تحدثت من قبل مع حضرتك عن تلك المرأة التى أساءت إلى نفسها ودينها بعد عودتها من الحج، فتغيرت شخصيتها وتدهورت أحوالها وأصبحت واحدة تانية بعدما ارتدت الحجاب، والعلة ليست حجابها، بل فى طريقة فهمها الخاطئ لإسلامنا الجميل مما أدى إلى تشددها وصدق من قال: «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» صدق الله العظيم.
واليوم أقدم لكم حواء أخرى مختلفة تماماً عن الأولى وأراها بمثابة أمة وحدها، يعنى أفضل من «جيش من الدعاة» فى تقديم صورة حلوة لتعاليم الدين إلى المجتمع كله، لم تكن محجبة وقررت بعد أدائها الفريضة الالتزام بالزى الشرعى، وتغيرت شخصيتها إلى الأفضل والأجمل والأحسن، وازداد تألقها وعلاقتها بالجميع «سمن على عسل» بالتعبير العامى عكس الأولى التى قطعت صلتها بأصدقائها بحجة أنهم غير متدينين! ويشهد زملاؤها فى العمل بشطارتها وهى مديرة بأحد البنوك، ولم تفكر فى تغيير مهنتها اتقاء للشبهات! بل تستطيع أن تقول عنها إنها خبيرة فى تخصصها، ومن بين العاملين معها زميل قبطى يستحق الترقية، فلم تتردد فى مساعدته على أن ينال حقه والجدير بالذكر أن لها أكثر من صديقة مسيحية وعلاقتها معهن زى الفل، ودوماً يتبادلن التهانى فى المناسبات.
وسيدتى الجميلة هذه نجحت فى الجمع بين الحسنيين فهى ربة منزل من الطراز الأول، ولم تقصر يوماً: فى بيتها بحجة أنها مشغولة فى العمل «ومش فاضية» بل تقول دوماً أسرتى لها المقام الأول، وزوجها كان رافضاً فى البداية لحجابها بحجة أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر فى شخصيتها، وهو يريدها كما هى دون تغير كما تزوجها، لكنها بعد التزامها بذلت مزيداً من الجهد لراحته وإسعاده وهذا ما يدعو إليه إسلامنا الجميل، فازداد حباً لها وتقديراً بل أقبل على ربنا أكثر وانتظم فى الصلاة وكان زمان يصلى بمزاجه! مع العلم أنها لم تحاول يوماً أن تكون «شيخة» عليه أو واعظة تعطيه دروساً فى أهمية الالتزام بتعاليم الدين، بل السبب فى تغيره يرجع إلى تلك العلاقة الإنسانية الرائعة بين الزوج وشريكة عمره فأحب الدين وتعاليمه من خلال سلوكها معه، والجدير بالذكر أنها تجيد العزف على البيانو، واستمرت تلك الهواية معها بعدما ارتدت الحجاب، ويقول أصدقاؤها إنها لو اعتزلت العمل بالبنوك فيمكنها أن تصبح عازفة بيانو من الطراز الأول!
باختصار أراها شخصية نجحت فى الجمع بين تعاليم السماء والأرض وقدمت صورة حلوة للإسلام «آدى الدين ولاّ بلاش»!