تتحدث الأوساط الأدبية فى لندن الآن عن تلك الرواية المذهلة التى فازت أخيراً بجائزة «مان بوكر» التى هى أرفع الجوائز الأدبية فى بريطانيا، وعنوانها «النورانيون» The Luminaries.
وكاتبة الرواية هى الأديبة النيوزيلاندية الشابة إليانور كاتون التى تعتبر أصغر من فاز بالجائزة حتى الآن، حيث تبلغ من العمر 28 عاماً، علماً بأنها بدأت كتابة روايتها وهى فى سن الـ25 وانتهت منها بعد سنتين، وقد كان أصغر من فاز بالجائزة قبل ذلك هو بن أوكرى الذى كان يبلغ من العمر 32 عاماً حين فازت روايته «الطريق الجائع» عام 1991.
وإذا كانت كاتون هى أصغر الفائزين بالجائزة التى تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه استرلينى «حوالى 750 ألف جنيه مصرى»، فقد قدمت أطول رواية تفوز بالجائرة حيث يبلغ عدد صفحاتها 832 صفحة، وبذلك تزيد على عدد صفحات رواية هيلارى مانتل «ولف هول»، التى كان يضرب بها المثل، والتى كان عدد صفحاتها 672، أما أقصر الروايات فكانت «شهادة مارى» للروائى كولم تويبن التى كانت مرشحة هذا العام، ولم تفز حيث يبلغ عدد صفحاتها 104 صفحات فقط.
وفى حفل كبير أقيم بقاعة «جيلد هول» الشهيرة، مساء الثلاثاء الماضى، قامت دوقة كورنوول بتسليم كاتون الجائزة والشيك المصاحب لها، وقالت كاتون إنها لم تكن تتوقع الفوز بالجائزة، وإنها حين انتهت من الرواية كانت تخشى أن يكون ناشرها على حق حين قال لها إن طول الرواية قد يكون عائقاً دون إقبال القراء عليها.
أما رئيس لجنة التحكيم روبرت ماكفارلن فقد أعرب عن استمتاعه بقراءة الرواية التى تقع أحداثها فى نيوزيلاندا فى أواسط القرن الـ19، والتى قال إنها ترغم القارئ على متابعة أحداثها دون الشعور بطولها، فهى تتضمن المغامرة والجريمة فى فترة كان الرحالة فيها يفدون إلى نيوزيلاندا للبحث عن الذهب، وأوضح رئيس اللجنة أن الرواية «تجنح إلى التجريب دون تجاهل للقواعد التقليدية للفن الروائى»، كما أوضح أن المحكمين قرأوا الرواية ثلاث مرات وهو جهد كبير، لكنه أكد أن مغانم القراءة أكبر بكثير.
وتعتبر إليانور كاتون ثانى الكتاب النيوزيلانديين الذين يفوزون بالجائزة البريطانية الرفيعة بعد كيرى هيوم الذى حصل عليها عام 1985 بروايته «إنسان العظم».
يذكر أن «النورانيون» هى الرواية الثانية لكاتون، وكانت روايتها الأولى «البروفة» قد فازت عام 2010 بجائزة «أمازون» فى كندا مسقط رأس الكاتبة.