
- الشيخ "كشك" اتهم "عبدالوهاب" بالإلحاد وبرّأته لجنة الإفتاء
- وصف "عبدالحليم" بأنه المسئول الأول عن إفساد شباب مصر
هذه العلاقة لم تكن وليدة اللحظة.. فمنذ القرن الماضي نجدها مشتعلة متوهجة علي أشدها.. فكلا الطرفين يتنافسان علي اهتمام ومودة بل ومحبة المواطنين ..وما أكثر ما أصابت الغيرة والمنافسة رجال الدين بالهلع والاضطراب وعم الاتزان.. فأخذوا يوجهون سهامهم للفن والفنانين فتارة يوصفوهم بالكفر والزندقة وأخرى يوجهون لهم ما يخدش الشرف والنزاهة.. ولكن كثيرًا ما تصالح الطرفان لينطوي الفن ووسائله ليكون خادمًا وراعيًا بل وداعمًا للدين ورجاله.
وفي هذه الفترات شهد الفنانون هجمات شرسة من رجال الدين ليعيدوا إلي الذاكرة حرب الشيخ كشك مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم.. والعندليب الأسمر.. وعبد الوهاب.. وتعتبر معركة كشك مع حليم هي الأشهر حيث هاجم كشك بشدة أغاني حليم ووصفه بأنه المسئول الأول عن إفساد شباب مصر.. كما أنه سخر من أغانيه عندما غني أغنيته "زي الهوا" من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي وكيف قال حليم إنه أمسك الهوي بيديه .. والأغنية الأخرى عندما قال إني أتنفس تحت الماء في أغنيته (رسالة من تحت الماء) من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي.. أيضا تهكم عليه عندما شدي "حليم" بقوله: (جئت لا أعلم من أين ؟)
المعركة الأخري والتي سببت تباعدا بل وتنافر بين أقطاب الغناء والدين آنذاك هي المشادة التي حدثت بين كشك وأم كلثوم عندما شدت كوكب الشرق برائعتها (إنت عمري) والتي أطلق عليها لقاء السحاب لأنها جمعتها لأول مرة مع موسيقار الأجيال ومن كلمات الشاعر المبدع الدكتور احمد شفيق كامل.. فحينما وصلت إلي الكوبليه الذي يقول "خذني في حنانك.. خذني..عن الوجود وابعدني).. فإذا بالشيخ كشك ينبري مندفعا بقوله: (هل مازالت تشدو بهذه الكلمات وهي في سن الثمانين..مضيفا روحي بقي وكفاية عليك كده).. ما سبب غضب واستياء كوكب الشرق.
وعلي الرغم من عشق كشك لعبد الوهاب وحرصه علي سماع أغانيه إلا أنه لم يسلم من هجومه عندما غني عبد الوهاب أغنيته (من غير ليه؟) والذي أصدر فتوي من الشيخ صلاح أبو إسماعيل تنص علي تكفير عبد الوهاب واعتباره خارجا عن الملة.. وفي هذا يدعي كشك (هل من الإسلام أن يتساءل عبد الوهاب مندهشًا أو معترضًا جايين الدنيا ما نعرف ليه.. مضيفا كشك في اعتراضه ألا يعلم لماذا جئنا؟ إلي الدنيا وأننا إلي الله ذاهبون ؟...إلا أن القضاء برّأ عبد الوهاب من تهمة الإلحاد نزولا علي شهادة الشيخ المشد رئيس لجنة الإفتاء آنذاك.
ومن الأبيض والأسود حيث ضحالة الفكر وضيق الأفق إلي الألوان حيث سعة الأفق ورحابة الصدر ..وتعدد وسائل الإدراك ..فنجد أيضا لم يسلم الفنانون من التشهير وقذف المحصنات فقد اتخذ الهجوم عل الفنانين أشكالا كثيرة.. ومنهم الفنان عادل إمام التي وصلت الخلافات بينه وبين رجال الدين إلي ساحات القضاء عندما أتهم إمام بازدراء الأديان إضافة إلي اتهامات أخري تخدش الحياء بالاستشهاد ببعض مشاهد التي يقبل فيها الفنانات إلا أن القضاء أنصفه من هذه التهم ليعلو بذلك سقف الحرية والإبداع في وسائل الفن المصري.
أما آخر معارك الفنانين والشيوخ ما تم بين إلهام شاهين وعبد الله بدر حيث قام "بدر" بسب الفنانة إلهام واتهمها بـ"الزنى" وذلك بسؤال مغرض قاله عبر شاشات الفضائيات ووصل الأمر إلي ساحات القضاء وأقامت دعوي سب وقذف ضده والتي حكم فيها مؤخرا علي "بدر" بالحبس شهرًا مع الشغل وغرامة 20 ألف جنيه.






