وقبل أن تتسرع وتجيب بأنها تساوى حياتك وروحك وابنك وابن عمتك وكبدك وكلاويك، لابد أن نعلم أولا هل معاك لغات أم لا.. فإذا كنت لا تجيد لغة أجنبية فمصر بالنسبة لك تساوى مظروف بخمسة آلاف دولار يوميا وإقامة كاملة فى فندق خمس نجوم فى قطر.. أما إذا كان معاك لغات ومخك نظيف سيكون ثمن مصر هو وظيفة شيك فى مؤسسة دولية حسب سنك ومقامك، و لو عندك مكتب محاماة فسيكون مصر ثمنها مشروع أمريكى من بتوع حقوق الإنسان يتلقى مكتبك من خلاله منحة وانت هتعمل نفسك بتجرى بحث استقصائى أو تكتب تقرير حقوقى.. وأيا كانت الوظيفة فالمظروف الشهرى بالتأكيد سيحوى أرقاما تفوق الخمسة آلاف التى يتحصل عليها مرتزقة قطر.. والمقابل المطلوب منك بسيط جدا.. تكتب تقرير حقوقى تدين فيه ممارسات نظام بلدك، أو تطالب بالمصالحة، و يا سلام بقى لو تهاجم قانون التظاهر وتزعم أنه سيسىء لسمعة مصر دوليا.. شفت بقى يا حمادة مصر رخيصة إزاى؟.. حاجة ببلاش كده.. يا دوب شوية دولارات مقابل شوية كلام منك يساهم فى استمرار الفوضى وتسليم مصر تسليم أهالى للمتربصين!.. بس الشهادة لله، أعتقد أن من يفعل هذا لا يفعله عن كره لمصر والعياذ بالله، بل هو حب للمظروف، لأن لو صاحب المظروف طلب منه زوجته فسيعطيها له عن طيب خاطر مؤكدا له أنها ما تغلاش عليه والله.. إذا كانت البلد هانت، يبقى الزوجة مش هتهون؟!.. لكن فكرنى كده يا حمادة بتويتات هؤلاء المرتزقة الذين يرفضون قانون التظاهر ومن قبل رقعوا بالصوت بعد فض اعتصام رابعة، هل قرأنا لهم تويتة عند مقتل طفل العمرانية؟ أو يوم مقتل الشهيد اللواء نبيل فراج؟..أو يوم مذبحة كرداسة؟!.. أو مذبحة رفح الثانية؟.. هل كتبوا أى تويتة على مقتل أى جندى فى سيناء برصاص الإرهابيين؟.. لذلك يا حمادة، أنا لا أتعجب إطلاقا من استمرار انغماسهم فى الوحل، لأن العاهرة عادة لا تخجل لو انفضح أمرها، بل فى الغالب أنها تزداد عنادا وبجاحة!.. أما تلك الشعارات التى يرددونها عن خوفهم على المسار الديمقراطى وضرورة التعايش وخوفهم على سمعة مصر دوليا وكل هذا الكلام الفارغ برادعاوى المنشأ حمزاوى الانتشار زياداوى التنفيذ برعاوى التطبيق، فهذا هو بالضبط ما تفعله العاهرة اللى بتقلب عيشها. فهى عادة تتخفى خلف فعل نبيل، فتزعم فى البداية أنها تعمل ممرضة فى إحدى المستشفيات، أما عند انكشاف أمرها فهى برضه لا ترى نفسها خاطئة، بل تسارع بارتداء قناع جان دارك فتزعم أنها إنما تفعل ذلك من أجل أبوها المشلول وإخواتها الصغيرين.. لذلك أنا لا أتعجب إطلاقا عندما أسمع بتصريحات هؤلاء لتشويه مصر فى الخارج بزعمهم أن مصر ستعود للديكتاتورية الناصرية وإصرارهم على أن 30 يونيو انقلاب أو أن النظام الحالى يقوض الديمقراطية، فكل هذا هو من نوعية التضحية من أجل الإخوات الصغيرين.. لكن ما يفجعنى يا حمادة هو صدمتى فى كل الأفلام والمسلسلات التى بحكاياتها حببتنا فى أجهزتنا الاستخباراتية منذ أن كنت صغيرة أد كدا هو.. أين بقى هذه الحكايات من كل هؤلاء الآن؟!.. يعنى هو «محمود يس» فالح يجيب مديحة كامل على ملا وشها ويقولها هى دى مصر يا عبلة ومش قادر على اللى فى قطر وأوروبا؟ ألا يقدر غير على النساء فقط؟.. طب ومحمود عبدالعزيز.. فين لما قطع إصبع قدمه حتى يصبح الخالق الناطق من خائن يشبهه حيث تم فى النهاية إعدام الميت؟ ألا يستطيع الأستاذ محمود عبدالعزيز يشد حيله معانا شوية؟.. طب بلاش ده وده، أين محمود العلايلى عندما عاد بنور الشريف فى صندوق لأنه كان «بئر الخيانة»؟!.. أظن أنه ليس هناك الآن بئر خيانة أغوط وأعمق من تلك الآبار المنتشرة فى قطر وألمانيا والنمسا.. يا فرحتى عندما تكشفوهم إعلاميا فنعرف أن فلان خاين وعلان طابور وترتان عميل برتبة.. وماذا بعد؟..حتى لو الوعى المصرى أصبح لا يصدقهم لماذا تتركوهم يشتمون مصر فى الخارج؟.. هى مصر تستاهل كده؟.. لماذا تتركون هذه القاذورات تحمل اسم مصر وتتحدث عنها؟ ألم يحن موعد حملة النظافة ولّا إنتوا مش بتنظفوا غير يوم الخميس بس؟
هى مصر ثمنها كام؟
مقالات -