الرجل الذي على مشارف السبعين عاماً يستخدم لأداء دور مهم في الدولة العميقة.. هذا هو الثمن الذي يجب أن يدفعه مقابل المناصب الرفيعة التي حصل عليها.. تماماً مثلما حدث مع «عمر سليمان» الذي أدى نفس الدور في الإنتخابات الماضية وكان دوره هو إقصاء «خيرت الشاطر» من السباق وأخذ معه بالصدفة «حازم أبو إسماعيل».. فهو يعلم أن العقل والقلب الجمعي للمصريين لا يستوعبه حيث أنه هو المتهم الأول هو ورفيقه بتسليم الدولة لرمتها لجماعة الإخوان المسلمين من دون شفقة ولا رحمة لهذا الشعب من تسليم مصيره ومستقبله بعد ثورة عظيمة لجماعة مهوسة بهوس السلطة.. رغم أنهم لا يعلمون شيئاً عن كيفية إدارة الدول.
«سامي عنان» هو أحد أهم رجال القوات المسلحة على مدار العشر سنوات الماضية قبل أن يتسلم « عبد الفتاح السيسي» الراية من بعده.. ليس ففط لأنه المسؤلول عن حركة أكبر لواء وأصغر عسكري مجند، كل خطوة تخطو بأمره وكل رصاصة تضرب بعلمه.. بل لأنه هو حلقة الوصل التي كانت بين قيادات القوات المسلحة المصرية وبين قيادات الجيش الأدارة الأمريكية، حيث كان هو المسؤول الأول المنوط به إبرام صفقات السلاح الأمرريكية للجيش المصري.
بعد الحادي عشر من فبراير العام قبل الماضي كان «سامي عنان» هو الحاكم الفعلي الخفي لمصر حيث أن المشير «طنطاوي» على مشارف الثمانين من عمره ولم يعد يقدر على حكم وقيادة دولة بحجم مصر في تلك الظروف التي كانت عليها.. بات هذا واضحاً حيث أنه هو الذي كان على رأس معظم الإجتماعات الفلكلورية مع القوى السياسية كما أنه هو الذي كان يستضيف السفراء المهمين في مصر ومعظم الوفود الأجنبية الرسمية.. كما أنه هو الذي إختار الدكتور «محمد البرادعي» ثم من بعده «عمرو موسى» لرئاسة الوزراء عقب أحداث «محمد محمود» الدامية، إلا أن جماعة الأخوان المسلمين رفضت الإثنين في يومين متتابعين فكان إختياره للدكتور «كمال الجنزوري» بعدهما هو الذي قوبل بالترحيب من الجماعة رغم رفض معظم القوى السياسية، مما يبين أن لجماعة الإخوان المسلمين في هذا الوقت قوة ضغط كبيرة على القوات المسلحة تصل إلى حد السمع والطاعة لتك الجماعة دون غيرها من القوى السياسية والثورية.. والأهم من ذلك هو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الترشح للرئاسة لولا طمع الإخوان في الحصول على كل السلطات بعد أزمتهم الأولى مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بسبب وقوف الأخير حائلاً بينهم وبين إقالة حكومة «الجنزوري» والتي بسببها قرروا خوض الإنتخابات بمرشحين.. فكان التهديد الذي هدد به «سامي عنان» الدكتور «سعد الكتاتني» أمراً واقعاً وهو «الحكم في الدرج» ويقصد بذلك الحكم بطلان الإنتخابات وحل مجلس الشعب.
الفريق المقال إشترى صبغة شعر سوداء فاخرة ماركة «مبارك» وجاكت ذهري براق ماركة «حمزاوي» وبنطلون كاكي فاتح ماركة «عسكري» وإختار وضعاً ثقافياً للصورة ماركة «برادعي»... إلا أن كل هذا الجهد الكبير والتكلفة المبالغ فيها لم يقتنع به شباب مصر جميعهم.. فتاريخ الرجل لم تشفع له صورة كذه في نسيانه وما فعله هو ورفاقه من المومياوات التي عفى عليها الزمن في ثورتهم بسبب إختيارهم لإرادة جماعة الإخوان المسلمين لتكون المسار المفروض على الجميع بداية من إعلان مارس المشبوه ونهاية بجولة الإعادة في انتخابات الكراهية المسماه بانتخابات الرئاسة مروراً بالرئيس أولاً قبل الدستور، حتى وجدوا وطنهم أنفسهم فريسة سهلة في فم الجماعة يصنعوا منه ومنهم ما يشاؤون.. فما كان من الشباب سوى التعبير عن رفضهم لمجرد قبول الدور التمثيلي بوجوده ضمن قائمة المرشحين المحتملين للإنتخابات الرئاسية القادمة.. وتناولوا صوره بتعديلات مضحكة حتى لمحبي فكرة الرئيس العسكري القادم.