دشنت ناشطات سعوديات حملة على موقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، للتأكيد على حق المرأة السعودية في قيادة السيارة، ونشرن صورًا ومقاطع فيديو لهن وهن يقدن السيارات رغم تهديدات سلطات المملكة بـ"التصدي بكل حزم" لما أسمته "دعوات لتجمعات ومسيرات محظورة، بدعوى قيادة المرأة السيارة".
وأظهرت مقاطع الفيديو نساء سعوديات وهن يقدن سياراتهن في شوارع رئيسية لمدن مثل الرياض والإحساء، كما ظهر زوج وهو يساعد زوجته ويعلمها قواعد القيادة، في حين لوح سعوديون تأييدًا لهن خلال قيادتهن السيارة.
وشهدت ساحة "تويتر" سجالاً كلاميًا بين سعوديين مؤيدين ومعارضين للفكرة، فاعتبر بعضهم أن الهدف من وراء منع النساء "سياسي"، بينما رأى آخرون أن "لوبي يهوديا يقف وراء ذلك".
وقال حساب "ro7_aleslam@"إن "بنات الخليج والعرب يسقن، ولا أذمهن ولا أقلل من قيمتهن، لكن إحنا يا لسعوديات ما تعودنا على السواقة والمنع سياسي أساسه"، بينما كتب "فيصل العطيشان": "اليوم هو اجتماع حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهذا يدل على أن الحملة تدار من الخارج، وهي إحدى الحملات الموجهة علينا".
وأشارت 22Robaa@" " إلى أن "المرأة لا تهرب مخدرات، قيادتها حذرة بطبيعتها، وليست همجية كالرجل"، وأضافت متهكمة "إذن من باب ردع المفاسد امنعوا الرجل أيضًا من القيادة"، فيما كتب "@Diid_you_know" إن "الأطفال يذهبون ضحايا التحرش الجنسي من قبل السائقين"، مطالبًا بـ"منح الأم فرصة القيادة ووضع قوانين صاعقة تشل يد من يتحرش بها".
وعلق 200622":" "يقولوون فتنة وتحريض.. يا أخي اللي تبغى تسوق تسوق بكيفها، الموضوع ما يخص أحد بس إحنا شعب يحب يكبر أتفه المواضيع"، بينما أشار "عزام الحبيب" إلى أن السلطات السعودية عززت من دورياتها الأمنية، السبت، على الطرق لمواجهة حملات قيادة المرأة السيارة، وأوضح: "لا أدري هل هو بسبب الخوف عليهن؟.. أم منهن؟.. أم سبب آخر؟.. لكن هناك انتشارا ملحوظا وتمركزا للدوريات هذا اليوم".
وبالتزامن مع تلك الدعوات، اخترقت مجموعة تسمي "قطرات هكر" موقع "حملة 26 أكتوبر"، بعد دعوتها مؤيدي الحملة للتوقيع على بيان لدعم قيادة المرأة، ودعت السعوديات إلى المشاركة في تجمعات، السبت، بالميادين الرئيسية في العاصمة الرياض ومدن أخرى من بينها جدة والخُبر، لتنظيم مسيرات بالسيارات، وذلك بشعار "قيادة المرأة اختيار وليست إجبارا".
وقال مخترقو الموقع إنهم "لا يسمحون بقيادة المرأة السعودية نهائيا"، وكتبوا عبارة "أنا ضد قيادة المرأة في بلاد الحرمين"، واعتبروا أن "سواقة النسوان ما هي شطارة"، حسب قولهم.
كان المتحدث باسم الوزارة، اللواء منصور التركي، أعلن، الخميس، أنه ليس مسموحًا للنساء بقيادة السيارات، وقال محذرًا: "من المتعارف عليه في المملكة العربية السعودية أن قيادة المرأة السيارة ممنوعة، وسنطبق القوانين في حق المخالفين، ومن يتجمهر تأييدًا لذلك"، مضيفًا: "ليس بإمكان فئة محددة فرض رأيها على الجميع".
واعتبرت منظمة العفو الدولية أن "السلطات السعودية تتذرع بحجة أن المجتمع هو الذي يفرض المنع، وتؤكد أن القانون ليس تمييزيًا إزاء النساء، لكنها تستمر في مضايقة وتخويف الناشطات"، فيما دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بدوره، السعودية، إلى وضع حد للتمييز، الذي يمارس بحق النساء من بين تجاوزات أخرى.