للتذكير، طنطاوى هو من تَدخَّل بعد 18 يومًا من الثورة، وطلب من مبارك أن يتنحى، تماما كما فعل السيسى مع مرسى، وكان الفارق بين مبارك ومرسى، أن مبارك رجل عسكرى، يفهم حين يقول له الجيش «تَنَحَّ» أنه لا يمزح معه.
وللتذكير، فإن مبارك تم تقديمه للمحاكمة تحت حكم طنطاوى.
وللتذكير، فإن اللواء الفنجرى أدَّى التحية العسكرية لشهداء ثورة 25 يناير.
وللتذكير، فإن مجلس طنطاوى اعتمد رسميًّا تسمية ما حدث فى 25 يناير بالثورة.
فإذا كانت الثورة مؤامرة، فكيف لوزير الدفاع، الكويس، أن يتبنى مؤامرة؟
وللتذكير، فإن طنطاوى هو من عقد صفقة مع الإسلاميين، وقد ظهرت أمارات هذه الصفقة فى استفتاء مارس 2011، حين جنّد الإسلاميون مشايخهم للحشد لصالح التصويت بـ«نعم» على الدستور.
وللتذكير، فإن الإسلاميين هم من هتفوا فى الميدان: «يا مشير يا مشير م النهاردة انت أمير»، و«دقن وجلابية.. عسكر مية مية»!
وللتذكير، فإن الإسلاميين كانوا يسيرون جنبًا إلى جنب مع قوات الجيش فى الميدان وأمام المستشفى القبطى عقب مذبحة ماسبيرو.
والقول بأن الإسلاميين «هدَّدوا» طنطاوى بأنهم سيشعلون البلاد إذا لم يذعن لمطالبهم ولذلك فقد اضطُرَّ طنطاوى إلى الانصياع الكامل لهم، هو عذر أقبح من ذنب.. وكسة سودا عليه، أمال وزير دفاع ليه لما بيتهدِّد؟ ومن الذى تَكِلُ إليه مهمة حماية البلاد والأمن القومى من تهديدات بلاطجة وإرهابيين إذا كان وزير الدفاع بجلالة قدره «يخاف»؟ وكيف لا يملك من الأدوات الاستخباراتية والإعلامية ما يمكّن له كشف الحقيقة للناس؟ هاه؟ وحين استدعى اللواء الروينى حسان وحجازى لحل مشكلة أطفيح كان ذلك تحت التهديد برضه؟
طيب، إذا كان طنطاوى قد خشى التهديدات بإحراق البلاد، فلماذا لم يخشَها السيسى؟
همممم... والننُّوس لما كان خايف من الإسلاميين، فقد قرر أن «يفش غله» فى من لا حول لهم ولا قوة، وعمد إلى إقامة مجزرة شهرية على مدى حكمه، وارتُكبت مذبحة ماسبيرو، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، ومن قبلها مسرح البالون، ومن بعدها مجزرة الأولتراس. ثم قالوا طرف ثالث. طيب كويس، ها هم الإخوان يتم محاكمتهم، فلماذا لا تُفتَح القضايا المذكورة لإثبات تورُّط الطرف الثالث فيها؟ أصلى بجدّ عايزة أصدق إن طنطاوى راجل كويس وقتل صحابى وخزق عينيهم من غير ما يقصد.
أما كون مبارك «راجل كويس»، والموضة الجديدة إن «كنز إسرائيل الاستراتيجى» الذى أمضى 20 دقيقة يتحدث مع بن إليعازر فى الهاتف بينما شعبه ينتظر منه كلمة تعقيبًا على الثورة عليه، الموضة الجديدة أنه ليس خائنًا! طيب، هو ليس خائنًا، وقد بينَّا فى اليومين السابقين علاقته بالجماعة، وتمكينه لها وصفقاته معها، بل وإرسال الجهاديين إلى بؤر الصراع. فكيف بعد كل ذلك بربكم يكون مبارك وطنيًّا والإخوان خونة؟ يا الإخوان ومبارك خونة، يا الإخوان ومبارك مش خونة... فتخوين شريك دون الآخر دونت ميكس.
أحمد الله، فقد ارتكبتُ أخطاء كثيرة فى حياتى، لكننى أبدا لم أنتخب إخوانيًّا. وقد كان عديد من الناس يحشدون لحملة عصر الليمون على مرسى فى الإعادة، إلا أننى قاطعت الإعادة، ليس فقط لأننى لا أنتخب الإخوان، ولا لأننى حاولت أن أعصر ليمونا على مرسى واستمعت إليه فوجدته أبله، ولكن لأننى كنت دائما أسأل: يا جماعة هو مش مرسى ده عليه قضية تخابُر؟ نازل الانتخابات إزاى؟
وقد نزل الانتخابات، بعلم طنطاوى، ووقت أن كان السيسى رئيسًا للمخابرات الحربية، ولم يتدخل أحد لمنعه، أو حتى التلويح بقضية التخابُر. وإذا كان تشكُّكى فى وطنية مرسى، بسبب مجرد سماعى أنه متورط فى قضية تخابُر، هو أحد الأسباب الرئيسية التى جعلتنى أحجم عن عصر الليمون عليه، فكيف للسيسى رئيس المخابرات آنذاك أن يصمت على ترشحه، بل ويقبل أن يكون وزيرًا للدفاع فى عهده؟
الأسئلة المذكورة أعلاه، لا أريد منها إثبات أو نفى أى شىء، لأننى لا أسألها وفقًا لاقتناعات مسبقة، ولكننى، بكل أمانة، أريد إجابات عنها... إجابات تحترم عقلى، والحقيقة أننى لا أتوقع إجابات، ولكن أتوقع حملات التخوين، كحملات التكفير، وليس أسكَنَ لضميرى الآن من أنّ الفلول والإخوان كلاهما يسبُّنى بأقذع الألفاظ.
وللحديث بقية.. أنا مش حاسكت، وإن كنتو اخوات اتحاسبوا.