بشأن إصابة مصر بمرض الإخوان: أيهما سبق الآخر.. الكلمة أم الطلقة؟ أعود إلى الوراء. فى التاريخ. نشأ فكر الإخوان فى 1928 على يد حسن البنا. يعتبره الإخوان إماماً. لا أعرف شروط الإمامة. يرى المسلمون أن الشافعى إمام. أن ابن حنبل إمام. هل يستوى «البنا» بكليهما؟ يجيب عن ذلك المختصون. نشأت الفكرة. كانت مصر تواجه الاحتلال البريطانى. يقول مؤرخون إن الفكرة تمتعت بود من الاحتلال. يقول آخرون بل دعمها ودفع مالاً لها. المؤكد أن الاحتلال لم يرفضها. لم يقف فى وجهها كما كان يفعل ضد الحركة الوطنية!!
أيهما أولاً: البيضة أم الدجاجة؟ حين نشأت الفكرة كانت مخادعة. خدعت حتى العلماء. تم الترحيب بها. كيف كان تقييم الأزهر لها وهى تنتشر بين المصريين دون رفض منه. لم يعلق. لم يناقش. لم يقيم. نازعته فكرة الإخوان فى مكانته. لم يتحرك. كان على الأزهر أن يتحرك فى وقت مبكر للغاية. لم يفعل. تركها. اخترقته. اخترقت مؤسسات دينية. اخترقت جمعيات. بدا فكر الإخوان أملس ناعماً. داهن السلطة. لم يقف ضدها بداية. انطلق إلى مرحلة جديدة. لم يلحظ الكثيرون أنه يميز بين المسلمين. يفرق بين الإخوانى وغير الإخوانى. إنه مذهب جديد. قراءة بعض نصوص حسن البنا تكشف عنصريته. الإخوانى مميز لأنه انضم للجماعة. جماعة مختارة.
كان واجبا مواجهة الفكر بالفكر. لم تحدث هذه المواجهة فى أى وقت. كان لابد أن تتصدى لها المؤسسات الدينية. مضت تسعة عقود على ذلك. لم يفت الوقت. الواجب قائم حتى اليوم. لا يسقط بالتقادم. لا يسقط بالفشل السابق. لو تمت مواجهة الفكر بالفكر لم يكن العنف قد اكتسب مكانته بين مَن يمارسونه. الفكر انتشر لأنه لم يقاوم. انتشر العنف الناتج عنه لهذا السبب. اتسع انتشار العنف لأنه تحول إلى ثأر. الدولة المصرية فى عصور مختلفة تعاملت مع فكر العنف بالسلاح. هذه طريقة. ليست الطريقة الوحيدة. ليست الناجعة. كان لابد إلى جانب الطلقة والسجن أن يتم تطهير العقول. علق بالفكر فى مصر شوائب كثيرة من الإخوان.
ذهب الإخوان إلى العنف مرات. فعلوا ذلك فى نهاية الأربعينيات. أسسوا تنظيما خاصا مسلحا. قتلوا المصريين. حاولوا التغطية على ذلك بأعمال ضد غيرهم. لن يمحو التاريخ أنهم قتلوا النقراشى باشا. قتلوا القاضى الخازندار. حاولوا قتل جمال عبدالناصر. بعد قليل من وقت يحاول الإخوان القول إنهم ضحايا. قتلوا لأنه تم اضطهادهم. دورة متكررة مرات كثيرة. ما يمنحهم الفرصة لتكرار ذلك أنهم لا يواجهون حربا عقلية. استمروا سنوات يقنعون الناس بأنهم ضد الإرهاب. الآن تبينت حقيقتهم من جديد. إرهاب تام. تعطيل دائم. يريدون هدم الدولة. يقفون ضد استقرار مصر.
يحاول الإخوان الإيحاء بأن هذا رد فعل. الإجراءات الأمنية مطلوبة. لابد لسلطات الدولة أن تقوم بدورها. أن تحمى المصريين من القتل. أن تحمى الجامعات من تدمير طلاب ينفذون تعليمات الجماعة لا يطلبون العلم. أن تواجه ما يحدث فى سيناء. لكن الفكر لابد أن يظهر الآن. الأزهر لابد أن يتدخل. أن يستعيد زمام أمور فقدها من عقود. أن يواجه التشويه الحادث للفكر الدينى. لن تستمر المواجهة الأمنية للأبد. أتعجب أين يختفى الشيوخ. أين الإمام الأكبر مما يحدث؟