كنا نأمل كثيرا فى لجنة الخمسين لوضع دستور جديد للبلاد.
.. دستور للمواطن ومستقبل الوطن.
.. وذلك فى ظرف تاريخى تعطلت فيه الحياة فى مصر كثيرا وكادت تصاب فيه البلاد بفشل عارم.
.. وذلك نتيجة سياسات فاشلة لمرحلة انتقالية كانت تبشر بمستقبل أفضل للبلاد بعد ثورة عظيمة أطاحت بنظام ديكتاتورى فاسد.
لكن تدخلت أطراف داخلية وخارجية لتعطيل ذلك الانطلاق.
.. واستطاع الإخوان السيطرة عليها والادعاء بأنهم ثوريون.. وأنهم أصحاب الثورة ولهم الفضل فى الإطاحة بالاستبداد.. وهم كاذبون فى ذلك.
.. وجاؤوا بدستورهم الطائفى.
.. ولم يستعموا إلى مطالب الشعب.
.. وكان همهم جماعتهم والمتحالفون معهم.
.. وعطلوا البلاد من أجل أن يتمكنوا من السيطرة.
.. وعطلوا مؤسسات الوطن وحاولوا هدمها.
.. وكان تعطيلهم متعمدا..
.. فلم يتحقق أى شىء من ثورة 25 يناير.
.. وكأنهم ورثوا نظام مبارك.. وأرادوا استعادته بتغطيته بالدين وبمتاجرتهم بالإسلام.. واللعب على البسطاء بالزيت والسكر والتغرير بالشباب.
.. ومع كل هذا كان حصادهم الفشل الذريع فى إدارة البلاد.
.. واستكبروا ولم يعترفوا بذلك الفشل.
.. وأصروا على الاستمرار فى العناد.. وعدم الاستجابة لمطالب الشعب والقوى الحية فى المجتمع.
.. فكان الشعب لهم بالمرصاد.
.. اكتشف استبدادهم وفشلهم وفضحهم.
.. وأجبر الشعب كل مؤسسات الدولة على الانحياز إليه فى الثورة على الإخوان.
.. فكانت ثورة 30 يونيو.
.. واستعاد الشعب دولته ومؤسساته التى حاول الإخوان هدمها.
.. وتم وضع خارطة طريق للانتقال الديمقراطى الذى تم تعطيله.
.. وكان على رأس ذلك الدستور.. دستور للشعب كله بديلا عن دستور الإخوان الطائفى الذى أصروا عليه فى مواجهة القوى الحية والشعب.
.. ومن ثم استبشر الشعب خيرا باللجنة التى تكتب الدستور.
.. وثقت بأنها ستراعى حق الشعب فى دستور يعبر عنه وتضع مستقبلا ديمقراطيا يليق به وبالوطن.
.. وكان من المنتظر أن يتعظ أعضاء لجنة الخمسين مما جرى فى تأسيسية الإخوان ودستورهم الطائفى.
.. وكانت مطالب الشعب أن يكتبوا دستورا جديدا يضع مصر على قاعدة الدول الديمقراطية.
.. لكن ما حدث فى اللجنة شىء آخر رغم أن الكثير من أعضائها من الشخصيات المحترمة والتى تعمل لصالح الوطن وتعلى من شأنه وحاول كبح جماح شخصيات -لا نعرف كيف تم اختيارها كأعضاء فى اللجنة- تعمل لمصالحها الشخصية.. حتى وجدنا أشخاصا يعملون على إعادة مجلس الشورى صاحب السمعة السيئة فى عهد مبارك، وكذلك فى عهد الإخوان.. وكذلك اللعب على قانون الانتخابات الذى يريدونه بالقائمة الحزبية رغم فشلهم فى إدارة أحزابهم والتى أصبحت عند البعض حزبه الخاص والذى يلاعب به من أجل مصالحة وبيزنسه الخاص.
بل هناك رئيس حزب يمارس ضغوطا شديدة لتمرير مواد سيئة السمعة.. ويتهم معارضيه بأنهم من أمن الدولة العميقة وهو نفسه الذى كان من أعوان أمن دولة مبارك!
.. ولعل الغريب ما يحدث من طلبات الحصانة لكل فئة!!
.. وكذلك سياسة اللجنة التى أدت إلى صراعات بين الهيئات.
.. فضلا عن حالة ارتباك فى اللجنة حول نظام الحكم.
.. كل ذلك أدى إلى تشاؤم من إنتاج اللجنة التى كان يظن بها خيرا.