«رفقاً بالقوارير».. كلمات رائعة أطلقها النبى (ص) تعبيرا عن ضعف النساء ورقتهن.. وتوصية للدنيا كلها بالرفق بهن.. إنهن كالزجاج الذى إذا كُسر لا يُجبر.. المرأة رقيقة فى كل شىء فى مشاعرها وأحاسيسها ولا تتحمل الكلمة النابية أو المواجهات أو القبض والاعتقال.. فهى ممن قال الله عنهن «أَوَمَن يُنَشَّأُ فِى الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِى الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ».
«رفقاً بالقوارير» أطلقها الرسول (ص) شفقة على مشاعر النساء المرهفة حينما أنشد أنجشة بصوته الرائع لإبل القافلة ليحدو لها «حتى تسرع المسير».. وكانت الإبل تتعانق من كثرة التأثر بغناء أنجشة فقال له الرسول (ص): رويدك يا أنجشة «رفقا ًبالقوارير».
لقد احترم العرب المرأة قبل الإسلام وبعده.. فحينما طال المقام بالمشركين فى حصارهم لبيت النبى (ص) قال أحدهم: نتسور عليه الدار.. فزجره الجميع صائحين بنخوة العربى: كيف نتسور على بنات العم؟
لقد كانت لهم عادات كريمة مع النساء حتى فى حالة الحرب والصراع والصدام.
وهذا أبو دجانة يتسلم سيف رسول الله (ص) ويعاهده بألا يضرب به إلا بحقه.. فقاتل يوم أحد.. وتابع فارساً يشجع جيش العدو على الحرب والهجوم.. فلما علاه بالسيف وجده امرأة تولول فكانت هند بنت عتبة فرفض أن يضربها وأطلق صيحته الخالدة: لقد أكرمت سيف رسول الله (ص) أن أقتل به امرأة.
ولكن قومنا جميعا كان لهم رأى آخر.. فالقبض على 22 طالبة من حركة 7 الصبح وإيداعهن سجن الغربانيات وهو أقصى السجون المصرية شىء لا يليق بكرامة المرأة وقوة الدولة المصرية.
فهل يؤرق هذه الدولة الكبيرة مجموعة من الفتيات الصغيرات بعضهن لم تجاوز العشرين وأصغرهن عمرها 14 عاما؟!.. الدولة المصرية أكبر من أن تسل سيفها على هؤلاء الطالبات.. وسجنهن عقوبة مدمرة لنفسيتهن الرقيقة وسيزيد أسرهن حقداً وكراهية.
ألم يكن بوسع الدولة المصرية أن تستحضر كلمات الصحابى الجليل أبى دجانة.. أو تستحضر أمر النبى (ص) «رفقا بالقوارير».
رفقا بالقوارير من السجن أو الاعتقال أو ضياع المستقبل أو الجرجرة إلى النيابة أو.. أو.. فليعتبر كل ضابط أو محام عام أنهن بناته فى سن حماسة وثورة وليرحم غربتهن فى السجن والضيق و.....
لقد كانت تحدث بيننا وبين إدارة سجون طرة صدامات كثيرة.. وكان مديرها يقول لنا:
يمكن لنا أن نصطدم سوياً.. ولكنى لا أدخل سركم فى هذا الصدام.. لأنهن لا ذنب لهن فى هذه الأمور.
وأذكر أن أحد ضباط الأمن فى السجون كان يقول: أنا أكره إحضار أى امرأة أو استجوابها.. ولا أحترم الضابط الذى يتخذ من النساء وسيلة للضغط على الهاربين.
«إن احترام النساء الضعيفات من شيم الرجال العظام» هذه قاعدة مهمة يبدو أن الجميع نسيها الآن.
واليوم أناشد رئيس الجمهورية والنائب العام الإفراج عنهن لظروفهن الإنسانية الخاصة، كما أناشد الحركة الإسلامية ألا تتوسع فى استخدام النساء فى الصراع السياسى.. فقد لاحظ الجميع أن هناك حالة من الإفراط فى استخدام النساء فى السياسة.. بشكل يضر بمهمتها الرئيسة كأم وزوجة وابنة صالحة.. وقد قال لى أستاذ جامعى إسلامى أيام الانتخابات الرئاسية:
هل من المعقول حشد النساء من عدة محافظات يخرجن من بيوتهن فى الصباح ليحضر آلاف منهن مؤتمرا انتخابيا يستمر حتى الساعة الواحدة صباحا ليصلن بيوتهن فى المحافظة الأخرى قرب الفجر.. من أجل أن يكون الحشد كبيرا وكأنه من هذه المحافظة وحدها؟
وأنا اليوم أتذكر قول هذا الرجل فأقول:
وماذا لو شهدت حشد النساء فى أماكن المظاهرات والاعتصامات والأماكن مظنة الاشتباك بالغازات أو المولوتوف أو الحجارة أو حتى الرصاص؟
إن الله لم يكتب على المرأة قتالا ولا جهادا من أجل علة الضعف.. فهل نجرجرها فى الصراع السياسى بشكل فج وغير مألوف وغير متوافق مع طبيعة المرأة والأسرة المصرية.. لقد ندمت السيدة عائشة على خروجها فى موقعة الجمل فى الصراع السياسى ضد سيدنا على.
يا قوم: أنادى الطرفين «رفقا ً بالقوارير».. فإن لم ترفق الحكومة ببناتنا فلنترفق نحن بهن.. وإذا لم ترحمهن الحكومة فلنرحمهن نحن.