قصر ثقافة دمياط الجديدة يعلن عن تبّنيه لفرقة young boys for art
" مطلوب عريس" تجسد الفجوة الموجودة في المجتمع المصري ، بين طبقة الأثرياء والمعدمين وما نتج عنها من خلق طبقتين طفيليتين هما "المشترين" و"البائعين" ، وتتناول المسرحية شراء طبقة "المشترين" للضمائر والذمم لتحقيق مآربها ومصالحها والحصول على السلطة المطلقة ، أما طبقة البائعين فتبيع وبكامل إرادتها ضمائرها وذممها لمحاولة سد إحتياجاتها الأساسية من المأكل والمشرب والمسكن ، والذي بدوره يؤدي لإنتشار فيروسات الرشوة والمحسوبية والفساد بأشكاله ، والنتيجة هي إنهيار الأخلاق والمبادئ وإختفاء المُثل العليا داخل المجتمع أمام الأجيال القادمة .
وأقام قصر ثقافة دمياط الجديدة ، العرض المسرحي ( مطلوب عريس ) ، على مسرحه ، كبداية لإعلان القصر عن تبنيه للفرقة من قِبَل مدير القصر محمود العباسي ، والتي من تأليف رضا الهجرسي وإخراج محمد والي ، والذي كان لنا معه حوار حول المسرحية.
كيف كان اختيارك لنص المسرحية ؟
تم التفكير فى اختيار نص له صفة الجماهيرية ، أي نص يُعرض للجمهور بعد أن إنتهينا العام الماضي من عرض "ممنوع من العرض" وهو عبارة عن مجموعة من الاسكتشات ، وفكرت مع الفريق فى إيجاد نص قادر على صنع عمل جماهيري ، والذي أصبح "مطلوب عريس" حيث تم اختياره من مجموعة نصوص موجودة على النت ، وتمت معالجته مسرحياً بالرغم من كسر بعض القواعد المسرحية ، ولم يشغلنا صعودنا لنوادي المسرح بقدر أن يلقى إقبالاً جماهيرياً ، فمن المعروف أن جمهور المسرح قليل وفى دمياط الجمهور أقل ولذلك كان العرض كوميدي وبعيد عن السياسة ، ولكنه ناقش الكثير من قضايا ومشكلات أزلية يعاني منها المجتمع وتم عرضها فى إطار إجتماعي كوميدي ساخر كما أن نوعية القضايا والمشكلات التى تم عرضها تصلح لكل مكان وزمان .
مطلوب عريس هو عنوان موازي لـ"مطلوب زعيم"
ذكرت أن النص تمت معالجته ، فكيف تم ذلك ؟
بالفعل عدَّلنا أربع تعديلات فى النص الأصلي ، كان الأول بإضافة المشهد الأخير ، فكانت بشكل مثل "عرب أيدول" ، وبذلك تم إضافة فكرة أو قضية معاصرة تَهُمُ قطاع عريض من الجمهور وهو الشباب ، بالإضافة أننا حذفنا تجسيد وظهور شخصية فى المعالجة ، وهذا الحذف أعطى معنى أقوى وأصبح وجود الشخصية وجوداً فكرياً رمزياً يسيطر على الأحداث ، وهذه المعالجة جاءت إيجابية أضافت إلى العرض الكثير من النجاح حيث شارك وتفاعل الجمهور تفاعلاً إيجابياً فقد مثَلَ غياب الشخصية وحضور "الوهم" ، فصراع الناس وبيعهم لقيمهم وضمائرهم هو مجرد صراع من أجل الوهم وتعليق الفشل على شماعة هشة ، يبدو انعكاساً لحقيقة غياب الناس عن تفعيل العقل والسعي الجَدي لإيجاد حلولاً لمشكلاتهم ، كما قمنا بالتعديل الأخير وهو تغيير إسم النص من " سوسو هانم هى الحل " إلى " مطلوب عريس " ومطلوب عريس هو عنوان موازي ل " مطلوب زعيم " وبعيداً عن المباشرة وهو مطلب شعبي ، فالناس تريد زعيماً وليس رئيساً فحال كل رئيس يأتي طمعاً فى السلطة والمنصب أو المال وليس حُباً للوطن .
أأمل أن يكون يتم عرض المسرحية بـ"ساقية الصاوي"
أين تأمل أن تُعرض " مطلوب عريس" ؟
أأمل أن يُعرض في ساقية الصاوي ، لأننا بذلنا فيه مجهوداً ضخماً من الممثلين ، كما أن العرض من إنتاج الممثلين أنفسهم ، ولذلك نأمل يُقدّر ذلك وأن يُعرض في مكان كبير كساقية الصاوي.
وأين سيكون العرض القادم ؟
على ما أعتقد فى المنصورة
حدثنا عن أبطال المسرحية .
"دعاء جاويش"التى قامت بدور "شلبية" هى ممثلة محترفة ، لأنها استطاعت أن تُلقي بإفيهات خارج النص خدمت النص ولم تنقصه ، كما أن لديها القدرة على إدراك ما يناسب الجمهور من إفيهات تُلاقي قبولاً وإعجاباً بطبيعة المكان الجغرافي الذى تُعرَض فيه المسرحي .
و"محمد حسام" الذى يقوم بدور "عزت المحامى" ، وهو يقوم بثاني أدواره فى العمل المسرحي وبالرغم من ذلك فقد أدى دوره بشكل جيد وعالى ، دور "عزت" هو من أثقل الأدوار فى هذا العرض محمد حسام ممثل يُجيد إختلاف التعبيرات والتنويع لأنه مُدرِك لباقي الشخصيات وقد أجاد فى التعامل مع كل شخصية .
و"مروة السيد"التى أدت دور "أحلام السكرتيرة" ، بالرغم من أنها أول تجربة لها إلا أنها عملت كممثلة محترفة ، و"أحمد حليمة" الذى أدى دور "سامح الرويش" ، أتقن دوره بشكل أقنع الناس به وأنه الشخصية ( المايعة ) على الرغم من أنه فى الحقيقة يقوم برياضة المصارعة ويحصد جوائز على مستوى الجمهورية واستطاع أن يُقنع الجمهور بشخصية سامح الرويش ,
و"إيمان بدير" " شفيقة " فى المسرحية استطاعت أن تؤدى أداءاً مختلِفاً فى هذا الدور عن سابق أدوارها فى آخر مسرحية ، حيث كان الدور شبيه لهذا الدور ولكنها أقنعت الجمهور بدور شفيقة وبتميُز أضاف إليها كثيراً بالإضافة إلى الكريزمة التى تَمَيَزَت بها على المسرح .
أبطال "Young" وحديث حول أدوارهم
وتتحدث "إيمان" عن دورها ، وهو عبارة عن دور الفلاحة المصرية ، من بيئة بسيطة جداً وفقيرة جداً ، الدرجة التى يمكن أن نصفها " باللضة " والمفروض أنها مُتزوجة من "سيد كهربا" الذى أدى دوره "محمد موسى" ، وسيد كهربا موظف غلبان ومن نفس البيئة ، وسبق أن عانى الإثنين من فقد ابنهما الأكبر غرقاً فى البحر أثناء ذهابه فى الهجرة غير الشرعية ويبقى لديهم ابن وحيد ، وهذا الدور ممتلئ بالأكشن وكثرة الحركة على المسرح ، شفيق تُمَثل شخصية المرأة المصرية " الشقيانة " التى تعودت على العطاء والإحتمال وقبول صعوبة المعيشة كما لديها قوة فى السيطرة على زمام الأمور داخل وخارج بيتها .
و"محمد موسى" ممثل يمتاز بخبرته فى العمل المسرحى وهو الذى أدى دور سيد كهربا وفى هذا الغرض أضاف وأبدع ، كما أنه كان يساعد زملائه على خشبة المسرح فكان يُسَلِّم الممثل الذى أمامه مفتاحاً لتَلَقي المشهد التالي بسهولة .
و"خالد حبيب" الذى قام بدور "زغلول" ممثل مسئول جداً لأنه كان مريضاً ، ورغم ذلك استطاع التغلب على المعاناة وأدى دوره بشكل رائع ولم يُشْعِر أحد بأنه يعاني .
و"حسن العدوى" الذى أدى دور المأذون ببساطة مقنعة للغاية بحيث أقنع الجمهور بأنه مأذون حقيقي ، كانت هناك أدواراً صغيرة لكن كان لها تأثيراً كبيراً فى العرض مثل المراسل الذى أداه "حسام الشرقاوى" ، بالرغم من أن الدور يحتوى على كلمات قليلة إلا أنه أدى الدور بالأبعاد المختلفة للشخصية ثقافياً وإقتصادياً وإجتماعياً وبكل المعاناة التى يعيشها المواطن المصرى البسيط وخصوصاً الشباب الفقير .
"أحمد المحلاوى" و"أحمد البنا" ، هما الرجُل الأول والرجل الثاني الاثنان كونا حالة بعيدة عن العرض كونهما ليس لهم علاقة بشخصية المسرحية هما فقط متسابقان فى مسابقة سوسو هانم ولكنهما شغلا المسرح بحركتهما وأدائهما ، و"محمود عطية" : الفلاح ، كان نجماً فى هذا العمل ولم يُشارك معنا التدريب سوى بروفتين اثنين قبل العرض وبالرغم من ذلك كان أداءه رائع ، "على بشيكو" الذى أداه محمود خالد وقد أدى الدور بثقة تامة فأبدع .
هذه هى فرقة young boys for art""