النقاط!
صحيح أنه عانى من سوء الحظ المتمثل فى إصابة بعض اللاعبين المحوريين (أهمهم طبعًا أبو تريكة)، لكن ماذا عن سوء تخطيط الجهاز الإدارى الذى فشل فى ترتيب عدد من المباريات التدريبية المتدرجة القوة قبل البطولة، مما أدى إلى حالة الإجهاد الواضحة على اللاعبين، الذين لم يتمرنوا منذ فترة على بذل مجهود كبير، وعندما اضطروا إلى بذله فى الشوط الأول أمام جوانزو السريع سقطوا فى فخ الإعياء والإصابات العضلية!
وماذا عن سوء الإدارة الفنية لمحمد يوسف الذى لم يحسن التخطيط ولا التوجية ولا التعامل مع المنافس! لم أحس بوجوده كمدرب، ولم أشعر بأنه يعالج أخطاء تمركز أو سوء انتشار فى الملعب، بل أسهم هو نفسه فى زيادة معاناة فريقه باختياراته الخاطئة للتشكيل، وبتغييراته الكارثية التى قضت تمامًا على كل أمل!
فى المباراة الأولى خرج المصاب تريكة صانع الألعاب، فأشرك مكانه دومينيك المهاجم (مبوظ الهجمات)! فى المباراة الثانية أخرج الظهير الأيسر شديد قناوى السيئ، وأشرك مكانه قلب الدفاع سعد سمير الأسوأ! طيب فين صبرى رحيل؟ إنت جايبه علشان تقعده جنبك، ولا أنت مخاصمه ومش عاوز تلعبه؟ منتهى الاستخفاف عدم منح هذا اللاعب الفرصة لإثبات وجوده، وأضم إليه أحمد شكرى وعمرو جمال اللذين أشركهما فى المباراة الثانية فى آخر ربع ساعة والنتيجة 1/5! ألا يستحق هؤلاء نصف أو حتى ربع الفرص التى نالها دومينيك الركيك؟ لن أكرر ما قلته كثيرًا عن مدى جدوى إشراك عبد الله السعيد والسيد حمدى لأنى خلاص.. فاض بيا ومليت!
بعد كل ما سبق من نقد سأفاجئك عزيزى القارئ، بأننى ما زلت أؤيد استمرار محمد يوسف مديرًا فنيًّا للأهلى! فكما أطالب دائمًا بأن نعطى الفرصة للاعب الناشئ الواعد، وبأن نصبر على أخطائه حتى يكتسب الخبرة اللازمة، فإننى أطالب بالتعامل مع المدرب بالمثل! أعتقد أن الوقت قد حان ليعتمد النادى الأهلى -من جديد- على أبنائه من اللاعبين والمدربين تمامًا كما كان يفعل فى الماضى.
الواقع يقول إن من سطر إنجازات هذا النادى، وكتب تاريخه المجيد هم رجالة الذين تربوا بين جدرانه وتوارثوا كرات الدم الأهلاوية أبًا عن جد!
نبارك من القلب (بجد مش كلام) للفريق العربى المغربى الرجاء البيضاوى الذى حقق (أم المفاجآت)، ووصل إلى النهائى لأول مرة فى تاريخ الأندية العربية والإفريقية بعد أن فاز فى ثلاث مباريات متتالية لم يكن فيها الأفضل، لكنه كان الأذكى! الفضل يعود إلى مدربهم التونسى فوزى البنزرتى، الذى طبق باقتدار طريقة الكاتناشيو الإيطالية فى الدفاع المحكم مع حسن استغلال الهجمات المرتدة، وساعده فى ذلك لاعبون على مستوى رائع مثل ياجور ومتولينهو والراقى ومن ورائهم الحارس (العسكرى) اللى محجب مرماه! الرجاء هو الفائز الأول فى هذه البطولة بغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية.
أما بايرن ميونخ فأنا لا أراه قادرًا فقط على الفوز بمونديال الاندية، بل أراه قادرًا على الفوز بمونديال البرازيل ذات نفسه!