بطل حادث كنيسة الوراق «موتوسيكل» طائش يستقله ملثمان ارتكبا الجريمة.. وفرَّا. ورغم أنى أراهن على يقظة مباحث أمن مصر إلا أنى أرى أن القبض على الجناة لن يكون بالسهولة. إن انهمار الرصاص على الطيبين المحتفلين بزواج ابنتهم قد شلتهم المفاجأة وعجزوا عن اللحاق بالموتوسيكل، والمفجع أن الكنيسة بلا حراسة، وإلا كان بالإمكان الرصد والمطاردة، وأكاد أتصور أن الكنيسة كانت مرصودة ومراقبة «بعيون شيطانية»، ولما أدركت أن الحراسة غائبة نفذت خطتها ونجحت فى ترويع المصريين مسلمين وأقباطاً، وأجزم بأنى لو ذهبت الآن لكنيسة العذراء بالوراق فسوف أجد حراسة. اثنان من الأمناء لا يرقيان إلى مستوى رجل الأمن العصرى الذى بُحَّ صوتى للمناداة به. إن هناك ثغرات أمنية لايزال خيالنا قاصراً عن إدراك أهميتها وهى الدوريات الراكبة «رجالاً وسلاحاً».
إن أجر شراء لاعب كرة من ناد كبير يمكن أن يشترى سيارات الدوريات الراكبة التى تطوف ليل نهار، خصوصاً عند أماكن العبادة «المساجد والكنائس والمعابد اليهودية»، ولو كانت هناك حراسة مسلحة على باب الكنيسة لأمكنها المطاردة أو على أقل تقدير الحصار باللاسلكى فى ثوان. وكم تمنيت - منذ أن جاء الإخوان إلى الحكم- تركيب كاميرات داخل وخارج الكنائس ترصد الأشرار وتحاصرهم العدسات المزروعة فى الجدران. وها هم يستخدمون الموتوسيكلات الآثمة فى تصويب بندقية نحو أبرياء، ولم يحدث أن ركب واحد من الناس «عجلة» ليسابق الريح ويمسك بهما ولا طاردهما موتوسيكل شرطة «لا يخرج إلا فى التشريفة عادة»، وظنى أن «الملثمين» تخلصا من الأقنعة بعد تنفيذ «المهمة القذرة المكلفين بها» وصارا اثنين يركبان موتوسيكلاً ولا يثيران الانتباه، أى انتباه والجريمة التى هزت البلد تثير قضية الموتوسيكلات الآثمة التى ازدادت أعدادها، وهى ظاهرة لافتة للنظر وبديلة عن استخدام السيارة، حيث يبلغ ثمنه ثلاثة آلاف جنيه، يدفع منها ألف جنيه وتتسلم «موتوسيكل» بفاتورة شراء بلا أختام ولا إجراءات ترخيص فى المرور. أغرقنا السوق المصرية بموتوسيكلات وارد الصين والهند، يأتى بها مستورد ويبيعها لتاجر، ولا يهم التاجر سوى قبض الثمن، ولا يشغله ترخيص «المكنة» أو سيرها «حلاوة» أى دون إجراءات وضوابط.
حتى إذا حدث، واستوقفت الشرطة - من باب الاشتباه - أحد أصحاب الموتوسيكلات، أبرز فى الحال فاتورة الشراء والبطاقة الشخصية، وعلى لسانه عبارة «أنا رايح أرخَّص يا باشا»، ومن المذهل أن فاتورة الشراء دون تاريخ، تحسباً لهذه اللحظة! الموتوسيكلات الآثمة- يا سادة- تحتاج إلى رقابة أمنية صارمة وكمائن على الطرق الزراعية حتى لو كان يركبها رجل وزوجته وابنه، فالشرور لا تعرف الإنسانيات.
الخلاصة: لست خبيراً أمنياً، إنما أنا «أجتهد» فى كشف بعض الثغرات فى جدار الأمن، ودورى - كقلم - التبصير بها و...، ويظل حلم كل المصريين رجل أمن عصرياً مسلحاً ومُهاباً + كاميرات مزروعة + خطط ملاحقة لإجهاض الجرائم قبل حدوثها.
إننا فى حالة «حرب» مع تنظيم دولى وراءه دول كبيرة تسعى لإسقاط الدولة، وللأمانة البالغة، فالدبابة لا تطارد مسلحاً فوق موتوسيكل يدخل الحوارى، إنما هى مهمة رجل بوليس مصرى العظام والنخاع، فى رأسه مخ وفى يده سلاح متطور.