لا إطلاق الرصاص على الكنائس والمنشآت يوقف مسيرتنا، ولا الإرهاب الأسود يخيفنا.. ليس لدىّ إحساس بالتشاؤم.. سنبنى مصر.. أتوقف عن حملة إخلاء العاصمة من المنشآت الحكومية والعسكرية.. ربما أعود عندما تقتضى الظروف.. لا يمكن أن يكون نصف العاصمة مقابر، ونصفها الآخر معسكرات جيش.. أعود لأتحدث عن وجه الشبه بين كنيسة العذراء، وكنيسة القديسين قبل الثورة!
فى كنيسة القديسين، اتهم الإخوان داخلية حبيب العادلى بتدبير الكارثة.. مضى ثلاثة أعوام تقريباً لم نعرف الجناة.. حبيب العادلى مسجون، لم يقدموا ضده دليلاً واحداً.. أكاذيب يمارسونها فى كل زمان.. فى كنيسة العذراء، اتهموا الجيش بتدبير الكارثة.. زعموا أن الجيش فعلها ليحكم البلاد.. أكاذيب يمارسونها أيضاً.. هم من يعرف تدبير المصائب.. عندك مذبحة رفح، وعملية اختطاف الجنود!
أعجب شىء رد فعل الغرب على حادث الكنيسة.. واشنطن استنكرت وأدانت.. فعلت مثلها باريس وعواصم أوروبية.. موسكو أيضاً أدانت وطالبت بسرعة القبض على الإرهابيين.. هذا الغرب «المؤمن» لم يغضب لحرق عشرات الكنائس.. لم ينفعل بعد حوادث قتل الأقباط.. كان يساعد الإرهابيين.. يرعى حكم الإرهاب.. أوباما أصيب بالخرس.. إفلاس أمريكا قد يكون على يديه.. قدمه نحس على بلاده!
هل يعرف الغرب «المؤمن» من هم الإرهابيون المطلوبون؟.. إنهم من كانوا يحكمون وأنصارهم.. هؤلاء من يشيعون الفوضى الآن فى البلاد.. هؤلاء من حرقوا الكنائس، وهجَّروا الأقباط من قراهم.. هؤلاء هم من حرقوا المنشآت الحكومية.. من يطلقون النار فى المظاهرات.. من يقفون أمام شاشات الجزيرة، يلطخون ملابسهم بمساحيق حمراء تشبه الدم.. هؤلاء هم من يستنجد بكم الآن!
هل يعرف الغرب «المؤمن» الراعى للإرهاب الإخوانى أن طالبات الأزهر يضعن مساحيق حمراء، ثم يهتفن أمام قناة «الجزيرة» بأن الجيش يسفك دماء المتظاهرات؟.. هل يفعل طلاب الجامعات فى أمريكا ذلك؟.. هل يقطع أحد الطريق؟.. هل يحمل أحد سلاحاً نارياً؟.. كيف تتصرف معه الشرطة، إذا تظاهر فى مكان غير مخصص للتظاهر؟.. نريد أن نعرف.. هل كانت الشرطة تتورع عن إطلاق الرصاص؟!
هؤلاء هم الإرهابيون، الذين كنتم ترعونهم.. هؤلاء هم من استغاثوا بكم، وغضبتم من أجلهم.. هؤلاء هم من تطالبون اليوم بتسليم الجناة منهم.. أين كنتم من قبل، حين حرقوا عشرات الكنائس؟.. الفرق بين الإرهابيين الذين ترعونهم والأقباط الذين تعرضوا للحرق والضرب أن الإرهابيين استغاثوا بكم، وهم يلطخون ملابسهم بمساحيق حمراء.. الأقباط لم يستغيثوا بكم وهم فى بركة من الدماء فعلاً!
ماذا يقول الغرب «المؤمن» الآن، بعد حادث «العذراء»؟.. ليته يعرف أنه يدعم إرهابيين.. حاجة من اتنين.. إما أنه يعرف، ويريد تخريب البلاد.. وإما أنه لا يعرف، ويتصور أنها ديمقراطية، وهذه سذاجة مفرطة.. سننتصر رغم كل شىء.. أمس تحرك قطار الوجه البحرى، وطار البالون فى سماء الأقصر.. رسالة لها مغزى(!)