القاهرة - نورهان صلاح
عرضت قناة "الجزيرة مباشر مصر"، مقاطع فيديو لآثار الحريق الهائل، الذي شب بمنازل أهالي قرية "العتامنة"، بمحافظة سوهاج، عقب إقتحام قوات الجيش والشرطة منذ أيام، ويروي أهالي القرية ملابسات الحريق، وأسباب إقتحام الشرطة للقرية.
الجدير بالذكر أن تعود بداية الأحداث إلى ظهر يوم الأربعاء، الموافق 14 أغسطس الماضى، وتحديداً بالتزامن مع فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، حيث احتشد المئات من أهالى القرية ذوو الأغلبية المؤيدة للرئيس المعزول، فى مسيرة ضخمة تطوف أرجاء القرية، وبمجرد وصول المسيرة لنقطة الشرطة الموجودة وسط القرية، قام المشاركون فيها بإخراج الضابط المسئول وجنوده، بعد تجريدهم من سلاحهم، بالاستيلاء عليه، ثم أشعلوا النيران فى محتوياتها، بالإضافة إلى ثلاث سيارات تابعة للشرطة كانت توجد بالقرب من النقطة.
ويتحدث أحد أبناء القرية عن الأوضاع القائمة فيقول "60% من سكان القرية من أنصار التيار الإسلامى، وأغلبهم من عائلة العواضى"، موضحاً أن القرية تضم العديد من التيارات الإسلامية المختلفة، خصوصاً الجماعة الإسلامية والإخوان، يضاف إليهم المتعاطفون معهم من أهالى القرية، بسبب العداء القديم بين أهالى القرية والأجهزة الأمنية.
وتابع: تحرك أحد أبرز المتهمين باقتحام نقطة شرطة العتامنة على الطريق العمومى بصفة شبه يومية أثناء عودته من عمله، وقامت على أثرها قوات الشرطة بمراقبته، ويواصل قائلا إن الشرطة تمكنت من إلقاء القبض على المتهم أثناء عودته من عمله، وهو يدعى عزازى عبدالعواض 44 عاماً، يعمل موظفاً بمستودع "أولاد إلياس" أثناء استقلاله دراجته النارية، وتم ضبطه واقتياده إلى مركز شرطة طما.
يستكمل القصة إنه شاهد بعينه ما حدث، مؤكداً أنها كانت بداية التصعيد والتوتر بين قوات الأمن وعائلة العواض "بمجرد علم أشقاء عواض وأبناء عمومته بالقبض عليه طالبوا قسم شرطة طما بالإفراج عن شقيقهم، مؤكدين لهم أن الرد سوف يكون قاسياً، مرت الساعات المصحوبة بالحذر والتوتر، تبعتها ساعات الليل، وانتظار عائلة العواض لتنفذ وعدها فى صباح اليوم التالى، قرص الشمس يحتل مكانه فى كبد السماء، يتسلل عدد من العناصر المسلحة على الطريق العمومى "سوهاج - أسيوط"، فى انتظار هدفهم الذى حددوه مسبقاً، دقائق تمر وتظهر من بعيد سيارة "مكتب بريد طما" محملة بالمرتبات والمعاشات، تسير خلفها سيارة شرطة بهدف تأمينها، يصوب المسلحون أسلحتهم تجاهها، على طلقات الرصاص المتواصلة والتى تنطلق من أسلحتهم الآلية تجاه سيارة الشرطة يتم قتل أمين شرطة يدعى حمدى أحمد من قرية المدمر، التى تبعد عن العتامنة بـ 10 كيلو مترات، ويصاب أمين شرطة آخر يدعى عبدالحميد محمد على، من مركز طما. إثر الهجوم فى صباح اليوم التالى، حملة مكبرة من قوات الأمن بالمحافظة، تقوم بمحاصرة القرية منذ صباح الأحد الماضى، لا تزال عملية تمشيط شوارع القرية مستمرة حتى الآن.
وتابع: أنه فور وصول قوات الشرطة، استقبلها المسلحون من أهالى القرية بإطلاق النار من فوق المنازل، تبادلت قوات الشرطة معهم إطلاق النار، واستخدمت بعض الطلقات الحارقة، والتى نتج عنها اشتعال النيران فى بعض المنازل الخاصة بكل من حشمت عبدالعواض، وعلى إسماعيل حسن الأطرش، ومحمد عبدالعواض، وألهم عبدالعواض، ومحمود عبدالعواض، وعز الدين، ومحمد، وكمال، وأحمد، وطلعت مصطفى عبدالعواض، وعبده بكر، والحسينى فكرى السمان وجميعهم من المطلوبين أمنياً.
وتمكنت قوات الشرطة من قتل أحدهم، الذى كان يطلق النار متخفياً فى حدائق الموالح، مما دفع قوات الأمن إلى التعامل معهم، وقتل أحدهم ويدعى "محمد مصطفى عبدالعواض"، والذى تعتبره مديرية الأمن "لمتهم الرئيسى" فى مقتل أمين الشرطة، وتمكنت قوات الشرطة من السيطرة على القرية، بينما ما زالت منطقة الجزيرة تحتاج إلى عملية تمشيط سوف تتم خلال الأيام القادمة، كما أكد الرائد أحمد سمير، مدير مكتب المعلومات والعلاقات العامة بمديرية أمن سوهاج، أن الحملة سوف تستمر أسبوعاً كاملاً بالقرية، لضبط الوضع الأمنى وإلقاء القبض على المطلوبين أمنياً والخارجين عن القانون.