الكرة الآن فى ملعب الأخوات.. فالمرأة الإخوانية تدير المظاهرات، بل وتتقدم صفوفها.. تحمل السلاح تحت الخمار والنقاب.. تستغل وضعها كامرأة لا تخضع لتفتيش الرجال.. أكثر من ذلك تدق الطبول والدفوف، وتغنى لتحميس الشباب.. فماذا حدث؟.. لم يعد صوت المرأة عورة أبداً.. لم يعد وجهها كفرجها.. هذا هو الدين الإخوانى الجديد.. منذ شهور، كان مكانها الطبيعى «قعر بيتها» أولاً!
الآن طالبات الجماعة «المحظورة» فى مقدمة أى مظاهرة.. الرجال فى الصفوف المتأخرة.. سبحان الله.. لا أحد يتحدث عن اختلاط، ولا أحد يتحدث عن أصوات ولا عورات.. بعضهن كان فى رابعة، يعتصم فى الخيام.. هل تبيت المرأة خارج بيتها؟.. إن صح أنها تبيت مع زوجها، فكيف كانت تبيت فى أماكن مفتوحة؟.. وكيف تبيت الفتيات خارج البيت؟.. كل شىء تغير.. الدين تغير.. الأحكام زى الأستك!
على الشاشات فتيات يأتين بتصرفات غريبة، كان الإخوان أنفسهم يستنكرونها منذ عام.. شباب الإخوان أيضاً لا يعرفون حراماً ولا حلالاً.. للأسف هؤلاء فى جامعة الأزهر.. أقرب إلى شكل البلطجية.. تصرفاتهم تصرفات شوارع.. يشوشون على المحاضرات بـ«المزامير والطبول».. يرددون هتافات قذرة تجاه الجيش والشرطة.. نسميها إعلامياً هتافات مناهضة.. فى مقام الأدب مع المشاهد!
هل صوت المرأة عورة؟.. لأ.. كان زمان وفى الكتب التراثية.. هل غناء الرجال، الذين يسمون أنفسهم بتوع حماية الشرعية، حلال؟.. أغلب هؤلاء سلف وجماعات إسلامية.. أخيراً آمن الإخوان وأنصارهم بأن صوتها ليس بعورة.. يعنى الدين عند الإخوان حسب المزاج والأحوال.. إن كان صوتها ضدنا فهو عورة، وإن كان صوتها لصالحنا فهو ثورة.. وإن غنت، وإن طبلت، وإن زمرت فى الشارع!
ثبت يقيناً استخدام الإخوان الأسلحة النارية فى المظاهرات.. ثبت أيضاً أن من يحمل السلاح هن النساء.. تحت الخمار والنقاب.. الهدف هو الإفلات من أجهزة الأمن.. من يحمل الخطط نساء.. خديجة الشاطر تتزعم عن والدها حركة نساء الإخوان.. تكتب كلاماً على صفحتها يؤكد أنها تنتحر.. يؤكد إصابتها بالجنون.. تتحدث عن هدايا مفخخة للمصريين.. تتحدث أنه سيكون فى كل بيت قتيل وأرملة!
هناك أسئلة محرجة لا نجد لها إجابات.. يتساءل البعض: لماذا تسكت الدولة تجاه هذا التخريب؟.. لماذا لم تفعّل قانون الطوارئ، ولا حظر التجوال؟.. لماذا لم تفرض قانون العزل على الإخوان؟.. لماذا لم تُصدر الرئاسة قراراً جمهورياً بجعل الجماعة منظمة إرهابية؟.. لماذا لم ينقلب الجيش فعلاً على السلطة، لحماية البلاد من الخطر، مع أنه متهم بأنه انقلابى؟.. هل يعود الإخوان كما يقولون؟!
لا إجابات عندى على كثير من الأسئلة.. لا إجابات عندى: لماذا تسكت الجامعات على تخريب المدرجات والمعامل؟.. لا إجابات عندى: لماذا عجز الأمن عن خروقات خديجة الشاطر وأخواتها؟.. لماذا يغازلون الإسلاميين مثلاً فى لجنة الخمسين للدستور؟.. هل أصبحت المزامير والطبول حلالاً، أم حراماً؟!