ايجى ميديا

الخميس , 26 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: الفتاوى القاتلة!!

-  
طارق الشناوي

كثيرا ما تستمع إلى هذه الصفة مرتبطة ببعض رجال الدين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع الفن. على الفور ستجد هناك من يقول عن الشيخ الذى يوافق على عرض فيلم أو يبيح تداول قصيدة أو نشر رواية أنه رجل دين مستنير.

والحقيقة أننا نظلم الفن عندما تصبح مرجعيته دينية، ونضع الأديان جميعها فى حرج بالغ عندما نبدأ فى الرؤية والرصد بهذا المنظار الأحادى بطبعه، كل الفنون ينبغى أن توضع فقط تحت مجهر علم الجمال «الاستاطيقا». هناك أعمال فنية قبيحة وأخرى جميلة، ولكن لا يوجد فى التقييم حرام أم حلال.

كنت ضيفا فى حلقة لبرنامج طونى خليفة «للنشر» عبر قناة «الجديد» اللبنانية، وشاهدنا فى «الستلايت» شيخين على طرفى نقيض مستنير وغير مستنير، وهما أحمد كريمة من مصر ومحمد الغريفى من الكويت، وكان النقاش قد احتد قبلها فى «النت»، بسبب فتوى أصدرها الشيخ الثانى تؤكد أن الزواج الذى يتم فى الأعمال الفنية هو بمنزلة عقد رسمى، وحذر الفنانين من العبث وتقديم مثل هذه المشاهد، حتى لا يتورطوا، استنادا إلى حديث معناه يفضى إلى أن فى طقوس الزواج «جده جد وهزله جد»، كل من الشيخين لم يستطع أن يغفل بأن مرجعيته هو هذا الحديث، الشيخ الذى يمثل الجانب المستنير رفض هذه الادعاءات واعتبرها بمنزلة رؤية ضيقة الأفق لصحيح الدين، كما أشار إلى أنه حديث ضعيف الإسناد لا يجوز الارتكان عليه، بينما الشيخ الذى عبر عن الجانب غير المستنير أكد على العكس تماما، فهو من وجهة نظره، حديث موثوق به ويفرض علينا الالتزام الحرفى، وبالطبع لم يرتح المذيع لرأى الغريفى وهلل فرحا وكبر هو وأغلب المشاهدين على طريقة «وشهد شاهد من أهلها» إلى رأى الشيخ كريمة، وجاء دورى فقلت أنا لا أوافق فى الحالتين على مبدأ المرجعية الدينية، خصوصا أن الشيخ متولى الشعراوى قبل نحو 25 عاما كانت لديه نفس الرؤية المتزمتة، بل وطلب من حسن يوسف أن لا يفعلها مجددا فى أفلامه، بعد أن أخبره أنه قد تزوج نصف جميلات السينما المصرية بداية من سعاد حسنى وصولا بالطبع إلى شمس البارودى التى تزوجها فى الأفلام قبل أن يعقد قرانه عليها فى الواقع.

الشيخ الشعراوى عندما كان يُسأل عن الفن يترك الباب مواربا قائلا «حلاله حلال وحرامه حرام»، ويضرب مثلا بالإناء الذى قد يوضع فيه ماء فيصبح حلالا بلالا، وقد نصب فيه خمر ليصبح محرما شرعا.

تلك الرؤية الدينية هى مكمن الخطر، عدد كبير من الأغانى عندما كان يسأل عنها بعض رجال الدين يحرمونها شرعا، وأغلبهم بالمناسبة ما أطلقت عليه الصحافة لقب مستنير مثل أغنية شادية «غاب القمر يابن عمى ياللا روحنى» حرمتها مثلا د.سعاد صالح ود.خالد الجندى، قالا «كيف يحل لها أن تخرج مع ابن عمها وليس معها محرم، خصوصا أن القمر كان غائبا ما الذى كانت تفعله فى أنصاص الليالى»!، وأغنية «على حسب وداد قلبى» حرموها بسبب «لا ح اسلم بالمكتوب»، وفى قصيدة «لست قلبى» غناء عبد الحليم شعر كامل الشناوى، لاقى مقطع «قدر أحمق الخُطى» نفس المصير، بيت الشعر فى قصيدة أبو القاسم الشابى الذى كان الشرارة الأولى التى حركت ثورات الربيع العربى «إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر»، آخر كلمتين محرمتين عند أصحاب المرجعيات الدينية.

سبق وأن تعرضت أم كلثوم لهجوم ضارى بسبب أغنيتها «الحب كله» التى تقول فيها «يا أرق من نسمة وأجمل من ملك»، بعدها صارت تخشى الاقتراب فى أغانيها من ذكر الملائكة.

كلنا أسرى لخبرتنا وثقافتنا، ورجل الدين ستجده لا شعوريا فى نهاية الأمر يقيس الأمر طبقا لتلك المرجعية المطلقة بطبيعتها، كان الشيخ محمد الغزالى هو أول من رفض رواية نجيب محفوظ «أولاد حارتنا» بحجة تطاولها وجنوحها على الذات الإلهية، ومحاولة اغتيال محفوظ عام 95 استندت إلى تلك الفتوى، أما اغتيال فرج فودة قبلها بثلاث سنوات، فلقد تم بناء على فتوى مماثلة لشيخ يقال أيضا عنه مستنير!!

التعليقات