ما تفسيرك لابتسامة عصام العريان العريضة، أثناء عملية القبض عليه؟.. التفسير الوحيد أنه ماعندهوش دم.. كأنه يقول لقوة الضبط: يا ولاد الإيه؟.. لم يكن يتصور «العريان» أنه سوف يسقط فى قبضة الأمن.. لم يكن يخطر على باله هذه اللحظة، رغم أنه لا يخرج، ولا يفتح الشباك، ولا يستخدم موبايله.. تصور أنه سوف يختبئ أبد الدهر.. تخيل أنه سيبقى حتى يدير المظاهرات أثناء محاكمة القرداتى!
منذ أيام كتبت مقالاً بعنوان: أين أنت يا «عريان»؟.. قلت فيه: «من حقنا أن نسأل الآن: أين عصام العريان؟.. إياكم أن تتصوروا أننا نسينا؟.. إياكم أن تعتقدوا أننا يمكن أن ننسى.. هل يوجد «مصرى» لا يذكر دعوات العريان للتخريب؟.. هل يوجد أحد لا يتمنى سقوطه فوراً؟.. هل يعقل ألا يعثر له الأمن على أثر؟.. خشيت أن تنتهى فترة الحظر قبل سقوطه.. قلت يستحق «جائزة التخفى» عن جدارة!
ذكرتنى ابتسامة «العريان» بما كتبته.. «العريان» يشعر بأنه انتصر على الأجهزة الأمنية.. 120 يوماً ومازال هارباً.. لا هرب إلى الجبل كما قلت، ولا هرب إلا الواحات، كما دلت التحريات.. إنه طبق فكرة الاختباء خلف قسم البوليس.. ريا وسكينة كانتا تختبئان خلف قسم البوليس.. آخر مكان تفكر فيه الشرطة.. «بديع» كان فى محيط رابعة.. «الشاطر» خرج من بيته.. «العريان» كان فى التجمع الخامس!
الآن أقول إن التحية واجبة للعيون الساهرة.. التحية واجبة للشرطة، التى استردت هيبتها وكرامتها.. كنت أخشى أن تستسلم الشرطة للهزيمة.. كنت أخشى ألا يظهر «العريان» وشركاه، بعد رفع حالتى الطوارئ والحظر.. قلت هناك راع رسمى لعملية الاختفاء.. الراعى الرسمى تبين أنه مهندس إخوانى، يمتلك عمارة فى التجمع الخامس.. تستر على جريمة.. ارتكب جريمة إيواء هارب من العدالة(!).
لا أستبعد أن تؤثر هذه الضربة القاصمة على تحركات الإخوان مستقبلاً، خاصة قبل أيام من محاكمة الرئيس المعزول.. بالتأكيد سقوط «العريان» سقوط لواحد من أخطر قيادات العصابة.. بالتأكيد شعر بها المرشد والشاطر فى محبسيهما.. بقاء «العريان» حراً طليقاً كان يعطى الأمل لإنجازات على الأرض.. الآن انتهى الحلم، المظاهرات ربما لا تنتهى.. ما حدث فى جامعة الأزهر، أمس، نموذج واضح جداً!
سقوط عصام العريان يعطى دفعة معنوية لقوات الأمن.. يشجع أيضاً على ملاحقة طارق الزمر، وعاصم عبدالماجد.. يساعد فى عملية استقرار البلاد.. يعيد الثقة من جديد فى جهاز الشرطة.. ربما كان ذلك ما جعل «العريان» يبتسم.. كأنه لا يصدق.. أبدى دهشته لأن الأمن توصل لمكانه، فى صحراء القاهرة الجديدة.. أسرعت بمشاهدة صوره.. لم يصبغ شعره، ولم يشرب «كابى».. حرموه عقاباً له!
سابقاً قلت إن هروب العريان وعبدالماجد والزمر يسىء لسمعة الأمن.. الآن أقول إن ضبطه نجاح جديد، يُضاف إلى نجاحات مشهودة.. النقد لا يعنى الانتقام، شريطة أن يكون موضوعياً، وأن يكون لوجه الوطن.. الآن يمكن أن يمثل «القرداتى» أمام المحكمة بأقل متاعب.. فقط نريد إجراءات صارمة أكثر(!).