الشاطر عبد الفتاح لن أموت أبداً دفاعاً عن قناعاتي، فقد أكون مخطئاً. الفيلسوف البريطاني برتراند راسل. حجبت الاحدات المتﻻحقه التي تعيشها مصر منذ 30 يونيو الماضي وحتي الان وما نتج عنها من حصاد يومي دامي يستنزف الجسد المصري بغزاره مريعه دون استثناء الانظار عن جوهر الصراع الدائر في مصر اﻻن، وانه ليس كما يراد ان يصوره البعض بناءآ علي ما يطلبه المزايدين من الجانبين في تبسيط ساذج . صراع بين فسطاط الحق وفسطاط الباطل ،او حمله علمانيه شعواء علي الاسﻻم واهله ،او حرب وطنيه ضد اﻻرهاب اﻻسود ؛ او حتي احياء لخصومه ثأريه قديمه بين جماعه الاخوان والجيش المصري. في ظني وليس كل الظن اثم . انه ثمة صراع سياسي حامي الوطيس بين رجلين من طراز خاص علي السلطه لديهما احﻻم ابعد من الثريا وجرأة طموح ربما تدفع باحدهما الي غياهب المجهول . لقد اسرف الرجلين في متعه القياده من الخلف وتحريك اﻻشخاص واﻻحداث كعرائس الماريونيت الا ان الاقدار وجسامه اﻻحداث باغتهما و اجبرتهما علي الخروج من الجب وتصدر الواجهه في لحظه استثنائيه بكل ما تعنيه الكلمه ، فهو لقاء السحاب بين كاسباروف وكاربوف ولكن للاسف علي رقعه الوطن . التصادم كان حتمي ومتوقع لكل ذو بصر وبصيره فﻻ مجال للتعايش او المصالحه بسبب الاتجاه المعاكس للرؤيتين .ليس من فضائل الشخصيه المصريه التقييم الوضوعي للافكار و
اﻻشخاص لذلك فقد ظلمت المﻻمح المتجهمه للشاطر سيرته ودوره المميز الذي جعل مجله فورين بوليسي تختاره ضمن اهم 100 شخصيه عالميه2011 فهو حاصل علي العديد من الدرجات العلميه في الهندسه والري والاجتماع واداره اﻻعمال والتسويق الدولي والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكوميه والدراسات اﻻسﻻميه . و استطاع ان يعيد بناء التنظيم العتيق علي اساسات خرسانيه جديده مقاومه للزالازل الامنيه ومحصنه من آفه التشظي و الانقسام التي اصابت معظم الاحزاب والتنظيمات ؛وقام بتنقيه مصارف الجماعه من اي معارضه يحتمل ان تستخدم خنجر في خاصره الجماعه من قبل المنافسين واجتث ما يسمي بالجناح الاصﻻحي امثال محمد حبيب وعبد المنعم ابو الفتوح لينفرد القطبيون بالجماعه؛ ونجح في اقامه شبكه عنكبوتيه قائمه علي المصاهره والمصالح الاقتصاديه جعلت الجماعه اشبه بقبيله او عائله كبيره وهذا مايفسر حاله التماسك والصمود لحد اﻻن ؛ استشرف اهميه الغرب في لحظه الازمه المرتقبه فسعي اليهم وانشأ موقع باللغه الانجليزيه اخوان ويب للتواصل مع المراكز البحثيه والصحافه هناك، وكتب مقال مهم بالجارديان بعنوان ﻻ تخافوا منا عقب الفوز المثير للجماعه بانتخابات2005 لكي يطمئن قلبهم .تكمن شطاره الشاطر فادراكه ان المال هو اكسير الحياه لتنفيذ حلم اﻻخوان في حكم مصر لذا ترك اكمال رساله الدكتواره ليدير امبراطواريه الجماعه اﻻقتصاديه التي كانت كلمه السر في فوز اﻻخوان بجميع
الاستحقاقات الانتخابيه.اذا ليس من فراغ ان يحظي الرجل القوي بهذا النفوذ المميز داخل الجماعه وان يكون صاحب القول الفصل .فهو رجل بذل ماله ونفسه من اجل اﻻخوان فحبس 12 سنه علي مدار عمره وصودرت امواله فهو (بطل اﻻخوان)، واﻻهم انه يعرف تميمه النجاح فقد هزم الجميع مبارك وجهازه الامني والثوار والاحزاب المدنيه وازاح عواجيز المجلس العسكري وتحالف مع امريكا وقطر وتركيا ثم السلفيين والجماعات الجهاديه والالتراس.لكن غلطه الشاطر بألف فأغرته انتصاراته المذهله فارتكب الخطيئه الكبري باستجعاله قطف ثمار النجاح قبل اﻻوان والاستهانه بقائد الجيش الجديد الذي يبدوا انه اطمئن لتدينه وادبه الظاهر .بينما كان الرجل علي الجانب اﻻخر من النهر يبتلع بصبر يحسد عليه غرور واهانات اﻻخوان لقيادات الجيش ويقوم بعمل اهم (المراجعات
لرفع الحد اﻻدني للاجور الي 1200 جنيه والغاء المصاريف الدراسيه، ووزع الاف الوجبات الغذائيه بالمناطق الفقيره واغاث العديد من المناطق المنكوبه وسعي ﻻطفاء الحرائق المشتعله مع اهالي سيناء والضبغه بتنفيذ مطالبهم وعقد (اتفاق عرب) مع قبائل مطروح للسيطره علي تهريب السلاح من ليبيا و...الخ.من سوء الطالع ان يشتركا مبارك والشاطر في نفس يوم الميﻻد 4 مايو برج الثور اخشي ان يكون ذلك مؤشر لاسباب عناد الشاطر معتبرآ الامر مسأله ثأر شخصي مع السيسي ويقرر هدم المعبد علي رؤؤس الجميع.
الشاطر عبد الفتاح لن أموت أبداً دفاعاً عن قناعاتي
مقالات -
نشر:
28/10/2013 10:32 ص
–
تحديث
28/10/2013 10:32 ص