غُرف سجناء الإخوان بحالة جيدة جداً، كل غرفة تحتوى سريراً واحداً وثلاجة ومروحة ومرحاضاً وطعاماً «ملكياً» من خارج أسوار السجن، وتليفزيوناً يبث القنوات الأرضية فقط.. إدارة السجن تسمح بدخول الصحف للسجناء لقراءتها (من تقرير وفد المجلس القومى لحقوق الإنسان).
قطع الوفد الحقوقى السباعى (من 7 نشطاء أجلاء) قول كل خطيب إخوانى ملفق فى «الجزيرة» القطرية يتحدث عن قيادات الإخوان المعذبين فى السجون المصرية، فى السجن والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه، باعتبار السجن من المكاره، كل غرفة فيها ثلاجة ومروحة وحمام وتليفزيون وصحف سيّارة وطعام ملكى، من خارج السجن، طبيخ إيديا وحياة عينيا، ربنا ما يكتبها على حد، والله لو السجن جنة، السجن سجن ولو فندق خمس نجوم.
مهم للغاية إطلاع شباب الإخوان على الحالة التى يبيت عليها مساجين الجماعة من جهة حقوقية محايدة تضم وجهاً إخوانياً موثوقاًَ هو الأخ محمد عبدالقدوس، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، محمد عادة لا يكذب (محل ثقة) ولكنه يتجمل (مجامل إجمالاً)، ونحن نصدقه (جماعة الصحفيين)، بقى أن يصدقه إخوانه المحتقنون، الخلاصة حالة مساجين الجماعة جيدة، الطعام ملكى، الصحف متوفرة، الثلاجة موجودة، والمروحة شغالة صيفاً وشتاء، فقط يطلبون زيادة ساعات التريض، أى الرياضة، لهم نفس يتريضوا، ومدة الزيارة تزيد على 45 دقيقة، لوصل ما انقطع، وحتى تكون هناك مدة كافية لإيصال التعليمات والتكليفات والخطط لبقايا التنظيم التى تعمل على الأرض فى المظاهرات والمسيرات وقطع الطرق والتفجيرات، وقتل الأبرياء فى الكنائس والكمائن!!
طلباتهم أوامر، المهم أن الجماعة بخير وفى صحة جيدة، ويتريضون ويقرأون الصحف، ويشاهدون التليفزيون الأرضى، أعتقد أن الأخيرة هى لُب الشكوى، مشاهدة التليفزيون الأرضى هى العذاب بعينه، عذاب السجن فى كومة وعذاب التليفزيون المصرى فى كومة، عاوز تعذب واحد إخوانى اربطه فى السرير وشغَّل التليفزيون المصرى، بعضهم تاب وأناب عن المشاهدة، مشاهدة التليفزيون المصرى وحدها عقوبة، لازم إدارة السجن تشترك باسم الإخوان فى باقة «الجزيرة»، أىّ باقة، حتى الباقة الرياضية، على الأقل الجزيرة مباشر مصر، الحياة بدون الجزيرة سجن، ما بالك بالسجن بدون الجزيرة، وبالتليفزيون المصرى، سوط عذاب. تخيل مساجين الإخوان كلما ولّوا وجوههم شطره تصفعهم «تسلم الأيادى»، قناة أولى، ثانية، ثالثة، حتى قناة جنوب الصعيد، «تسلم الأيادى» بالنوبى، معلوم قليل البخت إخوانياً يطلع له السيسى فى التليفزيون المصرى، «تسلم الأيادى» مقررة على التليفزيون المصرى على رأس الساعة، عقوبة لا إنسانية لمساجين الجماعة على أنغام «تسلم الأيادى»، عذاب مقيم.
بعض قادة الجماعة ألقى بالتليفزيون فى الحوش، ولكن «تسلم الأيادى» شغالة لاتزال فى عنابر الجنائيين ويصلهم صوت المطرب حكيم، يتعذبون، بعضهم يفضل مشاهدة الثلاجة على التليفزيون، التبريد أحسن من التسخين، نفر منهم يشكو إدارة السجن من البث المركزى لـ«تسلم الأيادى»، الغريب أن مساجين الجماعة إذا سمعوا مصادفة «تسلم الأيادى» يستعيذون بالله العظيم من الشيطان الرجيم، ويحسبنون على السيسى، يجددون الوضوء.
الطريف أن بعضهم ولّف على الأغنية، صارت طقساً، بات يرددها على الطريقة الإخوانية «تتشل الأيادى»، ويقال إن مرشد الغبرة محمد بديع ضُبط متلبساً بدندنة «تسلم الأيادى» بصوته الرخيم، باعتباره منشداً قديماً كان يحيى الليالى الإخوانية، ثم يعقبها مبتهلاً بأنشودة السجن، أنشودة إخوانية مشهورة، يقول مطلعها: «هتفرج هتفرج بإذن الإله.. ونخرج ونسعد بنور الحياة»، ثم يخاطب خيرت الشاطر تحديداً: «يا قاعد لوحدك وكلك هموم.. يا ساهر فى ليلك تعد النجوم.. ما تطرد شيطانك وحارب هواه»، ويستحضر صورة ضحيته المعزول مرسى العياط ويخاطبه: «عيالك وأهلك فى رحمة كريم.. هو المدبر وهو الرحيم.. وأمرك بإيده وهو فى علاه»، فيؤمّن من ورائه إخوانه المساجين دون تردد «هتفرج هتفرج بإذن الإله.. ونخرج ونسعد بنور الحياة».. يرد عنبر الجنائيين فى نفس واحد: «تسلم الأيادى».