حازم الببلاوى الذى هو رئيس الحكومة يشغل منصب عضو مجلس أمناء الحزب الاجتماعى الديمقراطى.
هل كنت تعرف؟ هل سمعت هذه المعلومة من قبل؟ هل عمرك شعرت بالببلاوى وهو قيادى لهذا الحزب؟
طيب ما رأيك أن زياد بهاء الدين الذى هو نائب رئيس الحكومة هو أيضا نائب رئيس ذات نفس الحزب؟ فهل شعر مواطن واحد فى مصر بدور هذا الحزب ونائبه بعيدًا عن وجودهما فى مؤتمرات جبهة الإنقاذ وبرامج الفضائيات؟
أهو بقالنا قرابة أربعة أشهُر ولم نشهد لأى حزب أو تيار سياسى أى أمارة.
أطاح الشعبُ بحكم المرشد وسحق أوهام هذه الجماعة الخائنة فى أخونة مصر ووضع المصريون حكم الإخوان وأذنابهم وأذيالهم فى سلة قمامة التاريخ.
طبعًا الجماعة وعملاؤها -صاحين ونائمين- تتآمر وتلعب وتخرِّب وتشترى ذممًا وتغسل عقولًا لشباب وتمارس كل ما تعلمته من صنوف الخيانة وتَدرَّب عليه زعماؤها ومؤسسوها فى أروقة المخابرات الأجنبية.
لكن وسط هذا كله أين الأحزاب والتيارات والقوى السياسية؟
لقد كانت ثورتا يناير ويونيو كافيتين جدًّا للكشف عن خواء وهراء القوى السياسية الراهنة كبارها وصغارها، عواجيزها وشبابها.
ما يبدو واضحا الآن هو سقوط كل الحجج التافهة الواهية التى كان يردِّدها بسخافة قيادات هذه الأحزاب، سواء ما كان موجودًا منها قبل يناير وما نشأ بعدها.
كانت الحجج التى تبرِّر ضَعف وتهرُّؤ هذه الأحزاب والقوى هى جهاز أمن الدولة ودولة مبارك التى كانت تخنق الحريات.
خلصت دولة مبارك ولم يعُد جهاز أمن الدولة قائما أو قادرا أو متداخلًا، فأين تلك الأحزاب؟ ثم كانت حجة قدرة الإخوان التنظيمية ومتاجرتهم بالدين واللعب على عواطف ومشاعر الشعب الدينية. طيب زالت قدرة الإخوان أو انكشفت وأعلن الشعب كله فى ثلاثين يونيو وما بعدها كرهه ورفضه ومقته وتعريته لهذه الجماعة وعمالتها وخيانتها وخداعها وكذبها...
فأين تلك الأحزاب؟
ولا لها حسّ ولا تأثير ولا دور ولا فعل ولا باذنجان فى الحياة السياسية. مجرد ضيوف فى القنوات الفضائية وخطباء فارغون فى قاعات مؤتمرات فارغة، وللأسف الأسيف فإن أحزاب ما بعد يناير لم تكن إلا مجموعات صالونات وضيوفًا تليفزيونيين ونخبة منتفخة ومنفصلة عن واقع حقيقى منتمية إلى واقع افتراضى، يهمُّهم أهل «تويتر» أكثر من أهل الصعيد، ويعملون حساب رد فعل أهل «الفيس» أكثر من رد فعل أهل بحرى، وهى فى معظمها أسماء تتنقل من جمعية إلى حركة إلى حزب كأنها كراسى موسيقية وبلا أى تنظيم ولا تخطيط ولا رؤية ولا مال ولا قدرة، بل شخصيات تتنافس وتتخاصم وتتصارع على تفاهات ويسودها شغل عيال وعواجيز، وانتهى الحال إلى أحزاب لم تكمل عامًا بتفتُّت وتفرق وتَشرذُم مثير للشفقة.
كلها أوهام فارغة يا أصدقائى، كلها أحزاب هشة وقوى نحيلة ضئيلة (طبعا كلهم شخصيات وطنية مخلصة ومحترمة وبعضهم أساتذتنا، لكن هذا لا ينفى حقيقة هراء التنظيم وخواء التأثير).
المزعج أنهم لا يعترفون بأنهم فاشلون حزبيًّا وجماهيريًّا، بل ولدى شريحة نشطاء «تويتر» و«الفيس» نفسها التى يقبِّلون يدها صباح مساء.
المؤسف أنهم لا يحسون على دمهم ويعتذرون عن تضييع وقت مصر، بل دورهم الوحيد الآن هو إفساد المرحلة الانتقالية كما أفسدوها بعد ثورة يناير.
إنهم دِبَبَة مصر... من فرط حبهم لها حيوَدُّوها ف داهية!