
فتلك الأغاني، التي تعرف أيضا بـ"أغاني الصفيح"، وصفت بالتافهة لألفاظها السوقية وعناوينها الركيكة، وقد أثارت حفيظة الكثيرين في الشارع المصري ورأوا أنها لا ترتقى إلى ثقافة وحضارة مصر، كما أنها تسيء للأغاني الشعبية القديمة ومطربيها الكبار أمثال محمد عبد المطلب ومحمد قنديل وأغانيهم التي كانت تعبر عن معدن الحارة المصرية الأصيل.
كما أن البعض يرفض مقارنتها بالأغنية الشعبية، ويعتبرها مجرد نوع من الأغاني بلغة بسيطة فرضت على المجتمع، وانتشارها جاء كنتيجة طبيعية لحالتي الضيق والإحباط اللتين يعاني منهما المواطن المصري، كما يرمي البعض باللوم على القنوات الفضائية التي تروج لها.
وأمثال هذه الأغاني كثيرة كـ"يا بت يا مزة" و"الشبشب ضاع" و"مونديال وزة" و"بحبك يا حمار" وغيرها الكثير.
فيما دافع البعض الآخر عن تلك الأغاني، قائلا إن لها محبيها وإنها ستعيش، مستذكرين بعض نجوم الطرب الشعبي كأحمد عدوية الذي هوجم واتهم بالإسفاف في بداياته في السبعينيات، ليعود اليوم وقد فتح أفقا جديدا للأغنية الشعبية المصرية التي يعد أحد رموزها.
فقد أسعد عدوية، الذي "يحب الناس الرايقة اللي بتضحك على طول"، مستمعيه في كل بيت مصري، ما ساعده على الصمود أمام هجوم النقاد له بالابتذال في بداية مشواره.
وربما صاحب أغنية "ما بلاش اللون ده معانا" نفسه لم يتوقع أن يحقق هذا النجاح، بعدما سقط بين الحياة والموت في نهاية الثمانينيات ليعود من غيبوبته مكتفيا بنشوة الانتصار للغناء كما يحب وبالطريقة التي يحب، ليتحول إلى قبلة لفنانين شباب وجدوا في الغناء إلى جانبه إضافة كبيرة إليهم.