محمد عبدالرحمن9 ديسمبر 2013 08:32 م
يعرف محمد عبد المتعال جيدًا أنه سيكون المسئول الأول والأخير عن نجاح الشكل الجديد لقناة إم بى سى مصر، على هذا الأساس كان شرطه الأول أن تطلق إدارة مجموعة قنوات إم بى سى، ومقرها الرئيسى فى دبى يده فى أى تغييرات سيجريها بعد توليه المسئولية نهاية شهر أكتوبر الماضى، غير أن العاملين فى إم بى سى مصر لم يتوقعوا أن يطيح بهم الضوء الأخضر الذى حصل عليه عبد المتعال بهذه السرعة، وبتلك الطريقة، صحيح أن الهدف الرئيسى من تلك القرارات هو أن تتقدم القناة خطوات للأمام فى سباق الفضائيات المصرية الذى لا يرحم أى منافس يفتقد ولو لتفاصيل صغيرة يدركها العالمون ببواطن الأمور فى سوق الفضاء المصرى، لكن الاستغناءات الجماعية التى بدأت فى إم بى سى، ويبدو أنها ستتواصل تهدد الجميع خصوصا بعد وقف معظم برامج القناة التى انطلقت رسميًا فى نوفمبر من العام الماضى، وفيما اختار محمد الشواف منتج أول البرامج بالقناة الاستقالة قبل انتهاء عقده، لم يمهل عبد المتعال باقى فريق العمل فى كل المجالات الفنية حتى فرصة القيام بالمثل، وبدلًا من تجديد عقود المتعاملين مع القناة، ومعظمهم تركوا قنواتهم الأصلية بهدف العطاء لإم بى سى مصر، تم حرمانهم من تجديد التعاقد بل لم يتم الصبر عليهم حتى نهاية العقد بنهاية العام الجارى، ومنحتهم إدارة إم بى سى ما تبقى لهم من مستحقات دفعة واحدة ليغادروا المكان فورًا، من أبرز هؤلاء، المذيعة منال السعيد التى كانت تقدم برنامجًا أسبوعيًا هو لقاء خاص، ومحمد جمال أحد مراسلى القناة، وإيهاب عوض منسق الأوردرات الخارجية، ومحمد عز الدين كبير المصورين، وأحمد خليل أحد المراسلين الذين تابعوا العديد من الأحداث السياسية مؤخرًا، فيما تولى صلاح مهران المساعد الأول لعبد المتعال العديد من الصلاحيات فور انتقاله مع رئيس القناة من شبكة قنوات الحياة.
فى الوقت نفسه لم يعد لأحمد القرشى الإعلامى السودانى المسئول عن تطوير البرامج، والذى قام باختيار 75 شخصًا كونوا فريق عمل القناة منذ اليوم الأول، ولا لمصطفى متولى مدير القناة الذى انتقل لها من أون تى فى أى صلاحيات تذكر، دون معرفة مدى قدرتهم على الاستمرار من عدمه فى المرحلة المقبلة.
غير أن الأزمات المتوقعة لاتزال أكبر من ذلك بكثير، لأنه حتى الآن تمت الإطاحة بمذيعة وحيدة هى منال السعيد، لكن قائمة مذيعى القناة جميعها مهددة بالرحيل فور انتهاء العقود، وهى القائمة التى تضم إبراهيم عبد الجواد مقدم برنامج «آخر الأسبوع»، ودينا عصمت وهشام عاصى مقدمى برنامج «أحسن ناس»، وشيرين عفت مقدمة برنامج «خطوط عريضة» وغيرهم مثل سهام صالح ومدحت عيسى.
ويرد العاملون بالقناة على الاتهامات الموجهة لهم بأنهم لم يحققوا النجاح الذى يدفع عبد المتعال للحرص على استمرارهم بأنهم لم يحصلوا على الفرصة الكافية والوقت اللازم بسبب استمرار تغطية الأحداث السياسية، مما أفقد البرامج قدرتها على التواصل مع الجمهور، كما أن النجوم كانوا يغيبون عن تلك البرامج لأن الميزانية المخصصة لهم ضعيفة وهم متعودون على أن إم بى سى توفر ميزانية كبيرة لكل النجوم، وفشلت محاولات إقناعهم بأن القناة المصرية منفصلة إداريًا وماديًا عن القناة الأم، كذلك يقول العاملون الخائفون على مستقبلهم من قرارات عبد المتعال إنهم انتظروا أن يحاول رئيس القناة الجديد دعمهم بخبرته من أجل تقديم محتوى أفضل بدلًا من الاستعانة بوجوه مشهورة منذ اليوم الأول.
وعلمت «الصباح» أن بعض المستبعدين طلبوا من إدارة المجموعة فى دبى التدخل ووقف المذبحة التى يتعرضون لها، لكن دون جدوى حيث حصل عبد المتعال على صلاحيات كاملة قبل أن يوافق على ترك قناة الحياة والانضمام لإم بى سى، مع الوضع فى الاعتبار أنه قام بتوقيع العقد فى دبى لا فى القاهرة مما أكد قدرته على إدارة الموقف دون معارضة معتمدًا على أنه فى النهاية سيكون المسئول الأول والأخير على نجاح القناة فى 2014 حيث يخطط للوصول بها إلى المراكز الخمسة الأولى، وتكرار النجاح الكبير الذى حققه مع قناة الحياة وشهد به الجميع.
فى الوقت نفسه يعيش فريق برنامج «جملة مفيدة» حالة من الاطمئنان بعد تأكد استمرار الإعلامية منى الشاذلى فى القناة، وتجديد تعاقدها رغم ما أشيع عن قرب انفصالها بسبب تراجع جماهيرية البرنامج بالمقارنة ببرنامجها الأشهر العاشرة مساء، لكن وجود عبد المتعال أعطى دعمًا فنيًا ومعنويًا كبيرًا للشاذلى، التى يتم التعامل مع فريق العمل الخاص بها باعتباره فريقًا مستقلًا بالتالى لن يتعرض أحد من العاملين معها لمخاطر الاستبعاد التى يعانى منها باقى العاملين فى إم بى سى مصر.