وافقت وزارة الثقافة رسميًا على إقامة حفل عيد الفن 13 مارس المقبل، بناءً على تصريح من الموسيقار هانى مهنا، رئيس اتحاد النقابات الفنية، يوم ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بعد لقاء جمعة بالدكتور صابر عرب، وزير الثقافة، فى مكتبه الأحد الماضى، مشيرًا إلى أن عودة عيد الفن تمثل خطوة جديدة نحو إثراء وازدهار الفكر الفنى وعودة الريادة للفن المصرى.
وأكد رئيس اتحاد النقابات الفنية أنه سيتم تكريم عدد من الشخصيات الفنية الذين أثروا الشاشة بأعمالهم، وعلى رأسهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والنجمة الكبيرة نادية لطفى والنجمة القديرة مديحة يسرى، والمطربة الكبيرة شادية والقيثارة نجاة الصغيرة، وسيدة المسرح سميحة أيوب، وسيتضمن الاحتفال فى هذا اليوم عروضا خاصة من مسرحيات وأوبريتات غنائية، قائلا: "من الممكن أن يتم غناء أوبريت "عيد الفن" الذى كتبه الشاعر الموهوب الراحل حسين السيد، ووضع ألحانه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وتمت إذاعته مطلع الثمانينيات بحضور الرئيس أنور السادات".
وتأتى عودة عيد الفن بعد إلغائه لمدة تقترب من الـ33 عاما، حيث أقيم آخر حفل عام 1979، بحضور الرئيس الراحل أنور السادات، وتم إلغاؤه بعدها، وفى أواخر عام 2010 وعد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بعودته أمام وفد الفنانين الذين ذهبوا لزيارته بقصر الرئاسة، منهم يحيى الفخرانى وعزت العلايلى ويسرا ومحمود ياسين، لكن حالت ثورة 25 يناير ضد تنفيذ وعده، وعقب تولى المجلس العسكرى حكم البلاد فى المرحلة الانتقالية أعلن وزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل إقامة عيد الفن، واتفق مع الموسيقار هانى مهنا على عودته ونظرا للأحداث السياسية المضطربة التى مرت بها البلاد لم يف الوزير بوعده، حتى جاءت جماعة الإخوان المحظورة لكرسى وأيضا وعد المعزول محمد مرسى أمام لقائه الشهير بالفنانين عودة عيد الفن، وبناءً عليه طالب رؤساء النقابات الفنية الثلاث "التمثيلية والسينمائية والموسيقية" هشام قنديل رئيس الوزراء وقتها، بسرعة عودة إحياء "عيد الفن"، ولم يستجب حتى جاءت ثورة 30 يونيه المجيدة وأطاحت بحكم الجماعة، ليعود عيد الفن من جديد مارس المقبل فى عهد رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور.
وأوضح هانى مهنا أسباب إلغاء عيد الفن منذ عام 1979 إلى إيعاز حسنى مبارك للرئيس أنور السادات بإلغائه، حيث يروى مهنا الأسباب قائلا: "فى عام 1978، أجرينا التحضيرات والاستعدادات لآخر احتفال بمناسبة عيد الفن برئاسة الكاتب المرحوم سعد الدين وهبة، وكان هناك تنافس واضح بين وزارتى الإعلام والثقافة فى الاحتفالات فيما بينهم، وأصر الرئيس السادات على أن يكون احتفال وزارة الإعلام بمسرح "الجمهورية" وتحييه فرقة الموسيقار أحمد فؤاد حسن، واحتفالية وزارة الثقافة فى مسرح "سيد درويش" وتحييه فرقة الموسيقار هانى مهنا الموسيقية، بعدها قرر الرئيس السادات إقامة احتفالية خاصة لـ"عيد الفن" بمسرح السلام".
ويضيف مهنا قائلا: "على خشبة مسرح السلام عام 1978 حضر سعد الدين وهبة وباقة من نجوم الفن المصريين، وفجأة تم الإعلان أن الرئيس السادات يعتذر عن الحضور وكلف نائبه حسنى مبارك بتوزيع الجوائز، الأمر الذى أثار غضب سعد الدين وهبة واستنكره ورفضه وانقسم الفنانون إلى مؤيدين ومعارضين لرأى وهبة، وقرر وهبة الذهاب هو ومجموعته المعارضة إلى قصر عابدين وكتبوا اعتذارا عن استلام الجوائز، مؤكدين فى خاطبهم أن غياب الرئيس عن عيد الفن يعتبر إهانة بالغة لقيمة الفن والفنان المصرى، وبعدها تم إلغاؤه".