من حقنا أن نسأل الآن: أين عصام العريان؟.. إياكم أن تتصوروا أننا نسينا.. إياكم أن تعتقدوا أننا يمكن أن ننسى.. هل يوجد «مصرى» لا يذكر دعوات العريان للتخريب؟.. هل يوجد أحد لا يتمنى سقوطه فوراً؟.. هل يعقل ألا يعثر له الأمن على أثر؟.. إذا كان قد تخفى فى ظل الطوارئ وحظر التجوال، فلابد أنه لن يسقط بعد ذلك.. بغض النظر عن أى شىء، «العريان» يستحق «جائزة التخفى» عن جدارة!
إذا كان من حقنا أن نسأل عن مكان «العريان»، فمن حق «العريان» نفسه أن يتيه على المرشد والشاطر، وغيرهما من قيادات العصابة، أنه دوّخ الأمن عدة أشهر.. أخشى أن يكون الأمن قد استسلم للهزيمة.. أخشى أنه لا يظهر بعد رفع الطوارئ وحظر التجوال.. بالتأكيد هو أطول نفساً.. بالتأكيد استفاد من خبرات «الزمر» و«عبدالماجد».. لا يمكن أن تكون الأرض انشقت وبلعته.. هناك راع رسمى!
قرأت أن حملات أمنية مكبرة تطارد «العريان».. بعضها لاحقه حتى الواحات.. اختفاؤه يعنى أن أنصاره يستعدون للموت مقابل تأمينه.. يعنى أن لديه أنصاراً بلا حصر.. يعنى أن العصابة تملك أدوات تفوق أدوات الأجهزة الأمنية.. يمكنه أن يختبئ فى الجبال.. كتبت، من قبل، أنه ربما اختفى فى جبال الصف.. قرأت بعدها أن الأجهزة تلاحقه هناك.. هم لا يدخلون الجبل أبداً.. هو يستطيع المغامرة!
لا أستبعد أن تكون أجهزة الأمن انشغلت بالهاربين فى المدن.. تعتمد على شبكة تحريات متواضعة.. بعضهم «بوابين» يرصدون الحركات الغريبة.. ربما يلاحقون أبرياء.. فعلوا ذلك مع المهندس حاتم خاطر.. بالمناسبة نحن ضد توسيع دائرة الاشتباه.. نحن ضد أخذ العاطل فى الباطل.. الدكتور على جمعة، المفتى السابق، أنقذ رقبة «خاطر».. تبين أنه برىء.. تركنا عصام العريان ولاحقنا «خاطر»!
بصراحة، عندى مخاوف من عودة الشرطة لأيام زمان.. كثيرون يتحدثون عن غطرسة فى التعامل.. أعرف أن إثارة هذا الكلام الآن لا تروق للبعض.. حجتهم أن الشرطة تحتاج للدعم والمساندة حالياً.. أردت أن أقول من الأول: انتبهوا.. أردت أن أدق ناقوس الخطر.. الشرطة ليست طفلاً مدللاً.. نحن نريدها شرطة محترفة.. نريد تحرياتها على أساس سليم.. لا نريد شرطة تنتقم أو تعمل بلا عقل!
ابحثوا عن المطلوبين فقط.. لاحقوا مثيرى الفتنة ومرتكبى العنف.. طاردوا من تلوثت يداه بالدماء، مثل عاصم عبدالماجد وطارق الزمر.. لا عيب أن يكون هناك معارضون للثورة.. فى كل زمان، هناك من يعارض الثورة.. لا شأن لنا بمن يعارض سلمياً.. من يكتب رأياً.. أما من يطلق الرصاص فلا تأخذكم به رأفة ولا رحمة.. حقوق الإنسان تسقط عند حمل السلاح.. لا تنشغلوا بإعلام الغرب!
هروب العريان وعبدالماجد والزمر يسىء لسمعة الأمن.. يقلل من نجاحاته المشهودة.. الأمن لا يعنى الشرطة وحدها بالمناسبة.. عندنا أجهزة بلا حصر.. كانت تعرف دبة النملة زمان.. هل مازالت تعرف دبة النملة؟.. هل تخشى من ارتكاب أخطاء؟.. هل تنفخ فى الزبادى، خاصة بعد «قرارات صارمة»، أصدرها النائب العام؟!