■ فوجئ الناس الذين سمعوا أو قرؤوا نص خطاب الجنان الرسمى الذى تلاه أول من أمس الأستاذ محمد الدماطى المحامى اليسارى السابق وشبه الإخوانى حاليا، نقلا عن الأخ «المنزوع» أفندى محمد مرسى العياط، بأن هذا الأخير حلَّق بعيدا فى أعلى سماوات الجنون والإجرام لدرجة أنه اتّهم الشعب المصرى وجيشه الباسل بأنهما عندما «نزعاه» هو وعصابته الشريرة عنوة من بدن الدولة والمجتمع فإنهما ارتكبا «خيانة لله ورسوله».. هكذا مرة واحدة وبالحرف!
طيب، هل تسأل حضرتك عن علاقة المولى تعالى ورسوله الكريم بالموضوع؟! ستعرف الإجابة إذا تذكرت علاقة الأخ العياط وإخوانه الأشرار بالدين والملة والضمير والأخلاق والوطنية وخلافه.. فضلا عن «العقل» الذى هو زينة ونعمة منحها الله لعباده من البشر وكرمهم وميزهم بها عن سائر خلقه.
■ انتشرت فى الولايات المتحدة إبان الحملة الانتخابية الثانية للرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون عبارة طريفة تسخر من النفوذ والحضور المتزايدين للسيدة هيلارى زوجة الرئيس وتدخلها فى إدارة البيت الأبيض وبعض شؤون الحكم.. هذه العبارة صاغها آنذاك خصوم الرجل على غرار شعار دعائى مشهور ويستعمل بكثرة فى المتاجر ومحلات السوبر ماركت، ومن فرط شيوعها كادت تصبح فعلا شعارا لحملة الرئيس وهو يكافح لتجديد ولايته، فقد خاطبت جمهور الناخبين بالقول: انتخبْ بيل رئيسًا، واحصل على هيلارى مجانا..! والحق أن ذلك الشعار سهل التعريب جدا، فعلى الرغم من أن أمتنا وبلادنا ليس فيها حتى الساعة «انتخابات» تستحق اسمها، بل ولا انتخابات ولا ناخبين أصلا فى الكثير من أقطارنا، فإن المواطن العربى قبل «الربيع» الذى تَغبّر وتسممت نسائمه ونُشلت «ثوراته» كان القدر الأسود يهديه حاكما غبيا ومفتريا وفاسدا، ولا يكتفى بذلك وإنما يمنحه فوق هذا الحاكم (أو تحت جثته) المحروس ابن جنابه.. أما بعد «الثورات المنشولة» فقد رأينا هنا فى مصر حاكما يصعد للسلطة بالعافية والكذب والتدليس فإذا بمن ظنوه رئيسا يكتشفون فى اليوم التالى أنه مجرد «ذراع» بائسة لجماعة شريرة، وأنهم عندما حاولوا أن يبلعوه بالعافية وبمساعدة أطنان من الليمون، فقد انحشرت معه فى حلق الوطن عصابة مجرمة هاربة من وجه العدالة، ومن ثم فازوا بمصيبة تاريخية سوداء «مجانا». لكن عدالة السماء يبدو أنها هبطت أخيرا والحمد لله، فقد دارت الدائرة على «إخوان الشياطين» بدل المرة مئة مرة على الأقل حتى الساعة. يعنى مثلا، اختاروا «فضائحية الجزيرة» بوقًا يبثّون منه أكاذيبهم وآيات جنانهم الرسمى على خلق الله فلبسوا مع هذه الفضيحة شيئا يُدعى الأستاذ «الجوادى» مجانا، كما أنهم اتخذوا الدكتور «العوا» محاميا ومدافعا، وفازوا بالأستاذ «الدماطى» المحامى مجانا.. مع الاعتذار الشديد جدا لـ«المجانية»، إذ إن «القافية» قاتلها الله حكمت باستخدامها فى موضع ربما لا يكون مناسبا تماما!
■ وختامًا، فإن الأمة أصدرت بالليل والدنيا ضلمة، بيانا جديدا قالت فيه إنها قامت فى الصباح الباكر بهجوم شامل على «تحديات العصر»، لكن البيان خلا من أى إشارة إلى نتائج هذا الهجوم الذى قالت مصادر إنه كان قويا وساحقا وغشوما لدرجة أن «التحديات» تراجعت فعلا، وأصبح «العصر» نفسه على وشك الاعتراف بالهزيمة!