الشعب المصرى على مدار تاريخه متهم بأنه يعشق حكم الفراعنة وعندما لا يجد فرعونًا يحكمه يبحث ويبذل قصارى جهده لخلق فرعون جديد حتى يقوم بواجباته الفرعونية تجاهه، ولا يمكن لأحد بأى حال من الأحوال أن ينكر قيمة الزعامة وقيمة القوة فى الزعامة، ولكن فى أكثر الأحوال يصبح الفرعون وحشًا فاشيًّا يحكم بلا ضوابط وفى النهاية تجد الأوطان تذهب إلى الجحيم، وإذا كان للفراعنة تاريخ طويل فى الحكم القوى، وكان ذلك من آلاف السنين وزعماء تغيروا وأيضا الفراعنة تغيروا وأكبر تاريخ حديث يدل على التغيير تلك الملايين العظيمة الثائرة التى خرجت فى شوارع القاهرة فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو ليسقطوا فكرة فَرعنة الحكم وليكتبوا شهادة جديدة للعالم أجمع وليس لمصر فقط شهادة تؤكد أن الحكم للشعب وعلى أى حاكم أيًّا كان لا بد أن يحتكم إلى صوت الشعب وهديره لا إلى صوته ولأعوانه.. الملايين قالت ذلك، ولكن كالعادة لأن حظنا قليل كانت ثورة يناير لا تمتلك زعيما ولكن حجّمتها كثرة زعمائها وبالذات من الجيل الجديد الذين ظنوا أنهم ملكوا القرار لكنهم فى النهاية اكتشفوا أنهم لا يملكون شيئا وخرج علينا الإخوان المسلمون ليمتلكوا كل شىء وليحتلوا هذا البلد العظيم بإمكانياته الهائلة وتاريخه الحافل لمدة سنة ليفعلوا كل ما فى وسعهم لاحتلال هذا البلد، وتمكين التنظيم الفاشى للإخوان المسلمين ليتحكم فى مصر. وخرجت الملايين مرة أخرى لتسحلهم فى الشوارع وتؤكد لهم أننا لا يمكن أن نعود إلى الماضى ولا بد أن تكون وجهتنا إلى الأمام. فى 30 يونيو اجتمع الجميع شعبا ودولة ومؤسسات وجيشا وشرطة الكل اجتمع على أن يمحى تلك السَنة اللعينة التى احتل فيها الإخوان المسلمون مصر، وجاء الجيش مرة أخرى ليؤكد أنه ملك لهذا الشعب وليس لأى سلطان أو نظام وسوف يكتب التاريخ للفريق السيسى ولزملائه الأحرار أنهم أنقذوا البلد من قبضة الإخوان المسلمين ولا أحد يقدر أن ينكر ذلك، ومع بروز التيار المسمَّى بالتيار الثالث الذى أسميه أنا الراعى لإرهاب الإخوان المسلمين ليشكك فى الجيش وفى 30 يونيو تحت مزاعم أقل ما توصف بها أنها مزاعم باطلة، وعلينا جميعا أن نتكاتف لنبطل مزاعمه ونثبت للعالم أن الثورة العظيمة التى قام بها شعبنا العظيم فى 30 يونيو وساندها جيش عظيم لا يمكن لأحد أن يصف تلك الثورة بأنها انقلاب لأنه لولا وقوف الملايين من شعب مصر هذه الوقفة ما كان يمكن أن تحدث الثورة وكان لا بد أن يساندها هذا الجيش العظيم بتركيبته الاجتماعية التى تنتمى إلى جذور الأمة المصرية. لكننا الآن نضع للتيار الثالث مادة عظيمة للتشكيك بثورتنا المجيدة فى 30 يونيو، وهى مادة نفاق الفريق السيسى التى يتزعمها البعض بصورة فجّة تجعلنا فعلا نتهمهم بأنهم يمهدون لصناعة فرعون آخر مع أن الرجل لا يحمل أى سمات فرعونية فى الحكم. فعندما تخرج علينا جماعة تطلق على نفسها حركة «رد الجميل» وتحصل على توقيعات لترشيح الفريق السيسى لرئاسة الجمهورية أولا نريد أن نتساءل يعنى إيه رد الجميل؟ يعنى أن الفريق السيسى عمل جميل لمصر وإحنا هانحاول ننتخبه رئيسا للجمهورية كرد للجميل؟! هذه مغالطة كبرى لا يوجد أحد على أرض مصر نقدِر أن نقول إن له جميلا على مصر ليس لأحد جميل على هذا البلد وأولهم الفريق السيسى، مصر جميلها على الجميع وأولهم الفريق السيسى، وأنا أعلم جيدا أن الرجل يعلم ذلك جيدا ويقدِّره ويقوله فى كل دقيقة يقف فيها أمام الجماهير، لكن ماذا نفعل فى النفاق ورجاله ونسائه.. عندما يخرج علينا برنامج ساخر بإحدى الفضائيات يسخر من الجميع بمن فيهم الفريق السيسى باعتباره يمارس عملا سياسيا من 30 يونيو يجرى المنافقون على المحاكم ليرفعوا القضايا على مقدم البرنامج ولا أعرف ولا يعرف أحد من المستفيد فى وقف برنامج ساخر إلا الطرف الثالث الذى نقدم له هدية أن الفريق السيسى رجل ديكتاتور وحكايات حكم العسكر السخيفة.
عندما تقف فنانة مثل إلهام شاهين وتقول أنا مفجرة ثورة يونيو وتقدِّم المديح الفج للفريق السيسى هل فعلا إلهام شاهين مفجرة ثورة يونيو؟ وهل الفريق السيسى يحتاج إلى إشادتها به؟ وعندما تقف المرأة غادة عبد الرازق لتهاجم باسم يوسف وتزعم أنه يوجه فى برنامجه إيحاءات جنسية مع أن غادة عبد الرازق عن الإيحاءات الجنسية أعمالها شاهدة عليها، وبالمرة تنافق الفريق السيسى. إننى أرى أن الفنانين فى مصر عليهم أن يلتزموا الصمت هذه الأيام بعض الوقت حتى نخرج مما نحن فيه، إن نفاق الفنانين للفريق السيسى يشوِّه صورة الفريق السيسى لا يعززها وأنا أعذرهم بعض الشىء لأنهم تصوروا أن حكم الإخوان الذى ملكنا سنة كان يمكن أن يذهب بالفن إلى طريق مسدود، واليوم الدنيا تغيرت ولكن لن يرتفع السيسى بآراء الفنانين ولا بنافقهم الفج، ولن يرتفع ببكاء محمد فؤاد وإلا ماذا تقولون لى عن مسرحية عنوانها «قد الدنيا» أليس هذا نفاقا ما بعده نفاق على الفنانين أن يهدؤوا قليلا ويتركوا الرجل فى حالة حتى لا نكون عرضة للأسف لبعض الناشطين والمثقفين بالتوازى مع الإسلاميين ليؤكدوا أننا قادمون إلى فرعون آخر من ضمن فراعين مصر. إننى أريد أن يشاهد الناس فى مصر محطة مترو شبرا الخيمة والكوبرى المؤدى إليها وكيف تحول الكوبرى الحديدى إلى سوق عشوائية به كل البضائع والحامى لهذه السوق العشوائية هو فقط أغنية تسلم الأيادى كل شخص يريد أن ينتهك القانون من العامة الآن فى مصر يفعل فعلته ويرفع صورة الفريق السيسى وبجواره سماعات تشدو «تسلم الأيادى». هذا خطأ فادح بدأه الفنانون ووصل إلى العامة فى الشوارع اتركوا الرجل فى حاله حتى يمكن له أن يصل ونصل معه إلى آمال مصر الحقيقية ولا نشمت فينا الطرف الثالث أو جمعية رعاية إرهاب الإسلاميين.