عندما ينقض مدرس على تلميذ فى المدرسة بطريقة وحشية، ليصيبه بعاهات، فلا يمكن إلا أن نقول إن ذلك الشخص مغيب وغير واع.. عندما يقف لاعب كرة كان من أيام قليلة مغمورا لا يعرفه أحد يرتدى ملابس رياضية لناديه العريق، والذى يطلق عليه إلى الآن نادى الوطنية المصرية، ثم يرفع علامة رابعة، بعد إحرازه هدف الفوز فى مباراة، فهذا هو الآخر مغيب لا يعرف بالضبط ما يفعل، متخيلا نفسه أنه شجاع، مع أن هذه الإشارة لا تدل على الشجاعة، بل تدل على أنه إنسان مغيب، لا يعرف ماذا يفعل بالطبع، نحن لا نقول ذلك لأنه رفع إشارة الإخوان، نقول ذلك لأنه رفع الإشارة الخطأ فى المكان الخطأ، عليه أن يكون متذكرا دائما أنه لاعب فى ناد عريق اسمه النادى الأهلى، وعندما يرتدى ملابس النادى الأهلى، ويلعب مبارة للأهلى، وأمام عشرات الآلاف من الناس داخل الاستاد، والملايين أمام شاشات التليفزيون، عليه أن يعى جيدا أنه لا يمثل نفسه، بل يمثل النادى العريق الذى يرتدى ملابسه، لذلك لم يكن غريبا أن نسمع ونقرأ عن تلك العقوبات المحترمة التى أصدرها مجلس إدارة النادى الأهلى ضد هذا اللاعب المغمور الذى اشتهر فقط، لأنه ارتدى «تيشيرت» النادى الأهلى، لم يكن غريبا منعه من بطولة العالم بالمغرب أو تخصم منه مكافآت الفوز، ولم يكن غريبا عرضه للبيع، ومن الأشياء التى لم أستغربها أن هذا اللاعب قوبل باستهجان شديد من أعضاء النادى، وهاجموه هجوما شديدا، مطالبين إياه أن يذهب بعيدا عن الأهلى، ومن الأغرب ومن الأطرف أن يتقدم هذا اللاعب الغريب إلى مجلس إدارة النادى يعتذر عما اقترفه فى حق الملايين برفعه تلك العلامة التى دائما أطلق عليها بأنها علامة «الخيبة»، ومع ذلك لم يكن غريبا أن نسمع ونقرأ تصريحات لهذا اللاعب المغمور وهو يشيد بما فعله ويعلن صحة ما يفعل ويذهب إليه المئات من أنصار الإخوان المسلمين حول منزله للهتاف باسمه وبإشارة رابعة، ويخرج عليهم المناضل الكبير ليرفع لهم إشارة رابعة، بالطبع هذا تصرف ليس غريبا، فنحن تعودنا من الإخوان أن يفعلوا ما لا يقولون، وأن يقولوا ما لا يفعلون، مبدأ التقية ظاهر وباين معهم أنهم يمتلكون شخصية لا تعرف إلا مصلحتها وتعيش بالكذب وستموت بالكذب.
لكنى أرى أن المشكلة ليست فقط فى هذا اللاعب المغمور الذى لا يستحق أن نذكر اسمه إلا مضطرين، المشكلة أيضا فى لاعب آخر يعشقه الملايين وقدم للملاعب ولناديه ولمصر الكثير والكثير وهو اللاعب محمد أبو تريكة، عن هذا اللاعب الذى لا يمكن أن نختلف على موهبته الكروية يلعب دورا مهما فى إذكاء روح الإخوان المسلمين داخل أروقة النادى الأهلى وفريق النادى الأهلى، ويفعل ما فى وسعه لنشر هذا الفكر وتوسيعه داخل النادى، وترددت أنباء صحفية كثيرة أنه كان دائم الحديث عن الإخوان وأخلاقهم مع زملائه من الفريق، وقد تصدى له الكثير، ومنهم محمد بركات، ولكن كانت دائما نجومية أبو تريكة ومحاولة تقديم نفسه دائما أنه رجل طيب ومتدين، مع أنه داخل الملاعب كان لاعبا موهوبا، لكنه فى كثير من الأحيان كان لاعبا كاذبا، فلا يمكن أن ننسى بأى حال ضربات جزاء أبو تريكة كيف كان يدعى السقوط ويدعى الإصابة ليحصل على ضربات جزاء، وهذا يبعد كل البعد عن أخلاق الرجال المسلمين، ولكنه يتفق اتفاقا جليا مع أخلاق الإخوان المسلمين. إن ما فعله الأخ أبو تريكة من نشر لدعوة الإخوان المسلمين داخل الأهلى، أظن من الواجب الآن أن نحاكمه محاكمة شعبية عليها، كل إنسان يمتلك أفكارا، هذا حقه، ولكن أن يستغل موقعه الوظيفى فى كونه لاعبا مهما فى ناد عريق مثل النادى الأهلى لنشر فكر اتفقت عليه الأمة أنه فكر غير مستنير، وأنه فكر كاد أن يوصل بلدنا إلى الهاوية، إنه فكر كان يخطط تخطيطا كبيرا لنقل مصر إلى مكان آخر غير المكان الذى تبوأت فيه، العالم العربى والإسلامى لعدة سنوات، مكان تصغر فيه قيمة مصر بكثير، لتصبح معبرة عن تيار إسلامى سياسى اشتهر طوال عهده بالإرهاب. إن محاكمة أبو تريكة واجبة، ليس لأنه فقط وقف أمام جموع الشعب المصرى لينشر فكرا يقترب إلى الفكر التكفيرى ويفعل ما فى وسعه لينشر هذا الفكر، مستغلا مكانته الرياضية، علينا الآن أن نكون منصفين، ونقول لهذا اللاعب قف عن حدك، واعلم جيدا أنك تؤيد وتنشر أفكارا تعاونت والتصقت بأفكار تكفيرية مع التكفيرين فى سيناء ليقتلوا الشعب المصرى، خصوصا القوات المسلحة المصرية والشرطة. يجب أن يعلم أبو تريكة أننا لن ننسى موقفه وهو قادم من إحدى المباريات الخارجية وتعديه على ضابط بالقوات المسلحة، ولا يتخيل لحظة أبو تريكة أنه عندما توسط الكثيرون للقوات المسلحة حتى يتركوه دون عقاب أن تلك الواقعة سوف تنسى، وأن إهانته لضابط بالقوات المسلحة هى إهانة للشعب المصرى، ونعيب على القوات المسلحة أنها تركت هذا التصرف دون عقاب، لأن أبو تريكة لو عوقب كان لا يمكن لأحمد عبد الظاهر أن يرفع إشارة رابعة فى مبارة دولية، ولا يمكن لأبو تريكة أن يتصرف تصرفا أهوج، ليتسلم ميداليته، لأن الوزير الذى يسلمه ميداليته وزير انقلابى، لو كان عُوقب أبو تريكة بحادثة المطار لما كانت هذه التصرفات.. على العموم نحن نسأل لماذا عوقب عبد الظاهر وتركنا رأس الحربة للإخوان المسلمين داخل النادى الأهلى دون عقاب.