عادت من جديد ظاهرة أفلام المقاولات التي كنا نشاهدها من قبل في فترة السبعينيات ، وبدا هذه واضحا في الفترة الأخيرة وخاصة في موسم عيد الأضحي الأخير ، حيث هوجمت السينما المصرية بمجموعة من أفلام نجوم الصف الثاني، والتي تتمتع بنوع غريب علي السينما المصرية وهي الرقص والبلطجة والغناء الشعبي دون المستوي وهي "القشاش" و "عش البلبل" و "هاتولي راجل" .
قامت مجموعة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بتدشين حملة تحت عنوان "أخرس" بدعوة جميع النشطاء لمقاطعة أفلام السينما الحالية ووصفتها بأنها ليست أعمالا بل إسفاف.
الناقد الفني طارق الشناوي قال : ينبغي على الجمهور محاربة هذه الأعمال لحماية أنفسهم من السقوط في بئر الابتذال؛ ولكن ما حدث مع الإسف هو العكس وأصبحت تلك الأفلام عامل جذب للمشاهد، كما أن الجمهور تعود على هذه البضاعة الفنية الرديئة.
وتابع يجب ألا نغفل أن جمهور العيد حالة خاصة فكل ما يتمناه من أفلام السينما أغنية ورقصة ونكتة فقط. ودخل دار العرض وهو مشتاق لجرعة كبيرة من الرقص والإسفاف والصخب والغناء في ظل غياب نجوم السينما الحقيقيين.
أما الناقدة ماجدة خيرالله، فتحدثت قائلة: للأسف لم أرَ في الأفلام الحالية أي فن فكل أفكارها مستهلكة تعتمد على البلطجي والراقصة والأغاني الشعبية وكنا نتمنى أن مستوى الأعمال الفنية التي ستُقدم خلال الفترة القادمة ترتقي للمستوى الذي كان يأمله الجمهور والنقاد الذين لطالما طالبوا بأفلام جيدة تبتعد عن الإسفاف والكوميديا الساذجة والإيفيهات الجنسية؛ إلا أن أفلام موسم العيد جاءت بالعكس. باستتثناء فيلم "هاتولي راجل" فأحداثه مختلفة عن السائد.
أما الناقد الفني حسين عبد الرازق فيري أن هذه الظاهرة ستنتهي بمجرد وجود البديل وأنها ستنتهي في حالة تقديم الأعمال الفنية الهادفة وقبل هذه المرحلة قدمت السينما من الأعمال الناجحة. فهذه مرحلة مؤقتة في تاريخ السينما وليس أكثر ونتمنى أن تنتهي قريبًا.
أما الناقدة ماجدة موريس فتقول إن الرقص والعري والغناء هي المعادلة الأساسية التي دائمًا ما يلجأ إليها المنتجون للترويج لأفلامهم حيث لم يخلُ فيلم من الأفلام المعروضة حاليًا من الألفاظ الخادشة للحياء بجانب الرقص والعري. وجميعها تندرج تحت مسمى الأعمال التجارية التي يتم طرحها لمخاطبة المراهقين وجمع أكبر قدر من أموالهم خلال فترة الأعياد.