أعلم عزيزى القارئ الأهلاوى أنك «زعلان ومتغاظ» من تسجيل أورلاندو هدف التعادل فى مرمى الأهلى فى الثانية الأخيرة من المباراة.. أنا معاك، بس تعال نحسبها بشكل تانى: هل لو عرضوا عليك قبل أن تبدأ المباراة بأن تكون النتيجة هى التعادل الإيجابى مش كنت وافقت وانت راضى؟.. هل لو كان الأهلى هو الذى سجل هدف التعادل فى هذا التوقيت مش كنت «هتزقطط» وتتنطط من الفرحة؟ أنا عارف أن إجابتك هى نعم على السؤالين.. طيب زعلان ليه؟ ما النتيجة هى هى ومارحناش بعيد!!
لو راجعنا الموقف بهدوء سنرى أن الأهلى -حتى لو كان قد فاز- فالمطلوب منه فى مباراة الإياب هو فقط عدم تلقى أهداف، ليفوز بالبطولة، وهو نفس المطلب ذاته حتى بعد التعادل.. إذن فمن الناحية العملية والحسابية.. مافيش فرق كبير!!
قدم الأهلى مباراة تكتيكية على أعلى طراز، وأكد أنه فريق كبير يعرف تماما كيف يتعامل مع الأمور داخل الملعب بحرفية شديدة تحقق له الهدف المطلوب من المباراة.
المدير الفنى محمد يوسف تعامل مع المباراة بواقعية، واختار التشكيل المناسب (أخيرا لعب أحمد فتحى فى خط الوسط كما طالبت مرارا)، وإن كنت أرى من وجهة نظرى الشخصية أن وجود أحمد شكرى فى الناحية اليمنى كان سيكون مؤثرا أكثر من عبد الله السعيد البعيد نسبيا عن مستواه.
خطة المباراة كانت ممتازة وقامت على تكثيف وجود لاعبى الوسط (أحمد فتحى وحسام عاشور) أمام منطقة جزاء الأهلى، فكانوا بمنزلة حائط صد أول، حرم أورلاندو من فرصة بناء الهجمات المنظمة أو اختراق منطقة الجزاء، فاضطروا إلى اللجوء إلى التسديد البعيد غير المؤثر، أما تمركز المدافعين داخل الصندوق فكان أكثر من رائع من ناحية العدد والتنظيم والتغطية العكسية «حاجة تفرح بجد» ومن ورائهم شريف إكرامى الذى قدم مباراة ممتازة، أنقذ فيها أكثر من كرة خطيرة، وكان موفقا فى كل الكرات العالية، فأراح زملاءه المدافعين وزادهم ثقة، وإن كنت أحمله جزءا من مسؤولية الهدف الذى منى به مرماه، ولعل عذره هو وجود زحمة من اللاعبين أمامه لحظة تسديد الكرة، فلم يرها، وبالتالى كان تحركه متأخرا بمقدار خطوة واحدة كانت كافية حتى يلحق بالكرة.
الشق الهجومى اعتمد على انطلاقات وليد وعبد الله السعيد من الجانبين مع وجود عبد الظاهر وحيدا فى الأمام، لمحاولة خطف هدف أو على الأقل تحجيم المدافعين عن التقدم.. بينما مهمة صناعة الهجمات وضبط الإيقاع ومكمن الخطورة «وكل حاجة» فكانت من نصيب النجم الموهوب ومعشوق الجماهير محمد أبو تريكة الذى كان عند حسن الظن به وأكثر.
منذ فترة طويلة لم أر أبو تريكة وهو يبذل هذا الكم من الجهد فى مباراة (تحس إنه صغر 10 سنين)!!.. حماسه كان رائعا وهو يقاتل على كل كرة ويدخل فى التحامات مع مدافعين «مابيرحموش»!! وكان واضحا أن «الغزالة رايقة على الآخر»، وظهر ذلك جليا فى طريقة احتفاله بالهدف بطريقة جديدة تماما عليه، وهى طريقة مصارع الثيران، وهو يحيى الجمهور بالانحناءة الشهيرة.
هدف أبو تريكة الرائع كان من ضربة حرة مباشرة سددها بطريقته اللولبية فى الزاوية المستحيلة لحارس المرمى، وكأنه وضعها بيده وليس بقدمه (والله زمان يا نجم!!).
أما عن هدف الأهلى الصحيح الذى ألغاه الحكم، فأنا مضطر إلى اقتباس عبارة المرحوم المعلق علاء الحامولى التى علق بها على إلغاء هدف مشابه: «عليا الطلاق الكرة جول»!!. لى فقط مأخذان على محمد يوسف فى هذه المباراة.. الأول هو المبالغة الشديدة فى التراجع إلى الخلف مع عدم المجازفة أكثر بالهجوم، فى ظل تواضع مستوى قلبى دفاع المنافس.. الثانى هو التغيير الأخير الذى قام به بإشراك أحمد شديد بدلا من عبد الله السعيد، مما جعل شريف عبد الفضيل يصبح وحيدا فى الناحية اليمنى بلا سند، مما ساعد أورلاندو فى إحراز هدف التعادل من هذا الجانب.
أكرر ما قلته سابقا بأن أورلاندو فريق خطير خارج ملعبه، وأن المباراة الثانية ستكون أصعب بكثير من الأولى.. على الأهلى أن يركز أكثر وأن يستعد أكثر وأكثر. خلاص.. فاضل على الحلو زقة!!