تصوروا معى كيف تهددنا عصابة إرهابية، برفع دعوى قضائية، أمام المحكمة الجنائية الدولية، بينما لم نسمع من الأقباط شيئاً كهذا، رغم حرق الكنائس وقتل الشباب والأطفال؟.. تصوروا حين يصلى البابا لمرتكبى مجزرة كنيسة العذراء، ويدعو لهم بالهداية؟.. تخيلوا الصورة أكثر، حين يرفض البابا شخصياً، قراءة مقاطع من الإنجيل، فى طوابير المدارس، بدعوى أنها «فكرة غير عادلة»؟!
ربما تكتشفون الفرق بين من هو مصرى، ومن هو غير مصرى بالمرة.. من هو وطنى، ومن هو خائن.. يقول البابا: «يجب أن نفكر بطريقة معتدلة.. هناك مدارس يكون بها طالب مسيحى واحد فقط.. يجب أن نكون معتدلين.. نطلب أن تكون هناك مناهج للتربية المسيحية للمسيحيين، وأن يكون لهم مكان ومدرسون.. ما لا يدرك كله لا يترك كله».. تخيلوا الفرق؟.. لم يستغل مذبحة ولا كارثة!
حين زار الوزير محمود أبوالنصر قداسة البابا، أثير موضوع قراءة الإنجيل فى طابور الصباح.. أثيرت فكرة مناهج المسيحيين.. وضع البابا مناهج التربية المسيحية، أمام الوزير.. قال له: «إعملوا فيها زى ما إنتوا عايزين».. هذه هى روح المحبة.. هذه روح التسامح.. لا استغل الزيارة، ولا استغل الموقف.. قال للوزير بتسامح: إعملوا زى ما إنتوا عايزين.. كان يمكن أن يطلب لبن العصفور!
لماذا لم تلجأ للمحاكم الجنائية الدولية، يا قداسة البابا؟.. الإجابة لأنك وطنى.. لم تلجأ حتى لوضع هذه العصابة كمنظمة إرهابية.. لأنك لا تريد أن تنشر الغسيل القذر، لأحد «يشتبه أنه مصرى».. ربما كنا أحوج ما نكون لخطوة كهذه، لكننا نريد أن يصدر القرار من داخل مصر.. نريده أن يكون قراراً مصرياً، بخاتم شعار الجمهورية.. لا رضيت تقتص من قاتلى رعيتك، ولا حرّضت عليهم الغرب!
أردت يا قداسة البابا أن تعلم أفراد العصابة، أن الحياة فن الممكن.. ما لا يدرك كله لا يترك كله.. اللى يعيش ياما يعمل.. بلا احتكار، وبلا قلة أدب.. الفرق أن العصابة انبرت فى أخونة الدولة.. تسرعت فى أخونة المصالح ودواوين الحكومة.. تعجلت فى مسح هوية مصر.. فى عام واحد، أفسدت علينا الحياة.. أفتت بعدم السلام على الأقباط.. ربما لو مضى عام آخر لفرضت عليهم الجزية!
شاءت إرادة الله أن يظهر فى مصر رجال، على رأسهم الفريق السيسى، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس.. هؤلاء تحملوا عنا الكثير.. رأيتم كيف يشتمون «السيسى» على الهواء؟.. رأيتم كيف يشتمون شيخ الأزهر، بأنه بابا الأزهر، أو شيخ العسكر؟.. رأيتم كيف يسيئون إلى البابا؟.. شاء ربكم أن يمسحهم من الوجود.. لا أدرى إن كانت دعوة الإمام الأكبر، أم البابا؟!
هكذا هو البابا تواضروس.. وهكذا كان البابا شنودة.. لا ثار ولا استدعى علينا الغرب.. قرر البابا تأجيل زيارته للولايات المتحدة، لأسباب تتعلق بالوطن.. قال: ظروف الوطن لا تسمح.. يا سلاااااام.. داخلياً رفض مقترحاً بقراءة الإنجيل فى طابور الصباح.. قال إنه «غير عادل».. لو شاء لطلب لبن العصفور(!)