وصف الزعيم السياسى اللبنانى ميشيل عون الفريق أول عبدالفتاح السيسى بأنه قائد وطنى صاحب ضمير حى، وقال إنه باستجابته لإرادة الشعب المصرى قد «أنقذ الأمة العربية كلها من طوفان مدمر».
كان ذلك فى اللقاء المهم الذى عقد فى بيروت فى الأسبوع الماضى فى غيبة كاملة للإعلام المصرى، وهو لقاء مسيحيى الشرق الذى حضره المسيحيون من مصر والأردن وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان، بالإضافة لأقباط المهجر، والذى رأس وفد مصر فيه الدكتور شريف دوس، رئيس هيئة الأقباط العامة بمصر.
وحين أقول إنه لقاء مهم فذلك لأن المسيحيين فى الوطن العربى يقدر عددهم الآن بحوالى 25 مليوناً، ونصف هؤلاء تقريباً فى مصر، وهم قوة فاعلة على أكثر من مستوى، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، أى أنهم مصدر قوة للدول العربية جميعاً، لكنهم يواجهون مشكلة خطيرة وهى زيادة معدلات الهجرة إلى الخارج، ويكفى أن نذكر أن العراق كان عدد المسيحيين فيه يقدر بـ2.5 مليون نسمة قبل الغزو الأمريكى الذى فتح الباب للصراع الطائفى، فهبط عدد المسيحيين الآن إلى ما لا يزيد عن نصف مليون فقط.
إن تلك بلاشك خسارة كبيرة للدول العربية جميعاً، فهى تحرمنا من الكثير من الكفاءات التى نحن فى أشد الحاجة إليها الآن، فمن المعروف أن المسيحيين العرب يتمتعون بدرجة عالية من التعليم والتأهيل تزيد فى معظم الدول العربية على معدلاتها بين بقية قطاعات الشعب.
وقد كانت هجرة المسيحيين خارج الوطن العربى من أهم المشاكل التى بحثها لقاء بيروت، وإن كان حلها بالطبع يقع خارج إطار اللقاء، فهو مسؤولية نتحملها جميعاً.
لقد نجح لقاء بيروت فى التواصل مع مسيحيى المهجر الذين حضر عنهم مدحت قلادة، رئيس اتحاد المنظمات القبطية فى أوروبا، لكنه إلى جانب التواصل مع مسيحيينا فى العالم، فإن علينا أيضاً أن نصلح من أمورنا فى الداخل والتى أصبحت تدفع بالمسيحيين والمسلمين للهجرة إلى خارج الوطن، وربما كان هذا هو ما قصده ميشيل عون بحديثه عما فعله الفريق السيسى.