نشرت الصحف خبرا بعنوان «إخوان بلا عنف تقدم طلبا للحكومة بتأسيس جمعية باسم حسن البنا»، وتضمن الخبر فى تفاصيله، طبقا لحديث المتحدث الرسمى للحركة أنه سيتم إسناد رئاسة مجلس إدارة الجمعية إلى د.كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى السابق، وأنها ستعمل فى مجال الدعوة الإسلامية!! وعلق مساعد وزير التضامن على الطلب المقدم بأنه قيد الدراسة للوقوف على مدى تعارضه مع حكم المحكمة بوقف نشاطات الجماعة نهائيا!! أستشم من هذا الخبر مدى تواطؤ الحكومة، وسيطرة الطابور الخامس على إدارة شؤونها وأنه على ما يبدو فإن وظيفتها هى الخضوع للإرادة الأمريكية وإملاءات آشتون الأوروبية، وذلك بمحاولة دمج الإخوان فى الحياة العامة بأى طريقة حتى لو وصل الأمر إلى إجهاض ثورة 30 يونيو امتدادا لإجهاض سابق لثورة 25 يناير، كأن الشعب خرج ليسلم إرادته لمن يجهض ثورتيه. فالإخوان ليس أمامهم إما الحكم وإما تدمير الوطن شعبا وجيشا وكل شىء، وهم عنصريون بطبيعة الحال لا يعملون إلا لصالح الأهل والعشيرة ووضعهم فوق الأعناق، أما بقية الشعب فلا أهمية ولا وزن ولا وجود من الأصل لهم.
لذلك يتعجب الشعب المصرى من تصرفات حكومته ومستشارى الرئيس، الذين يتحدثون ويتصرفون على غير إرادته، فالشعب خرج فى ثورته العارمة فى 30 يونيو لإسقاط الرئيس غير الشرعى وإسقاط حكم المرشد والإخوان، وأصبح ذلك مرجعية للحكومة والرئاسة ومن يخرج عن ذلك فهو يعمل ضد الثورة ويخون الشعب، وبالتالى فإنه فى الطريق إلى سلة مهملات الشعب وثورته وفى ما يلى بعض تصرفات الحكومة ومستشارى الرئيس:
1- تلكؤات وتماحيك وتبريرات ساذجة طوال الأشهر الماضية من د.أحمد البرعى وزير التضامن بشأن حل جمعية الإخوان، حتى اضطر تحت ضغطنا إلى اتخاذ القرار!!
2- تردد الحكومة فى تنفيذ حكم المحكمة بوقف نشاطات الجماعة واعتبارها إرهابية وتشكيل لجنة لإدارة أموالها باعتبارها جماعة غير شرعية، واضطرت تحت الضغوط إلى البدء فى التنفيذ والتلكؤ والتباطؤ حتى التواطؤ!!
3- الصمت على ما يطرح من مبادرات يعلن أطرافها وآخرهم د.أبو المجد، أنه ينسق مع الحكومة دون أن تبادر الحكومة بالنفى، ثم تعلن الجماعة أنها ترفض!! ثم تبدو الحكومة كأنها تستجدى رضا الجماعة!! فأى مهانة تلك التى نراها ونسمعها!
4- قيام د.مصطفى حجازى مستشار الرئىس فى أثناء زيارته للندن، بمقابلة د.العوا وممثلين عن الإخوان عن التنظيم الدولى، ونشرت الأخبار دون تكذيب أو توضيح من الرئاسة، والسؤال: لماذا؟
5- قيام أحمد المسلمانى مستشار الرئيس، بالتصريح مؤخرا بأننا لا نستطيع أن نعيش دون «الإخوان» ويتم تداول تسجيل صوتى لى عبر المواقع الإلكترونية وصلنى واستمعت إليه وبه تفاصيل غريبة!! فماذا يفعل هذا الشخص وهو من سلالة نظام مبارك وأنس الفقى، فى مقر الرئاسة بالضبط؟! ولمن يعمل؟! وفى خدمة من؟! وقد رأينا حماسه لمقابلة جماعة «إخوان بلا عنف» والحوار معهم داخل الرئاسة، وهؤلاء هم الذين يتقدمون بطلب لإنشاء جمعية باسم «حسن البنا»!! فهل هذا التصرف هو نتاج للحوار أم ماذا؟! الأرجح أن هناك تفاهمات تقضى باستمرار الجماعة ولو بالتحايل.
6- تردد الرئاسة حتى الآن وكذلك الحكومة، بعدم إصدار مرسوم يقضى باعتبار جماعة الإخوان، جماعة إرهابية وكل ما يتفرع عنها من كيانات ونشاطات وتجريم الانتساب إليها بالأشغال الشاقة المؤبدة، على الرغم من كل أعمال العنف التى صدرت منها حتى الآن، والجميع يعرف بها القاصى والدانى. فلماذا تتلكأ الحكومة على هذا النحو المريب؟!
7- عدم محاصرة الحكومة للمظاهرات التى ترفع شعارات جماعة الإخوان، سواء فى الشوارع لوقف ذلك المسلسل العبثى الذى يضر بالشعب والوطن بلا مبررات.
8- إصرار الإعلام الرسمى على اعتبار أن هناك جماعة للإخوان والتداول بشأنها، الأمر الذى يخلق لها وجودا فى الشارع بلا أساس، ودون سند من القانون، كأنها عمود أساسى فى الحياة السياسية وهى غير ذلك تماما.
إن الوقائع كثيرة وبلا حصر، وهى تدين الحكومة، التى على ما يبدو أصبحت عاجزة عن مواجهة الظاهرة الإخوانية والتى بترددها أسهمت فى تضخيمها على غير واقع. والسؤال: هل الحكومة جاءت بعد ثورة 30 يونيو لتجرعنا الإخوان بطريقتها الخاصة وتسهم فى إجهاض الثورة؟!
إن الحكومة التى تضم الببلاوى، وزياد بهاء الدين، والبرعى وآخرين هى حكومة عاجزة ومشلولة ومترددة وغير قادرة على مواجهة الجماعة بسياسة القبضة الحديدية التى يريدها الشعب، وفى النهاية حكومة الطابور الخامس الذى يعمل لصالح أمريكا وأجندتها. وبالتالى لم تعد تمثل الثورة وأصبح خروجها بإقالتها فورا ضرورة حتمية، وإلا فإنها يمكن أن تفاجئنا عبر تفاهمات مشبوهة فى سياق تكوين مجالس تضم شخصيات إخوانية، بإصدار قرار باعتماد جماعة «حسن البنا» كجمعية بديلة تضم الإخوان مرة ثانية، وسبق أن كتبت لا تصدقوا إخوان بلا عنف!! فهم العنف نفسه، ولا تصدقوا الخارجين والمنشقين، فهم عبيد الجماعة وليسوا أحرارا ولن يكونوا، فلا تسهموا فى إعادة إنتاج جماعة خرجت من التاريخ نهائيا إلى غير رجعة. الثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله، وما زال الحوار متصلا.