
حدث هذا من عبد الوهاب عندما قدم بلاغا ضد والد نجاة محمد حسني بقسم الأزبكية عام 1949 وذلك لمنعها من الغناء في الحفلات والملاهي الليلية وهي ما زالت لم تتعد العاشرة من عمرها.
بداية هذا الموقف عندما شدت نجاة بأغنية (سلوا قلبي) لكوكب الشرق (أم كلثوم) وغنتها بأسلوب نال إعجاب واندهاش كل من سمعه ..وفي اليوم التالي أفرد الكاتب الصحفي فكري أباظة مقالا كبيرا في مجلة (المصور) للحديث عن هذه الموهبة الفذة وعن تلك العبقرية الصغيرة ..كتب المقال تحت عنوان (مطربة يجب ان تستولي عليها الحكومة) وأسهب في وصف وتحليل موهبتها مشيرا إلى أنه لابد من التنقيب عن مثل هذه المواهب والحفاظ عليها حتي لا تضيع هذه الجواهر وسط الإهمال وتكون عرضة للاستغلال.
وقرأ عبد الوهاب مقالة صديقه ورفيق دربه ...وانفعل بها ما جعله يقرر فورا مقابلة والد (نجاة) كي يقنعه بضرورة ثقل هذه الموهبة وتعليمها أصول الموسيقي ومبادئ الغناء والطرب السليم وطلب منه أيضًا عدم السماح لها بالغناء في الحفلات والملاهي إلا بعد نضوج موهبتها وتجاوزها فترة المراهقة ..وهو ما رفضه والدها في البداية حيث إنه كان يعتمد عليها بشكل أساسي في مساعدته في مصاريف العائلة إلا أنه امتثل للامر بعد تصميم عبد الوهاب على تقديم بلاغ ضده.
وكان لغناء نجاة في سن صغيرة الفضل في لفت أنظار المنتجين اليها فقد أسند إليها دور صغير في فيلم (هدية) عام 1947 مع عزيزة أمير.. وتم وضع اسمها لأول مرة علي أفيش الفيلم لذلك كان لابد من التمييز بينها وبين الفنانة نجاة علي ..فكان اختيار اسم (نجاة الصغيرة) ليطلق عليها حتى الآن.
استمرت نجاة خلال تلك الفترة في ترديد أغاني أم كلثوم.. ولم تكن قد تميزت بطابع خاص بها إلا أنها استطاعت الخروج من تلك المرحلة في منتصف الخمسينيات حين أدت بعض الأغنيات القصيرة مثل (أسهر وانشغل أنا).. (كل ده كان ليه) وكانت هذه الأغاني من تلحين عبدالوهاب.
لم تضف السينما الكثير إلى المطربة نجاة الصغيرة فقد مثلت 11 عملا نجحت نجاحًا مبهرًا فيها كمطربة.. ولم يعلق الجمهور أو يتطرق إلى أدائها كممثلة.. وكان من أشهر هذه الأفلام (الشموع السوداء) مع الراحل صالح سليم.. (7 أيام في الجنة) مع حسن يوسف و( شاطئ المرح) مع يوسف فخر الدين ...وأخيرًا فيلم (جفت الدموع) مع الفنان محمود ياسين عام .1975