قد تكون بطولة العالم للأندية المقامة حاليا هى بداية فصل الخريف للجيل الذهبى لفريق النادى الأهلى.. هذا الجيل الذى شرع مجلس إدارة النادى فى بنائه عام 2004 بعد سلسلة من الإخفاقات والسنوات العجاف التى غابت فيها شمس البطولات.
مطلع أغنية أم كلثوم «ودارت الأيام ومرّت الأيام» قد ينطبق على فريق الأهلى الحالى الذى هو بلا شك فريق كبير فى المقام ولكنه أيضًا كبير فى السن! الزمن لا يتوقف ولا يرحم وعلى إدارة النادى أن تبدأ فورا مرحلة الإحلال والتجديد فى ظل الحقائق التالية:
أولا- اعتزال الأعمدة الثلاثة الرئيسية للفريق والعامل المؤثر فى صنع انتصاراته «بركات ووائل جمعة وأبو تريكة».
ثانيا- نجوم الفريق وقوامه الأساسى قاربوا على بلوغ سن الثلاثين أو تجاوزوها بالفعل «سيد معوض، ومحمد نجيب، وشريف عبد الفضيل، ووليد سليمان، وشريف إكرامى، وعماد متعب».
ثالثا- دكة البدلاء على الرغم من أنها عامرة بالمواهب الواعدة فإنهم لم يحظَوا بفرصة اللعب أساسيا «باستثناء رامى ربيعة وشهاب» وبالتالى فإنهم يفتقرون إلى الخبرة والثقة اللازمتين للقدرة على تحمل المسؤولية ومواصلة نفس حجم وكم الانتصارات.
فريق الأهلى مثل كل الفرق الكبرى يفضل دائما الاعتماد على اللاعب الجاهز المتمرّس ولا يتحمل الدفع بعدد كبير من الناشئين أو اللاعبين عديمى الخبرة لأنه مطالَب دائما بتقديم مستوى متميز يرضى جماهيره ومطالَب أيضا بالوجود الدائم على منصات التتويج التى تعنى مزيدا من الاستقرار المادى والمعنوى اللذين يحتاج إليهما الفريق بصورة مستمرة.
المشكلة التى ستواجه مجلس الإدارة هى شبه انعدام الموارد المالية نظرا إلى توقف النشاط الرياضى فى مصر منذ فترة طويلة والتى بالتأكيد ستعوقه عن إبرام صفقات مع لاعبين محليين مميَّزين يصلحون لتلبية طموحات الفريق وإرضاء جماهيره، فضلا عن أن السوق أساسًا نايم ومافيش بضاعة تملا العين! فالمسابقة المحلية لم تفرز فى السنوات الأخيرة كمًّا أو كيفًا متميزا من اللاعبين يمكن التعاقد معهم «اتنين أو تلاتة بالكتير».
أما اللجوء إلى حل التعاقد مع لاعبين أجانب «يشيلوا الفريق ويعَدّوا بيه هذه المرحلة» فصعب أيضا فى ظل ارتفاع أسعار اللاعبين السوبر وكذلك بسبب اللوائح التى لا تبيح التعاقد مع أكثر من ثلاثة لاعبين أجانب فقط.
طيب الحل إيه؟ الحل الأول تمتلكه جماهير الأهلى العظيمة التى يجب أن تؤهّل نفسها على أن الفريق «داخل على عمرة» وبالتالى يجب التحلى بالصبر «علشان ياخد حاجة نضيفة» حتى لو اهتز المستوى أو غابت البطولات وهذا بالتأكيد ما سيتفهمه قطاع عريض من محبى القلعة الحمراء.
الحل الثانى يمتلكه مجلس الإدارة الذى عليه أن «يجمّد قلبه» ويسعى إلى إعطاء فرصة أكبر ومساحة أوسع لناشئى وشباب النادى للعب فى صفوف الفريق الأول مع وجود عناصر خبرة مهمة مثل أحمد فتحى وشريف إكرامى وحسام عاشور. هذه التجربة لن تكون جديدة على الفريق فقد تم تطبيقها سابقا فى السبعينيات مع الجيل الذى أطلق عليه المرحوم نجيب المستكاوى اسم «التلامذة» وكان قائده «والألفة بتاعه» ميمى الشربينى. هذا الجيل الذى أصبح لاحقا الجيل الذهبى وكان من ضمن أفراده حسن حمدى رئيس الأهلى الحالى، ونائبه الأسطورة محمود الخطيب. يجب أيضا على الإدارة الحالية أن تعيد وظيفة كشاف اللاعبين «بشرط أن يكون مؤهلا ومحترفا ومتفرغا» لينقب داخل مصر وفى دول إفريقيا عن مواهب شابة تدعم الفريق دون تكلفة مادية عالية ولنتعلم من فرق شمال إفريقيا التى تحصل على جواهر إفريقية فذّة برخص التراب.
أعلم أن النادى أنشأ أكاديميات فى عدد من المحافظات لاكتشاف نجوم المستقبل ولكننا الآن لم نعد نسمع عنها شيئًا ولم نر أنها أفرزت لاعبين انضموا إلى الفريق الأول.
التحرك لا بد أن يكون سريعا.. فالباقى من الزمن ساعة!