«لن تقوم حياة سياسية إذا كان الأمن مضطربا»..
.. هكذا قال حازم الببلاوى رئيس الوزراء.. وهو كلام صحيح.
.. لكن هل استعادت حكومة الببلاوى الأمن فى البلاد؟!
.. وهل عادت الشرطة إلى سابق عهدها ووجودها فى الشارع لاستعادة الأمن مرة أخرى؟
.. فحتى الآن لم تتم استعادة الأمن فى الشارع.
.. ولم يتم استغلال الموقف الشعبى المساند للشرطة والتى أعادت الثقة إليها مرة أخرى بعد أن انعدمت الثقة تماما بين الشعب والشرطة فى ثورة 25 يناير.. والتى كانت الشرطة تعمل فى خدمة النظام ضد الشعب.. واستغنت عن شعارها «الشرطة فى خدمة الشعب».. وتحولت على يد حبيب العادلى إلى خدمة مبارك وأسرته بل ولخدمة توريث جمال مبارك من أجل حكم الشعب.
.. ومن هنا كان موقف الشرطة من أحداث ثورة 25 يناير ضد الشعب.
.. واعتمدت الشرطة على ذلك فى فقدها الثقة بالشعب الذى لم يكن يثق بها أيضا.. وخصوصا بعد مشاركتهم فى قتل المتظاهرين السلميين.. واستخدام العنف فى كل أحداث الثورة وفى أثنائها وبعدها فى أحداث «محمد محمود» و«مجلس الوزراء» و«العباسية».
.. فى نفس الوقت الذى ساعدت الشرطة فى زيادة الانفلات الأمنى.
.. وزادت أعمال البلطجة.
.. وزادت عمليات السرقة.
.. وأصبح السلاح فى كل يد.
.. وغابت الشرطة تماما عن الشارع.
.. حتى رجل المرور اختفى.
.. ورغم محاولة الحكومات تدليع الشرطة وزيادة مرتباتهم.. فإنهم لم ينزلوا إلى الشارع.. وتعوّدوا على الكسل وعمل الموظفين.
.. وتركوا الناس يُخلّصون أمورهم مع بعض.
.. فأصبح الأمن غائبا.
.. وهو ما انعكس تماما على جميع الأمور الحياتية.
.. فالسياحة أصبحت صفرا.. فكيف يأمن سائح على حياته فى بلد لا يوجد فيها أمن.. والسلاح فى أيدى كل من هب ودب.
.. والاستثمار غاب هو الآخر.. فكيف يأتى مستثمر فى غياب الأمن.
.. لكن جاءت الفرصة مع أحداث ثورة 30 يونيو لاستعادة الثقة المتبادلة بين الشعب والشرطة بعد التضامن الكامل بينهم وانحياز الداخلية تماما مع الجيش إلى الشعب.
.. وعادت الثقة -فرضا- ورحب الشعب بشرطته.
.. وفوض الشعب الشرطة والجيش لمكافحة الإرهاب الذى تبنته جماعة الإخوان بعد عزل مندوبها فى الرئاسة، والذين أرادوا هدم الدولة ومؤسساتها وأجهزتها بما فيها الشرطة، والتى استطاعت الجماعة أن تسيطر على بعض قياداتها.. وأصبح لها خلايا نائمة فيها فضلا عن التخلص من كثير من المعلومات الخاصة بقيادات التنظيم التى كانت لدى جهاز الداخلية.. وأيضا المعلومات الخاصة بالقيادات المتطرفة والإرهابية المتحالفة مع الجماعة.
.. لكن رغم ذلك ما زال الأمن مضطربا.
.. ولم تستعِد الشرطة قوتها.
.. ولم تستطع حتى تنظيم المرور.
فما بالكم بمواجهة الإرهاب وجماعة سيطرت على مؤسسات الدولة فى زمن قياسى.. وخرجت بثورة فى زمن قياسى أيضا، إلا أنها تقاوم وتحاول أن تستغل الضعف الأمنى فى تعطيل الحياة.. وصنع اضطراب سياسى.. ووقف خريطة المستقبل التى يريدها الشعب.
.. ولم تستغل الشرطة قانون الطوارئ المفروض وحظر التجوال فى استعادة الأمن.. وإعادة روح الثقة بين المواطنين.. وكأنه لم يكن هناك شىء أو طوارئ أو حظر.
.. فما زال السلاح فى أيدى الجميع.
.. وما زال البلطجية مسيطرين!
.. وهناك شوارع وميادين محتلة من قبل بلطجية!
.. فأين الأمن يا بتوع الأمن؟
.. وأين الأمن يا بتوع الحكومة؟
.. وأين الأمن يا ببلاوى؟