ما بين خدْش الحياء واستشعار الحرج لا ينقص المجتمع حاليا إلا أن يربى شَعر صدره ويقدم أغنيات عاطفية، ونزرع صينية ميدان التحرير بزهور «الليلك» العملاقة أو «الأقحوان البنفسجية» مع صوص المحار اللذيذ وسلطة تتهنى بيه إنت والأسرة، ونسمح للمواطنين باستقلال الأوتوبيس النهرى مجانًا فى عيد الحب، ونشترى أصوات الناخبين بالجيل والبرفان، بدلا من السكر والزيت، إنتوا مش عارفين أن انتوا نور عينينا ولّا إيه؟
صباحك خريفى معتدل..
ارتفعت أسعار البسلة فقرر أبو تريكة أن يخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، كان هذا هو الموجز، وإليك موجز أكثر منه.
ارتفع سعر البسلة لأكثر من عشرة جنيهات، فأعلنت قيادات حكومية رفضها الـ50 ألف جنيه حدًّا أقصى للرواتب حسب تصريح رئيس هيئة التنظيم والإدارة، فما كان من السلعوة إلا أن خرجت من مكمنها وطاحت فى أهل المنيا فعقرت العشرات، فهج مئات المصريين إلى ليبيا فى هجرة غير شرعية عبر دروب الصحراء، فكانت النتيجة أننا فقدنا أكثر من مئة مواطن ضلوا الطريق، تم العثور على جثة واحد منهم وما زال البحث عن الباقين مستمرًّا، والبحث مستمر أيضا عن أطفال الشوارع الذين اختفوا فى الشهور الماضية بنسبة أثارت المجلس القومى للأمومة والطفولة وفسرها المسؤول بأن هؤلاء الأطفال لم يعودوا يشعرون بالأمن فى الشارع فعاد معظمهم طواعية إلى أسرهم فى المحافظات الأخرى، ولعلها الميزة الوحيدة فى حالة الانفلات الأمنى التى نعيشها، فالعودة إلى حضن الأهل أفضل من الانفصال، يكفيك أن تعرف المأساة التى تعيشها شركة (هاينز) الشهيرة للكاتشب بعد أن انفصلت عنها إدارة (ماكدونالدز) وأوقفت التعامل معها، لأن الأولى عيّنت نائبا لرئيس مجلس الإدارة كان مديرا فى شركة (برجر كينج)، الحياة صعبة، والناس بقت حساسة، عندك «تايوان» مثلا فرضت غرامة على شركة «سامسونج» لأنها شوهت سمعة المنتج التايوانى الشهير «htc» فى تقارير منافسة مفبركة، لكن هذا الصراع لن يهز أبدا (تويتر) الذى يأكل على كل الموائد، لدرجة أنه ينتظر مكسبا 1.4 مليار دولار عند عرض أسهمه فى البورصة هذا الشهر، هذا المبلغ طبعا لن يتسفيد منه رواد «تويتر» مثل مصطفى لبيب الذى كتب: «فيه ناس ع الحلوة معاك.. وع المرة ربنا معاك» أو رامى محسن الذى كتب: «لازم نوضع حد للأمهات اللى بتستخدم الكلوتات القديمة فوط مطبخ».
«تويتر الذى يستخدمه الواحد لقتل الوقت فى أثناء وجوده على مقعد القيادة فى الحمام أصبح منجم ذهب لصاحبه، لكن الأمور قد تسوء فقد أعلنت شركة «سينتى» اليابانية عن أنها ستطرح فى السوق قريبا «موبايل» ينقل الروائح، وهكذا سيصعب استخدام «تويتر» فى الحمام، الأمر الذى سيقلص حجم استخدامه إلى ما لا يزيد على 3%، وهى نفس نسبة الإشغالات الفندقية فى مصر حاليا. ولا أعرف هل هذا له علاقة بتصريح العم أحمد فؤاد نجم فى مهرجان إسكندرية: «اللى هاييجى على مصر هيتكسح» أم لا؟
العم نجم طبعًا كان يقصد اللى هاييجى على مصر بالظلم مش اللى هاييجى طيران، لكنك لا تضمن أمور الترجمة.. تبًّا لك أنت عارف اللى فيها، ستقول لى «عارف.. مصر بتغرق»، أقول لك انظر لأم النصف المليان من رأس كاتب المقال، فشركة «سونى» أعلنت أنها ستطرح فى مصر قبل نهاية العام «موبايل» مقاوم للماء، يعنى ربنا بيقطع من هنا ويوصل من هنا.
عندك مثلا العالمى أبو تريكة الذى أعلن نيته اعتزال الكرة سينقطع رزقه من الملاعب، لكنه سيُوصل فى ملاعب أخرى حسب جريدة «المصريون» التى أعلنت أنه سيخوض الانتخابات البرلمانية القادمة.. هاتوحشْنا البسلة.