.. ذهب إلى مصيره ونتيجة طبيعية لما فعله فى حق مصر وشعبها.
.. لقد أصبح محمد مرسى أمام العالم كله سجينًا.
.. لم يعد مختطفًا كما كان يدعى أهله وعشيرته وحلفاؤهم من الإرهابيين القدامى.. والمنافقون الجدد.
.. ها هو أمام هيئة محكمة.
.. وأصبح له محامون وهيئة دفاع.
.. وأصبح فى مكان معروف ومعلوم للجميع.
.. وفى إمكانه تلقى طعامه وزيارات كما تعود من قبل وهو فى السجن.
.. لقد صنع مرسى فى نفسه ذلك كله.
.. فقد خان الشعب الذى وثق به فى لحظات استطاعت جماعته أن تنشر الكذب والتضليل ليصل إلى قصر الرئاسة.
.. وقدم نفسه على أنه سيكون المطيع وخادم الشعب.. فإذا به يعادى الشعب ويسير وراء الأهل والعشيرة وتعليمات وقرار قياداته فى الجماعة.
.. وأرادت الجماعة بمرسى أن تحول مصر إلى عزبة خاصة.
.. وأقصت الجماعة عبر مرسى كل القوى الوطنية الحية من المشهد السياسى والواقع.. وتحالفت مع المنافقين الذين يعملون مع أى نظام.
.. واستعاد مرسى مراتب الاستبداد فى فترة حكمه الفاشلة.
.. وغلّف هذا الاستبداد بالكذب والتضليل والمتاجرة بالدين.. وتقديم نفسه على أنه الرجل التقى الورع الذى يخاف الله.. فإذا به الرجل الفاشل الذى لم يراعِ الله فى الشعب وثورته.. وادعى مع جماعته أنهم أصحاب ثورة 25 يناير وأنهم أحرار ثوار وهم الذين كانوا قبل الثورة يلعبون ويتواطؤون مع نظام مبارك، ولم يكن لديهم أى مانع فى تدعيم مشروع التوريث مقابل الاعتراف بهم.. وهو ما سعوا إليه فى أثناء الثورة والتقوا عمر سليمان لعقد الصفقات.. ولم يسألوا فى الثوار المعتصمين بميدان التحرير (وبالمناسبة كان وفد الإخوان على رأسه محمد مرسى).
فقد خان محمد مرسى الشعب لصالح جماعته.
.. وأصرّ على الاستمرار فى الاستبداد.
.. ونفذ أوامر جماعته بتحصين قراراته التى تأتيه من مكتب الإرشاد.
وأصر على الدستور الطائفى.
.. وأصر على مجلس الشورى «الباطل» الذى كان يرأسه صهره أحمد فهمى.
.. لم يعترف بمصر كوطن.
.. ولم يعترف بالشعب كمواطنين.
.. لم يكن يرى سوى جماعته وأهله وعشيرته.
.. واستعان بالإرهابيين القدامى.
.. وهدد الشعب بالإرهاب وترويعهم.
.. فلم يكن أمام الشعب سوى الثورة عليه.
.. لقد أنذره الشعب كثيرا وفى مراحل كثيرة إلا أنه أصر على موقفه واستبداده وعلى تقسيم الشعب إلى الأهل والعشيرة.. والآخرين.
.. وأصر على حكومته الفاشلة.
.. فكان لا بد من الثورة.
.. ولم يكن أمام الشرطة والجيش إلا الانحياز للشعب.. الشعب صاحب الشرعية.
.. لكن استمرارا للكذب والتضليل.. اعتبر مرسى نفسه الشرعية.. وهو ما جعله مادة للسخرية لاستمراره فى ترديد الباطل أمام المحكمة.
.. لقد وصل محمد مرسى إلى مصيره فى السجن بإرادته وأفعاله.
.. فلم يتعلم أن الشعب تغيّر.. وأن الشعب جبار لن يترك أحدا يستبد به ويضحك عليه حتى وإن صبر كثيرا على ذلك.
.. لم يتعلم مما جرى مع حسنى مبارك... فهل يتعلم القادمون من دروس مبارك ومرسى؟