حالة من الجدل الثائر والترقب من قبل الصحف العالمية لأراء السياسيين والمواطنين عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حول الإعلامي باسم يوسف، اليوم السبت، عقب عرض أولى حلقات برنامجه، أمس الجمعة، والتي أثارت جدلًا بين نشطاء التواصل الإجتماعي وبين السياسيين، حال اذا كان "باسم" حياديًا أم كان مُهاجمًا للإخوان فقط.
وأشارت بعض الصحف العالمية ، اليوم، على الإعلامي باسم يوسف، لقب " جون سيوارت العرب"، فيما رصدت الآخري أنه يمثل اختبار حقيقي لحرية التعبير في مصر، اعتبرت الآخرى ان بداية البرنامج غير مُبشرة.
ومن جانبه فقد كتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن باسم يوسف، المذيع المصري الساخر والمعروف بـ"جون سيوارت مصر"، عاد لجمهوره مجدداً بعد أن تبدلت وتغيرت الأحوال في مصر، فالسخرية من القادة لم تعد بالأمر المقبول.
وذكرت: "أن العرض الأخير في الموسم الماضي من برنامج "البرنامج" كان الرئيس مرسي لايزال في الحكم، وكان هدف باسم يوسف المفضل، فحلقات "البرنامج" على مدار أشهر احتوت على فقرات ساخرة من مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وفي 30 يونيو نزل الشعب المصري في مظاهرات حاشدة ضد حكمه، والتي مهدت الطريق للجيش للإطاحة به في 3 يوليو، لينقسم المصريين بعدها إلى فريقين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع تعمق الانقسام داخل المجتمع المصري، بات السخرية والنقد غير مرحب بهما، خاصاً تجاه الجيش الذي تزايدت شعبيته بشكل كبير وتصويره على أنه منقذ البلاد.
وذكرت أن المصريين شاهدوا حلقة أمس، ليس لحرصهم على متابعة عرضه المضحك، بل لمعرفة موقفه مما حدث في مصر، وإذا كان سيسخر من القيادة العسكرية مثلما سخر من الرئيس مرسي وجماعته.
وتابعت الصحيفة: "إن الإسلاميين الذين صعدوا للسلطة عقب ثورة 25 يناير كانوا هدفاً لباسم يوسف الذي طالما انتقدهم بشدة وركز عليهم لوقت طويل، وهو الأمر الذي رأت فيه الصحيفة سبباً ضمن أسباب عدة في تهييج المصريين ضد نظام مرسي وإسقاطه
اهتم الإعلام العبري، بحلقة " البرنامج" التي بثت مساء الجمعة، معتبرة أن باسم يوسف، مقدم البرنامج، أصبح يمثل اختبار حقيقي لحرية التعبير في مصر.
ورصدت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، تدوينات بعض المصريين، على مواقع التواصل الاجتماعي، حول الحلقة، والتي كانت ما بين منتقد، ومؤيد لـ"يوسف".
ونقلت الصحيفة عن عمرو هلال، وهو يعمل كمدير تنفيذي في مجال التسويق، إن باسم يوسف أصبح يمثل اختبار حقيقي لحرية التعبير في مصر منوها أن الكثير من الناس قالوا انه لن يقدر على ذكر السيسي ولكنه فعل.
وأكدت الصحيفة أن حلقة برنامج "البرنامج" أمس أثارت ردود فعل متباينة وسط العواطف السياسية المتأججة في البلاد، ودعم الكثير من الشعب لخطوة الجيش بالإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، مشيرة إلى أن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وباقي المواقع الأخرى، امتلأ بالآراء المؤيدة والمعارضة للحلقة والتي أخذت هذه الحلقة على محمل الجد.
ورصدت الصحيفة قول احد المعلقين على فيسبوك والذي أكد أن يوسف خائن لان مصر تمر بأوقات خطيرة وكيف له أن يهجو الرجل الذي أنقذنا من عنف الإسلاميين في حين نوه معلق أخر أن الليبراليين كانوا يعبدون يوسف عندما انتقد مرسي والإسلاميين ولكن الآن لا يمكنهم الوقوف بجانبه عندما ينتقد السيسي
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن مهمة باسم يوسف خلال المرحلة الحالية هي الأصعب من أي وقت مضى، بعد توقف برنامجه " البرنامج" منذ شهر يونيو الماضي.
وتقول المجلة، تعليقا على برنامج "البرنامج" الذي بدأ أولى حلقاته، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، إن عوده برنامج باسم يوسف قد يجيب على سؤال حول حقيقة الوضع السياسي في مصر، وهو هل من المسموح السخرية على حكام مصر الجدد أم لا؟.
واعتبرت الصحيفة بان البداية ليست مبشرة، مستشهدة، بتقرير هيئه قضايا الدولة، التي أصدرت تقريرا يطعن على قرار المحكمة بنفي التهم الموجهة لباسم يوسف بإهانة الرئيس.
وذكرت المجلة إن رئيس القناة رجل الأعمال محمد أمين، كان من ضمن الحضور جالسا في الصف الأول، وأنه على الرغم من أن باسم سخر من كبار المسئولين العسكريين و مؤيدي السيسي من الإعلامين، و لكنه لم يسخر من الشخصية الرئيسية وهي شخصية الجنرال عبد الفتاح السيسي.
وأشارت الصحيفة إلى المشهد الذي استضاف خلاله باسم يوسف، لأحد الخبازين، وهو يعرض عليه أن يشتري كعكه السيسي، فيطلب منه باسم أن يعطيه نصف كيلو، فيذهل الخباز ويتهم باسم بأنه لا يحب السيسي، فيخاف باسم و يطلب منه أن يعطيه كل ما معه، تجسيدا للعواقب التي من الممكن أن تحدث إذا تجاوز أي شخص الخطوط غير المسموح به.
واعتبرت المجلة إن مثل هذه السخرية قد تثير غضب الحكومة الحالية، غير أنها قالت بأن تلك كانت أكثر أدبا من الانتقادات التي كان يوجها يوسف أثناء حكم مرسي، و تابعت المجلة كما إن هذه الانتقادات أيضا من الممكن أن تؤثر على الجمهور، نتيجة لتعاطفه مع الحكام الحاليين للبلاد.
اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعودة برنامج الإعلامي باسم يوسف، وبثه بعد توقف استمر أربعة أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن باسم يتمتع بشعبية كبيرة، فهو اشتهر بانتقاده للرئيس المعزول محمد مرسي، ولكنه عاد من جديد بهدف جديد للاستهزاء بالمصريين المؤيدين بحماس للجيش والإطاحة بمرسي.
وأضافت: أن باسم يعرف باسم "جون ستيوارت العرب"، وعاد بشكل جديد يختلف جذريا فمهمة انتقاد القيادة مهمة أصعب بكثير، وكان الموسم الماضي لبرنامجه انتقد مرسي لعدة أشهر وسلخه هو ومؤيديه الإسلاميين لخلطه السياسة بالدين وبعد وقت قصير بدأت احتجاجات حاشدة ضد مرسي مما مهد الطريق للجيش للإطاحة بمرسي في 3 يوليو.
ومنذ ذلك الحين، نمت انقسامات عميقة وقوية وقتل المئات من المتظاهرين، وعقدت مسيرات تطالب بإعادة مرسي رئيسا للبلاد، واجتاحت البلاد مشاعر قومية للجيش ونبذ الإخوان، وأصبح القليل من المصريين يتمتعون بالتسامح وأظهرت وسائل الإعلام والمسئولون وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بأنه بطل.
ولفتت الصحيفة إلى أن حلقة باسم أمس الجمعة كان بها انتقادات للقيادة المدعومة من الجيش ومؤيديها، وتلميحات لصورة السيسي التي أصبحت لدرجة العبادة، ولكن انتقاد يوسف لم يكن لاذعا مثل هجائه لمرسي ومؤيديه، فربما يخاف أن يتهم بالخيانة، قائلا: من "لا يحب السيسي".
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى تغريدة مصطفى النجار، السياسي البارز المنتقد للإخوان والآن منتقد للسلطات الحالية وقال النجار:" إن باسم يوسف أعرب عن رأيه الذي يمثل الطرف الثالث وهم الأغلبية العظمى من المصريين، ولكن أصواتهم خافتة عن أولئك الذين يزعمون أنهم يمثلون الشعب بصوت عال".
قالت وكالة الأنباء العالمية "REUTERS" : إن باسم يوسف وفريقه سخروا أمس من كل المعسكرات، مؤيدي مبارك ومؤيدي مرسي ومعجبي السيسي.
كما سلطت الوكالة الضوء على الأغنية التي أداها باسم وفريقه على لحن وطريقة الأغنية الأمريكية " Old MacDonald had a Farm".
ورأت الوكالة، أن حلقة أمس قد أثارت ردود فعل مختلطة بسبب تأجج العواطف السياسية في البلاد، وبسبب دعم كثير من المصريين دعم لتحرك الجيش في يوليو وإطاحته بالإخوان.
وذكرت الوكالة ختامًا، أن الفيسبوك ومواقع الشبكات الاجتماعية الأخرى كانت تعج بالآراء الداعمة والمنتقدة للحلقة، مع وجود بعض التعليقات بأن كلا المعسكرين يأخذ الحلقة على محمل الجد بشكل أكثر من اللازم".
كما عرضت الوكالة لردود الفعل المختلطة تلك؛ فنقلت عن عمرو هلال أحد المواطنين الذين شاهدوا العرض حيث قال: "أصبح باسم نوع من الاختبارات الحقيقية لحرية التعبير في مصر، زعم كثير من الناس أنه لن يجرؤ على التعرض للسيسي، لكنه فعل ذلك".
في حين قال أحد المدونين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "باسم خائن؛ هذا وقت خطر على مصر" وتساءل:"كيف ينتقد باسم الرجل الذي أنقذنا من الإسلاميين وخطرهم؟ يموت جنودنا كل يوم على أيدي مسلحين".